حفاظا على الهوية .. غزة: 30 سيدة غزية يطرزن الثوب الفلسطيني ويباع مجانا .. صور

حفاظا على الهوية .. غزة:  30 سيدة غزية يطرزن الثوب الفلسطيني ويباع مجانا .. صور
غزة - خاص دنيا الوطن-اسامة الكحلوت

اجتمعت ما يقارب 30 سيدة من سكان قطاع غزة ، داخل مؤسسة البيت الصامد ليعرضن منتوجاتهن من التراث الفلسطينى والثوب المطرز الذى يحمل فى ملامحه التاريخ الفلسطينى المهمش ، ومعالم كل المدن الفلسطينية حتى المحتل منها حتى الان .

وداخل المعرض تشاهد عشرات من الثوب الفلسطينيى المطرز بالمعاناة الفلسطينية ، فيما تخصص نساء اخريات فى نسج العلم الفلسطينى وخارطة فلسطين على ملابس خاصة ومنقوشات اخرى ، للمحافظة على التاريخ والتراث والهواية الفلسطينية ، رغم ان زوار المعرض كان اغلبيته من المسنات .

امال ابو مدين " 50 عاما " احدى المشاركات فى المعرض ، قالت انها تعمل منذ تأسيس المؤسسة منتصف التسعينات ، من خلال استصدار نماذج حديثة وتطريز خاص للثوب الفلسطيني وتقوم بانتاجها فى منزلها ، وتركز نشاطها على تطريز وصناعة الثوب الفلسطينى ، مؤكدة اقبال الكثير من العرائس علي شرائه .

كما يستغرق تطريز وصناعة الثوب الفلسطينى 20 يوما بتجهيزات اولية ، فيما يحتاج بعد ذلك لـ 20 يوما اخرين لاتمام العمل ووضع كل اللمسات المناسبة عليه ، فى الظروف الصعبة التى يمر فيها قطاع غزة بانقطاع التيار الكهرباء اكثر من نصف اليوم .

وقالت ابو مدين لدنيا الوطن " الثوب يحمل هويتنا وتراثنا ، وتحمل كل بلد فلسطينية نفش خاص يحمل طابع وما تشتهر به هذه البلد مثل صفد والقدس وغزة ، وتختلف الرسومات والنقوشات على هذه الاثواب ، كثوب الخليل يحمل نقشة عرق عنب بما تشتهر فيه المدينة ، فيما يختلف ثوب مدينة القدس عن كل الاثواب الفلسطينى بوجد كنائس وجوامع ونقوشات خاصة عليه فيما بوضع على الثوب الغزى صورة للحمضيات لما تشتهر فيه غزة " .

وقد يتم دمج بعض ملامح المدن الفلسطينية فى ثوب واحد حيث يتم صناعة الثوب على طراز موحد لكل المدن  ، ولكن يتم وضع ما تشتهر به البلد التابع لها الثوب فى مكان معين يخصص لذلك ،  ويصل سعر الثوب الواحد من 600- 1500 شيكل حسب تكلفة سعر التطريز والحرير المستخدم فى صناعته .

وتقوم المؤسسة ببيع الثوب الفلسطينى بسعر التكلفة دون ربح من المواطنين لنشر ثقافة الثوب الفلسطينى والاهتمام به والحفاظ على التراث لان المؤسسة تمويلها ذاتيا للمشروع ، ضمن فكرة تشغيل السيدات داخل منازلهم ، فيما يتم صرف مبلغ تكلفة الثوب لشراء المواد الخام لاعادة صناعة اثواب جديدة وصرف حوافز للعاملات في المشروع .

ويعود المعرض بالزائرين للزمن الفلسطينى الجميل الذى كان يعتمد على ارتداء الثوب الفلسطينى المطرز لكل السيدات والعرائس الجدد ، فيما زائرات المعرض يرتدين ملابس لزمن حديث باستثناء المقيمات على المعرض وبعض السيدات اللواتى ما زلن يحملن الهوية الفلسطينية فى ذاكرتهم وملامحهن وملابسهن المطرزة .

