حماية التراث : مهمة كفاحية وطنية فلسطينية بإمتياز

حماية التراث : مهمة كفاحية وطنية فلسطينية بإمتياز
رام الله - دنيا الوطن
التراثيات  بأصنافها  وانواعها  المختلفه " العمرانية،  الاسلامية  والمسيحية، والموغلة  في  القدم الكنعانية ـ الفلسطينية  المكتشفة والغير مكتشفة ،  مروراَ  بالآواني  الخزفيه ، المعدات  المصنعة للاستخدام  في  الحياة  اليوميه ،  وحتى  اصنافاَ  من  الخضار  والبقوليات  وبينها  الفاكهة  والطعام الغذائي  الشعبي  الصحي  وصولاَ  حتى  الأزياء  من  تراثيات  الشعب  الفلسطيني ... الـخ "، تُدرجْ بأجندة الفلسطينين  بسياق  مهام  الكفاح  الوطني ،  ومطلوب  حمايتها  والحفاظ  عليها  من  السرقة والتزوير  وخاصة  من  قبل  العدو الاسرائيلي.

معرض بندك الدولي يستضيف معرض التراث الفلسطيني في استنبول

جميلة  الاشقر  منسقة  اعمال  جناح  دولة  فلسطين  للتراث  الشعبي،  تسجل  في  البدء  تثمينها  العالي  للحفاوة  والرعاية  التركية على  المستويين  الرسمي  والشعبي  تجاه  القيمين على  جناح فلسطين  وسواهم  من  رعايا  الدول  العربية  والاوربية الـ " 52 " المشاركة  في  مهرجان  بنديك الدولي  لمبدعي  الحرف  اليدوية  باستنبول  وتقول " اكتشفنا أن  حب  الاتراك  لفلسطين  كبير  جداَ لدرجة  يتعذر  وصفه ،  فالعديد  منهم  وبينهم  الرجال  بكى  مجرد  معرفته  بأن  جناح  معرضنا  يخص دولة فلسطيني  وغـزة  البطلة ،  وبعض  التركيات  أقدمنا على معانقتنا بل وشمشمتنا  وآخرون أستحضروا رسم  الشهيد  ابو عمار  من  بين  مقتنيات  الجناح  وقبلوها  ورفعوها  على  رؤوسهم وقالوا  وفق  حديث  الاتراك  المولجين رسميا  بالترجمه  للمضيفين " انه خسارة  للأمـة  العربيه  كلها "، وتكمل  مدربة  الحبكة  التراثية  الأصيلة  جميلة  الاشقر " الاقبال  الرسمي  والشعبي  على  جناح فلسطين  مميزاً  واللافت  أن  الاتراك  يميزون  الحبكة التراثية  الاصيلة  المصنعة  يدويا  عن  سواها من  المعدة  بواسطة  المكنات   بلسمة  من  يدهم ، وهذه  واحدة  من  مسببات  الزحمة  والاقبال على جناح  فلسطين"، وبذات  السياق  تستذكر  حديث  مسؤول  ولاية  بلدة  بندك  "مش  مهم بيـع المعروضات ... الأهـم حضور  فلسطين  ومشاركتها  بهذا الحفـل العالمي".

يُردْ  اهتمام  الاشقر  واقبالها  على  تعلم  مهارة  التطريز  لفترات  سابقه  جاءت  أثر  توقفها  القسري عن  أتمام  علامها  المدرسي  في  العام  1976  لمعاونة  والدها  بتحمل  المسؤوليات ، واقتطعت من مردودها  بالتطريز  لتغطي  أقساط  تعلمها  حرفة  الخياطة  العامه ،  وخلال  عامي" 1977 ـ 1978 " باتت  الاشقر  بمرتبة  معلمة  خياطة  ومدربة  تطريز  وحبكة  ماأهلها  للعمل  بمؤسسة  صامـد واكتسبت  من خلال  الأخيرة  المزيد  من  الخبرة  والمهارة،  بل  وعرفت  أيضاَ  ماهية  الحبكة  التراثية الفلسطينية  الأصيله  والتطريز  بأزياءه  الشعبيه  ومكانته  في  حياة  الفلسطينين  ومـدى  أرتباطه ومدلولاته  بتاريخهم ،  الأمر  الـذي  عـزز  من  انتماء  المناضلة  لهذه  الحرفة  وولائها  لفلسطين فأخذت على  عاتقها  رصد  قدراتها  حين  اللـزوم  وحيث  يقتضي  الواجب  ولما  فيه  صالح  الفلسطينين  وخدمة  القضية  الوطنية ،  فعملت  أبان  الاجتياح  الاسرائيلي  للبنان  والمخيمات  العام 1982  بظروف  العمل  السري  وبأوقات  عصيبة  وخطيرة  بآن  وتقول " كنت  في  النهار  أستخدم مكنة  الخياطة  من  داخل  منزلنا  بعين  الحلوة  لأقضي  حاجيات  الناس،  وفي  الليل  كنت  احول القماش  الذي  اتسلمه  من  الوسيطه  الفلسطينية  بالسر  لأقنعة  لصالح  الفدائيين  الفلسطينين  آنـذاك، وأحياناَ  احوله  لرايات  وأعلام  فلسطينية  وتُذكرْ بان  كافة  الاعلام  الفلسطينية  التي  رفرفت في المخيم بذكرى  انطلاقة  حركة فتح  كان  يومها  من  صنعها  ما أرعب  جنود  الاحتلال  الاسرائيلي ودفعهم  لشن  حملة  تفتيش  ليلية  شنعاء  وطالت  الحي  والجيرة  والحديث  لجميلة "على عجل  وحيرة  من  امري  فتحت  أحدى  الفرشات  وحشوتها  بالاعلام  ومواد  العمل"،  وانتهت  الحملة بإعتقال  احـد  الفلسطينين  من الجيران.

