أنين الأطفال خلف خيام اللجوء الممزقة يطرق جدران الصمت

أنين الأطفال خلف خيام اللجوء الممزقة يطرق جدران الصمت
غزة - دنيا الوطن - رنا مشتهى
استوقفني طفل غزي تمتلئ عيونه بدموع الألم والأسى وترتجف أطرافه بردا خوفا من استقبال فصل الشتاء الذي كان يعتبر مصدر فرحة له في الأعوام السابقه الا أن حاله ونفسيته لاستقبال الشتاء ليس كباقي الفصول في كل عام ففي هذا العام شردوا من ديارهم لا مأوى لهم يحميهم من أمطار الشتاء القارص .

يتطلع بصمت من خلف خيمة من قماش خوفا من سقوط أمطار ورياح عاصفه تقتلع جذور خيمته المغروسة على أرض غزة .

رأيت عيونه تشتكي مأساته ولون وجهه الشاحب المصفر يظهر مدى خوفه وبرده من الشتاء القارص فاقتربت منه لأسأله عن سبب آلامه أوضح الطفل محمد أن امنيته ليس كباقي أمنيات أطفال العالم ,فأمنيته في هذا العام الشعور بالدفء والحنان بين جدران بيته المدمر لا يطلب سوى أدنى حقوقه  مطالبا العالم أجمع أن ينظر الى حال أهل غزة الذين لا يتمنون الا أدنى حقوقهم وهي العيش بأمان وسلام ويعيشوا في أحضان بيوتهم وأهلهم وذويهم .

وفي سياق جولتنا الاعلامية على أصحاب البيوت المدمرة واجهنا أباء عجزوا عن الكلام فعيونهم تعبر عن مأساتهم حيث عبر  المواطن حسين عليان عن خوفه من استقبال فصل الشتاء بعيدا عن بيته مشردا هو وعائلته في مراكز الايواء في قطاع غزة , ينقصهم ما يحميمهم من هذه الأمطار من ملبس , ومأكل , واحتاجات كثيرة له ولأطفاله.

 مشهد يثير الدهشة ,فأثناء لقائنا معه لاحظت أنه يترقب بحذر أطفاله خوفا عليهم من اصابتهم بأمراض الشتاء فكيف لهذا الأب أن يعمل ليحمي اطفاله من برد الشتاء القارص ؟.

 وخلال لقائنا به أطلق مناشدته عبر الاعلام مطالبا العالم أجمع أن يتطلع بعين الرأفة والرحمة الى أبناء الشعب الغزي ,كما طالب الحكومة الفلسطينية بأن تضع خلافاتها جانبا وتضع في عين الاعتبار مصلحة هذا الشعب الذي يئن أطفاله من امراض الشتاء يرتجفون بردا في ليالي قضوها بعيدا عن بيوتهم في مركز الايواء والخيم ,مشيرا الى انهم تحملوا حرارة الصيف وامراضه لكنهم لن يستطيعوا تحمل نزلات البرد وأمراض الشتاء.

وعلى هامش اللقاء به صبرا التف الى طفله الذي يئن من البرد  قائلا: "طفلي الصغير فيجب عليك ان تتحمل وتتحمل المعاناة لتدفع ضريبة بقائك على أرض الرباط أرض غزة العزة".

وأضاف: "سنعود الى بيوتنا الدافئة كما كلنا أمل أن نرجع الى أرضنا القلسطينية المغتصبة وما النصر الا صبر ساعة" .

يشار الى ـن هناك ألاف العائلات الفلسطينية التي شردت من ديارها ما زالت رهن الاقامة في مراكز اللجوء والايواء التي تفتقر الى أدنى مقومات الحياة خصوصا في ظل البرد القاس مع دخول فصل الشتاء مرحلة متقدمة.

التعليقات