وادي الباذان ..الموت القادم اليها من الجنوب يفترس سماءها وينقض

رام الله - دنيا الوطن- اثير صلاحات
على تلك البيئة التي خلقها الله متعة للناظرين ومتنفساً للزئرين ومسكناً للأمنين ، تستيقظ قرية الباذان شمال شرق نابلس بشكل شبه يومي على سحب من الدخان الاسود المحمل بسموم حرق اطارات السيارات والقمامة على مدخلها الجنوبي المتصل بمدينة نابلس لتنتشر هذه الادخنة بين مساكن المواطنين ومزروعاتهم
واشجارهم ومياههم لتخترق انفاسهم وتلحق بهم الضرر الصحي الكبير .

على مدار سنوات عدة اتخدت عادة حرق الاطارات المطاطية والقمامة على مدخل القرية ورغم مناشدات اهل القرية الكثيرة وحثها جهات الاختصاص على متابعة الامر ومحاسبة المسؤولين عن هذه الافعال والتي يهدف شخوصها الى كسب بعض المال من
خلال استخلاص المواد الاولية او لاي غرض كان ولكن بالمقابل هم يدمرون قرية باكملها اعتاد سكانها على بيئة جميلة نظيفة يرتادها الزوار من كافة مناطق الضفة والداخل المحتل .

وبحسب مؤشرات محلية بالقرية ، ارتفعت نسبة الاصابة بالسرطان الى اضعاف مقارنة بالسنوات العشر الماضية دون ان تكون هناك دراسات او متابعة من الجهات المختصة حول تاثير هذه الادخنة على حياة المواطنين والتي بدات تظهر جليا من خلال الامراض والسرطانات وغيرها ، ويحيل اهالي القرية السبب الى هذه الحرائق المتعمدة التي تفتك بالبشر والشجر على حد سواء .

وتضيف هذه القضية الى ما تعانيه القرية من المياه العادمة التي تاتيها من مدينة نابلس وعبر وادي الساجور و التي تتسبب في الكثير من الاوبئة البيئة وادت الى تراجع الزراعة الحقلية بالقرية اضافة الى الهبوط الحاد والمستمر منذ ثلاث سنوات في طريقها الرئيس الواصل بين القرية ومدينة نابلس والذي يعتبر طريق رابط بين نابلس ومحافظات جنين وطوباس واريحا .

ويتسائل الاهالي بالقرية ، عن دور المؤسسات الرسمية في الحفاظ على هذه القرية السياحية ذات الطبيعة الخلابة والتي صنفت كمحمية طبيعية تحتضن غالبية انواع الطيور والحيوانات والاشجار والنباتات وتشتهر بمياهها الجوفية وينابيعها  و متنزهاتها  

ويؤم الباذان سنويا في مواسم السياحة اكثر من 600 الف سائح من مناطق الضفة الغربية والداخل المحتل اضافة الى المغتربين والزوار الاجانب ، ويبلغ عدد سكانها حوالي 3200 نسمة وتبلغ مساحتها 15 الف دونم وتحتوي على العديد من ينابيع المياه الجوفية والسطحية ويوجد بها اكثر من 10 متنزهات طبيعية .