فيما تجلس المسنة رفيدة الشيخ على  على كرسى بجانب المطرزات والاثواب الفلسطينية متأملة التاريخ الفلسطينى المجيد ،  لتتحدث بنبرات من الحنين للوطن قائلة : نحن جزء من الصراع من خلال التراث بمحافظتنا عليه ، وهو جزء كبير من تحرير اراضينا المحتلة ، وعندما شاهدنا الاحتلال الاسرائيلى نحافظ على التراث ، بدأ بعمل معارض ويضع فيها الزى الفلسطينى وينسبها لهم على انها ازيائهم القديمة وازياء اجدادهم ضمن معارض فى دول خارجية  ، كما سرقوا الكثير من تاريخنا وماضينا ووضعوه فى حياتهم وتاريخهم  ".

ويذكر ان الشيخ على فلسطينية الاصل ولكنها لم تتمكن من الحصول على هوية ، وتزين منزلها بالملابس الفلسطينية والاشغال اليدوية وتقوم بشراء ما يعجبها ، وتلبس بعض الاثواب خلال المناسبات السعيدة والافرح لانها تشعر بالفخر حين ارتدائها للثوب الفلسطينى .

ومن ضمن الاثواب التى تقتنيها ثوب رام الله والقدس والمجدل والجليل وبيت لحم  ، وقالت "  عندى كتاب للازياء الفلسطينية اشتريته من المتحف البريطانى  وجئت بهذا الكتاب لغزة ،  واقمت فى بريطانيا 35 سنة ولكن انزل لمسقط راسى بغزة كل سنة او سنتين مرة ، وهذه المرة عشت الحرب على قطاع غزة " .

وتشترى ايضا اثواب فلسطينية موجودة داخل المتحف البريطانى حيث يتواجد بداخله الكثير من الاثار الفلسطينية ، حيث كانت تسرق الحكومة البريطانية ايام الانتداب البريطانى بعض الاثواب الفلسطينية وما تجده جميلا فى فلسطين وتعرضه للبيع هناك ، واشترت الكتاب الخاص بالثوب الفلسطينى من المتحف بسعر 25 باوند استرلينى .

وطالبت الشيخ على باغلاق كل السفارات الفلسطينية لانها لا تساعد ابناء الشعب الفلسطينيى بالخارج ، ولا تقوم على نشر الثقافة الفلسطينية بعمل معارض بشكل مستمر لتعريف العالم على الهوية الفلسطينية  ،  وقد لجأت عدة مرات الى السفارة الفلسطينية فى لندن والقاهرة  ولم تتمكن من لقاء اى مسؤول نظرا لانشالغهم فى شرب الشاى والقهوة والاجتماعات الكاذبة ، وخرجت دون الحصول على طلبها بلقاء المسؤول لحل اشكاليتها  " حسب قولها " ، وانهم لا يخدمون الا جيبوهم  ولا ينتمون للقضية الفلسطينية  .

وقالت انتصار العفيفى مديرة مؤسسة البيت الصامد ان المشروع هو لتنمية قدرات الجمعية وتوفير فرص عمل لعديد من السيدات معيلات الاسر وخلق فرص عمل ، ويعمل المشروع على تدوير رأس مال مدور ويعنى بتشغيل السيدات باعطائهن الاجر ويتم بيع المنتج بدون ربح فقط بسعر التكلفة ، وبذلك يكون فرصة لتشغيل السيدات مرة اخرى .

واشارت العفيفى ان 30 سيدة داخل المؤسسة يعملن فى تطريز الثوب الفلسطينى ، كما تستهدف المؤسسة 100 سيدة ضمن المشروع بصناعة الاغطية والمطرزات ، للحفاظ على الثوب الفلسطينى وتداوله على مر الازمان والعصور ، كما تتوارث الثوب الفلسطينى الفتاة من امها والام من جدتها ، ولا يتوقف عند زمن معين .















































التعليقات