اختتام اعمال القمة العالمية لريادة الأعمال المقامة بمراكش

اختتام اعمال القمة العالمية لريادة الأعمال المقامة بمراكش
رام الله - دنيا الوطن
اختتمت مساء اليوم الجمعة أعمال الدورة الخامسة للقمة العالمية لريادة الأعمال التي اقيمت فعالياتها بمدينة (مراكش) المغربية وشارك فيها نحو ثلاثة آلاف من رجال وسيدات الأعمال ورؤساء الدول وكبار المسئولين الحكوميين وحاملي مشاريع وخبراء من مختلف دول العالم.

وبحث المشاركون في الدورة التي اقيمت تحت رعاية جلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية، خلال الفترة من (19-21) نوفمبر الجاري .. وذلك تحت شعار "تسخير التكنولوجيا لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال"، مجالات التكنولوجيا باعتبارها تتيح فرصا هامة، وتسهم في تعزيز التعاون وخلق الرأسمال وتحفيز التنمية البشرية وتسهيل تبادل المعلومات والأفكار.

وتهدف القمة العالمية التي كان قد أطلقها الرئيس الأمريكى باراك أوباما عام 2009، إلى مد الجسور بين رجال الأعمال والبنوك والمقرضين والمستثمرين وغيرهم في الولايات المتحدة والمجتمعات الإسلامية فى جميع أنحاء العالم .. كما ان تنظيم هذه التظاهرة بالمملكة المغربية، يجسد الدور الفعال الذي تضطلع به المملكة في مجال التنمية الاقتصادية الشاملة للقارة الإفريقية، وريادتها في دعم روح المبادرة وإدماج الشباب والمرأة في الاقتصاد.

وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس اكد في رسالة وجهها للمشاركين في القمة: أن المغرب معتز بانعقاد الدورة الخامسة لقمة ريادة الأعمال لأول مرة على أرض إفريقية، "وهو مايؤكد مكانة وطموح المملكة، التي تعتبر تعزيز شراكتها مع القارة (الإفريقية) خيارا استراتيجيا محسوما لا رجعة فيه".

وقال جلالة الملك محمد السادس في رسالته التي تلاها أمس الخميس رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بنكيران: إن انعقاد هذه القمة بالمغرب "يؤكد مكانة وطموح المملكة، التي تعتبر تعزيز شراكتها مع القارة (الإفريقية) خيارا استراتيجيا محسوما لا رجعة فيه"، مذكرا بأن المغرب، استنادا إلى اختياراته الكبرى، وقيمه الثابتة، يؤكد التزامه القوي بأهداف القمة العالمية لريادة الأعمال.

واضاف وفي رسالته: أن المغرب "يعبئ طاقاته من أجل النهوض بالتنمية البشرية والمستدامة، ويستثمر في ثقافة ريادة الأعمال، ويشجع تبادل الخبرات والمعارف، والاستغلال الأمثل لعناصر التكامل، خاصة بين بلدان الجنوب"، وخاصة بلدان القارة الإفريقية.

ولمواجهة النزعة التشاؤمية، "التي طالما خيمت على قارتنا"، أبرزت الرسالة الملكية أنه "يجدر بحكوماتنا أن تحفز روح الثقة لدى شبابنا، لإقناعهم بما يتوفرون عليه من مؤهلات ذاتية وقدرة على التعلم، وعلى اتخاذ المبادرة"، ودعا في هذا الصدد، إلى رعاية النماذج الإيجابية، وجعل المبادرات الناجحة نماذج ومثالا يحتذى.

وشدد جلالة الملك على أنه لا يجب الخلط بين مفهومي الابتكار التكنولوجي والتقنية العالية، مضيفا أن الابتكارات التي تعتبر ذات مضمون تكنولوجي منخفض تساعد، على غرار باقي الابتكارات، على تلبية بعض الاحتياجات الخاصة، لاسيما بالنسبة للدول النامية.

واعتبر جلالته أن هذا النوع من الابتكارات غالبا ما يساهم في مواكبة التنمية الاجتماعية، وتحسين الظروف المعيشية على أرض الواقع، مشيرا إلى أن الابتكار لا ينبغي أن يقتصر على الأغنياء والطبقات الميسورة فقط، "إذ يتعين على المقاولين أن يولوا نفس القدر من الاهتمام للمستهلكين من ذوي الدخل المنخفض، من خلال توفير منتوجات وخدمات ملائمة وذات مردودية".

وبعد أن أشاد صاحب الجلالة بكل الذين ساهموا في جعل هذا اللقاء أمرا ممكنا وفرصة سانحة، لخلق تفاعلات وتقاطعات جديدة بين أصحاب القرار السياسي والفاعلين الاقتصاديين، وممثلي المجتمع المدني، والدوائر الأكاديمية، ووسائل الإعلام، سجل جلالته ببالغ الارتياح، أن هذه القمة قد توفقت في حشد عدد كبير من حاملي المشاريع والمستثمرين والمقاولين الشباب، القادمين من مختلف الآفاق.

كما دعا صاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى تمكين الأجيال القادمة من منظومة تربوية تتجاوز عملية "التراكم ونقل المعارف"، للانتقال إلى تشجيع روح الإبداع والابتكار والتفاعل .. مبينا أن الشباب "يتوفر اليوم، على نافذة مفتوحة على العالم، من خلال التكنولوجيا الحديثة للإعلام، التي تجعل من المعارف العامة، النظرية منها والتطبيقية، ثروة مشتركة للإنسانية جمعاء"، معتبرا أن التربية عنصر أساسي لا بد منه، في المسار الذي ينقل الإنسان إلى مرحلة تنمية روح النقد، وإرادة التطور الذاتي، ليتمكن، في الوقت المناسب، من إدراك واغتنام الفرص الاقتصادية والتكنولوجية والاجتماعية المتاحة.

