فؤاد الزرو أكاديمي فلسطيني يبعده الأسر عن جامعته وأطفاله الأربعة

فؤاد الزرو أكاديمي فلسطيني يبعده الأسر عن جامعته وأطفاله الأربعة
رام الله - دنيا الوطن
مركز أحرار لدراسات الأسرى – محمود مطر – في منزله في مدينة خليل الرحمن تجلس زوجته مع أطفالها الأربعة الذين لا يتجاوز عمر أكبرهم ثماني سنوات، تذكرهم دوما بأبيهم الذي يفارقهم ويهاجر أسرته مُكرَها منذ أكثر من ستة شهور حيث
اعتقله جيش محتل يفرق دوما بين المرء وزوجه وفلذات كبده.

بأحمال ثقيلة ألقيت على عاتقها تكابد إسلام أبو سنينه (29 عاما) عناء ومشقة حياة أسرية غاب عنها أحد أهم أعمدتها، إنه زوجها الأسير فؤاد الزرو (33 عاما) والمعتقل منذ تاريخ 952014 للمرة الثانية في مسيرة حياته، فقد اعتقل مسبقا العام الماضي.

تتحدث الزوجة لمركز “أحرار” لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان عن عظم ما تفتقده هي وأطفالها بغياب الزوج، وتقول:”نحن نعاني جدا كعائلة أسير، ونفتقد الأجواء الأسرية”، ولكن في المقابل تصر على إبقاء ذاكرة أطفالها معلقة بوالدهم السجين الذي حرموا منه عبر حديثها المستمر عنه أمامهم.

حنين كانت آخر مولودة يرزق بها الآسير قبل أربعة شهور، حتى اللحظة لم تر وجه أبيها ولم تنعم بلمسة حنان منه أو قبلة تستقبل قدومها للحياة، لتصبح هي وأشقائها حلا (7 أعوام)، وراشد (5 أعوام)، ومحمد(4 أعوام) شركاء بنفس الألم والحرمان من الأب الحاني الذي يقبع حاليا في سجن “مجدو” منتظرا حكما ظالما من محكمة يقف وراءها كيان محتل غاصب.

الاعتقال يفسد حياته المهنية مرتين:

يحمل الأسير فؤاد الزرو درجة الدكتوراه في أنظمة الطاقة، وعند اعتقاله الأول بتاريخ 2682013 حرمه الاحتلال من العمل في جامعة “الملك فهد للبترول والمعادن” في السعودية حيث حال الاعتقال بينه وبين توقيع عقد عمل مع تلك الجامعة.

في التاسع من شهر أيار للعام الحالي 2014 عاد الاعتقال ثانية ليفسد عليه حياته المهنية والعملية، كان الأسير الزرو في مستهل عمله كمحاضر في جامعة “بوليتيكنك فلسطين” في مدينة الخليل، اعتقله الاحتلال وأودعه في الأسر وأبعده قسرا عن جامعته وطلبته، وكذلك عن عائلته وصغاره.

منذ الاعتقال تشعر زوجة الزرو بتقصير من قبل الجهات المسؤولة ومن قبل الجامعة التي يعمل بها زوجها، فلم تلمس اهتماما كافيا بقضيته كونه أحد أعضاء الهيئة التدريسية في تلك الجامعة التي تطالبها أن يكون لها دور أكثر فعالية في إبراز قضية زوجها الأسير، وأن تضغط نحو الإفراج عنه. 

معاناة أخرى تعيشها عائلة الزرو تتمثل بعدم تمكنهم من زيارته داخل المعتقل بسبب منع الاحتلال لزوجته من زيارته، لتعيش مع أطفالها لحظات صعبة لا تفارق منزلهم بشكل يومي مستمر.

مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الانسان فؤاد الخفش أشار بدوره لوجود العديد من الأكاديميين الفلسطينيين والمحاضرين الجامعيين في سجون الاحتلال، وأكد أن الاحتلال يستهدف العقول الفلسطينيية وذوي الكفاءات العلمية والمهنية بالاعتقال للتضييق عليهم ودفعهم للخروج والهجرة من فلسطين، وبالتالي يحرم وطنهم من قدراتهم المتنوعة.

واستهجن الخفش صمت الجامعات الفلسطينية إزاء اعتقال محاضريها وزجهم داخل السجون الإسرائيلية دون تحريك قضيتهم أو تسليط الضوء عليها، وطالب إدارات تلك الجامعات بالعمل على تنظيم حملات دولية للتضامن مع الأكاديميين المعتقلين والمطالبة بالإفراج عنهم.

التعليقات