المخرج المسرحي الفلسطيني د.عبد الفتاح أبو سرور لدنيا الوطن :فلسفة المسرح هي فلسفة مقاومة

المخرج المسرحي الفلسطيني د.عبد الفتاح أبو سرور لدنيا الوطن :فلسفة المسرح هي فلسفة مقاومة
رام الله - دنيا الوطن
لا غرابة أن ينفلت كالضوء الهارب، كالصدى، يذكي عبق المسرح في هذه البقعة أو تلك، ويضفي لمساته النقدية على هذا المشهد أو ذاك.

رغم زحمة انشغالاته إلا ان المسرح الفلسطيني يعيش بداخله ، واضعا بصمات من وهج الفكر والإبداع لتأخذنا إلى مرفأ الذاكره التي تصدح برؤى الفن حاضرا ومستقبلا.

د.عبد الفتاح أبو سرور ، فنان مسرحي فلسطيني ولد في فلسطين في الثاني عشر من اغسطس عام 1963 بدأ حياته الفنية بالمسرح في جامعة باريس عام 1988 ، اسس جمعية الرواد للثقافة والمسرح في العام 1998 ووضع اللبنة الاساسية لأول فريق مسرحي لها ، وانتخب رئيسا لرابطة المسرحيين الفلسطينيين عام 2009 ، له العديد من المؤلفات الادبية والمسرحية وشارك بالتمثيل في عدة مسرحيات كان اخرها مسرحية "حقائق " للكاتب المسرحي الكندي ارثر ميلنر واخراج سامر الصابر.


"نحاول أن يصبح المسرح ثقافة لأن فلسفة المسرح هي فلسفة مقاومة "

هذا ما قاله المخرج المسرحي عبد الفتاح ابو سرور حينما بدأ حديثه عن العمل المسرحي الجديد الذي ينتجه مسرح الرواد للكاتبة المسرحية سماح سبعاوي بعنوان " حكايات مدينة على البحر " ، ليسجل ترحيبه في أول تعاون له مع الكاتبة سبعاوي لإنتاج العمل المسرحي في الضفة الغربية ليرى النور على خشبة مسرح الرواد في مخيم عايدة شمالي بيت لحم .

س : حدثنا عن مسرحية حكايات مدينة على البحر ؟

ج : مسرحية حكايات مدينة على البحر قصه حب ولدت في شتاء 2008 اثناء العدوان الاسرائيلي على غزة ، لتأخذنا كاتبة المسرحية لنتعرف على حياة أهل غزة قبل و خلال وبعد العدوان، تتحدث المسرحية عن "جمانة " فتاة فلسطينية تعيش في مخيم
الشاطئ للاجئين في غزة, تقع في حب رامي, طبيب فلسطيني الاصل امريكي الجنسية قدم الى غزة على قوارب فك الحصار عن غزة ، يواجه حبهما تحديات كبيرة وصعبة ترغم رامي على اتخاذ قرارات جريئة, لعل أقلها خطورة هو ان يسافر عبر الانفاق
بين غزة ومصر . وتعكس المسرحية المعاناة التي يعيشها الفلسطينيين في غزة بشكل خاص وفلسطينيي 48 والضفة الغربية والقدس وفلسطينيي الشتات. ونرى ان النص يرتكز على أحداث حقيقية هي مجموعة من قصص وتجارب خاضها اهل غزة خلال العقود الماضية .

س: ما الذي دفع مسرح الرواد لإنتاج هذا العمل المسرحي ؟

ج: ما دفعنا لإنتاج هذه المسرحية كونها تتحدث عن غزة ، وقليلة هي الاعمال المسرحية التي تضع غزة على خشبة المسرح ، وكون المسرحية تتحدث عن التشتت الموجود في الشعب الفلسطيني وهي قضية بحاجة لتسليط الضوء عليها ، وإننا نؤمن
بدور المسرح في مساندة الفكر الثقافي كونه مقاومة فلسطينية تقف في وجه الإحتلال وقبحه وعنفه ، وزدنا إصرارا على إتمام هذا العمل المسرحية خاصة بعد العدوان الاخير على قطاع غزة. فريق غزة لم يستطع للأسف الاستمرار في انتاج المسرحية بعد العدوان الدموي على غزة إلا اننا صممنا على تنفيذها في الضفة
الغربية بالتزامن مع العرض في ملبورن عاصمة ولاية فيكتوريا الأسترالية ونهدي انتاجنا لأهلنا ومسرحيينا وشهداءنا في غزة وفلسطين.

س: هل كانت الإمكانيات المادية عائق لإتمام عرض المسرحية ؟

ج: عادة عندما نقتنع بعمل مسرحي فإننا ننتجه حتى لو لم يتوفر الدعم المالي، وفي هذا العمل كان هناك محاولات لتجنيد الأموال، لكن مرة اخرى بسبب العدوان على غزة فإن الاولويات للتمويل توجهت للكارثة الانسانية التي تحصل. وبالتالي بدأنا الانتاج رغم عدم وجود افاق للتمويل. وما زلنا آملين ان يجد المسرح
والفنون ايضا مكانهما في اجندات التمويل. وهذا العمل بالنسبة لي ليس مشروع له موازنة خاصة لتنفيذه ، ونقوم بتنفيذه ضمن فلسفة عمل مسرح الرواد ، فنحن نستمر بالعمل سواء توفرت موازنة أم لا ، وهذا ما يؤكده إشراك جزء من الممثلين حديثي الخبرة كونه لا توجد موازنة لتغطية نفقات ممثلين محترفين، ومع ذلك نحاول ان تصل الرسالة بطريقة سليمة .

س: هل تختلف الرؤية الإخراجية لهذا العمل داخل أزقة المخيم ؟

ج : لربما تختلف الصورة بين عرض المسرحية على مسرح كبير وعريق كمسرح لماما في استراليا وتلك في مسرح الرواد في مخيم عايدة والتي تتسم بطابع الثقافة الفلسطينية بنكهة اكثر تعمقا ، وإن ما قمنا به من إعداد وعمل خفيف على محور القصة لا يغير بتاتا جوهر العمل وجمالية القصة واللغة بشكل اساسي .

س: هل سيكون هناك جولة عروض في مدن الضفة الغربية ؟

ج: نعم نأمل ذلك في اقرب وقت ممكن ونأمل ان يستمر التعاون فيما بيننا وبين الكاتبة سماح سبعاوي وان يكون ثمرة هذا العمل جولات عروض عديدة لمسرح الرواد في استراليا وفلسطين .


التعليقات