بدورة أكد وزير السياحة السيد لحسن حداد اليوم الخميس بمراكش، أن الدورة الخامسة للقمة العالمية لريادة الاعمال (21-19 نونبر)، تكرس الدور الريادي للمملكة على مستوى إفريقيا والشرق الاوسط. وأضاف السيد حداد في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش انعقاد القمة، أن هذا الحدث الذي ينعقد لأول مرة في بلد إفريقي، هو بمثابة اعتراف بدور المملكة في تنمية العلاقات التي تربطها بالولايات المتحدة على المستويين الاقتصادي والسياسي.

ونوه الوزير بالنساء والشباب المقاولين المغاربة لما يحققونه من ابداعات من خلال استعمال التكنولوجيا من اجل نشر الأمل وايجاد الحلول سواء في ما يخص المقاولة بصفة عامة او المقاولة الاجتماعية على مستوى المجتمع المدني، معتبرا ذلك "أفضل وسيلة للجواب على من يريدون استعمال التكنولوجيا من اجل زرع بذور الكراهية والتفرقة والتطرف".

وشكل هذا الحدث أرضية مواتية للنساء من سيدات الاعمال لتبادل التجارب الناجحة والخبرات لتحفيزهن على ولوج عالم الأعمال، وتمكين النساء الإفريقيات من الاستفادة من مبادرات الأمم المتحدة الثلاث الرامية إلى النهوض بروح المقاولة النسائية.

حيث أكدت مستشارة صاحب الجلالة السيدة زليخة نصري، في كلمة خلال افتتاح هذا الحدث، أنه بعيدا عن مظاهر الاحتفاء بالمرأة ينبغي على الدول أن تعبر عن التزاماتها إزاء النهوض بالمقاولة النسائية من خلال مبادرات تؤمن الظروف الملائمة لبروز روح المقاولة لدى النساء وتعزيزها وتقويتها.

وقالت إن المغرب انخرط منذ عقود في نهج إصلاحي متواصل مكن المرأة من الاندماج تدريجيا في مختلف قطاعات الحياة العامة والسياسية والسوسيو اقتصادية والثقافية، مبرزة أن جلالة الملك، وفي أفق تحقيق ديمقراطية للقرب تعتمد النهج التشاركي وتستجيب للتطلعات المشروعة للشعب المغربي، أرسى مسألة النهوض بوضعية المرأة ضمن استراتيجية تهدف إلى تكريس حقوقها الأساسية ومساواتها مع الرجل.

هذا وشددت كاتبة الدولة الامريكية بيني بريتزيكر على أنه لا يمكن لأمة أن تتطلع لنمو اقتصادي على المدى البعيد إذا فرضت قيودا على ولوج شبابها ولاسيما النساء منهم، لعالم المقاولة، داعية المجتمعات إلى احتضان المرأة وتمكينها من التخطيط لمستقبلها.

وقدمت بريتزيكر نماذج لنساء ناجحات في مجال الأعمال، معربة عن الأمل في أن تشكل القمة العالمية لريادة الأعمال أرضية لتبادل الافكار والتجارب المبتكرة ومناسبة للانفتاح على العالم.وأكدت التزام الولايات المتحدة بدعم وتشجيع المقاولات النسائية في أمريكا وخارجها، مؤكدة قناعتها بأن التغيير في القرن ال 21 ستقوده النساء .. معبرة عن امتنانها للمغرب لاحتضان هذه القمة، معتبرة أن من شأن تخصيص يوم للاحتفاء بالنساء المقاولات أن يساهم في تمكين المرأة ودعم روح المقاولة النسائية وإلهام المبتكرات منهن.

واقيمت اعمال القمة التي شارك فيها أزيد من 3000 مندوب ينحدرون من أزيد من 50 بلدا على شكل جلسات عامة وموائد مستديرة وتظاهرات ملحقة بناء على برنامج غني ومتنوع ، يتمحور حول عدة مواضيع تهم الاندماج الاقليمي والنمو الاقتصادي المستدام والابتكار الاجتماعي للشباب والتنمية البشرية والهجرة.

وتشهد القمة مشاركة أمريكية مكثفة يعكسها حضور نائب الرئيس الأمريكي جوي بايدن الذي يترأس الوفد الأمريكي في أشغالها .. وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية، استقبل امس الاول بالقصر الملكي بفاس، نائب الرئيس الأمريكي السيد جوزيف بايدن، الذي يقوم بزيارة للمغرب للمشاركة في اعمال الدورة الخامسة للقمة العالمية لريادة الأعمال .. وذكر بلاغ للديوان الملكي أن انعقاد هذه القمة بمراكش قرره صاحب الجلالة، وفخامة الرئيس الأمريكي السيد باراك أوباما، خلال الزيارة الملكية لواشنطن في نونبر 2013.

وتستفيد قمة مراكش، التي تنظم بشراكة بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، من دعم وانخراط العديد من الهيئات المغربية العمومية والخاصة، إلى جانب العديد من الشركاء من وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية .. كما تجسد قمة مراكش إرادة المملكة في الانفتاح أكثر فأكثر على المحيط العالمي وإبراز الأنشطة والجهود التي تقوم بها في مجال الانفتاح الاقتصادي، والتعاون الدولي والإقليمي والقاري والذي يجد له صدى إيجابيا على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي

التعليقات