من  ناحية  اخرى  وبما  يتعلق  بولادة  مؤسسة  التراث  الفلسطيني  تُشيرْ  لثمة  مقدمات  مهمة  وغير يسيرة  أرست  اللبنات  الأولى  لولادة  المؤسسة  فيما  بعـد  وأبرزهـا  "قيام  ثلة  من  الفلسطينيات والحركيات  لايتجاوز  عددهم  اصابع  اليـد  ومنهم  على  سبيل  الذكر "عليا  العبدالله ،  سهيلة  الخطيب،  هـدى  خريبي  والاشقر " بتحويل  بيت  الخطيب  بحي  طيطبا  بعين  الحلوة  إلى "مشغل خياطة "، هـو بمثابة  نقطة  إرتكاز  للكفاح  النسوي  وتولى  مهام  " تعليم الخياطة ، حشد  الفلسطينيات ، تنظيمهن ، تأطيرهن وتأهيلهن لمسؤوليات  العمل  المجتمعي  والوطني  بآن " ، ومن خلاله  دربت  الاشقر عشرات  الفلسطينيات  على  مهنة  الخياطة. وتكمل " ذات مرة  وجراء  قصف الطيران  الاسرائيلي  بالجوار  اصيبت  فلسطينيتان  من  المتدربات  وتضرر  المكان  وفقد أهليته  للعمل وبعدها  تدبر  مسؤول  الساحة  الاخ  زيد وهبة  مكانا  لعملنا  في   مبنى  التعاونية "مشفى شهيد فلسطين حالياَ " ، وبسبب  تنامي  العمل  من  جهة  وتدمير  العدوان  الاسرائيلي  لكافة  مقار  مؤسسة صامد  في  لبنان  واغلاق  مقرها  المؤقت والاخير في حي الطوارئ  بعين الحلوة  "أمور  استدعت  وفق  تنويه  المناضلة  الاشقر البحث  عن  بدائل  وبمواصفات  مقبولة ،  وترسمت  الضرورة فيما  بعـد بمصادقة  مسؤول  الساحة  الأخ  المناضل  عصام  اللــوح .

مؤسـسة التراث الفلسطيني ـ معرض التراث الفلسطيني الدائـم

في  العام  1985  أنتقـل  المشغل  من  مقر التعاونية  وأتخـذ من  الشارع التحتاني مكاناَ لـه، وتولى مهام العمـل فيه آنـذاك ثلـة من الأخوات،  ومنهم على  سبيل الذكـر "عليا العبدالله، سهيلة  الخطيب،  محاسـن الحايك، لودي شبايطه،  هدى  خريبي ، والاشقر ...الـخ"، بمسؤولية عليا العبدالله ، والاخيرة  باتت  مؤخراَ بمرتبة عضو لجنة اقليم  حركة  فتح  في  لبنان وتقول "لم  يتوقف  العمل  بحدود المشغل  وتعليم الفلسطينيات الخياطة وحسب، بل  تعداه  للمساهمة بحشـد الفلسطينيات لتحمل المسؤوليات الكفاحية لجانب مناضلي الثورة الفلسطينية، وتأتي على ذكـر بعض المهام التي كان يجري تنفيذها  "خياطة الاكياس المستخدمة بالتحصينات، خياطة  الشراشف لمشفى سعد صايل في جبل الحليب ، عيادة الجرحى بالمشافي وتوفير حاجياتهم ،  اعداد الطعام  وايصال  الوجبات  الساخنة  للمقاتلين  بمواقع ... الـخ"، وبزمنها  تعرضت عضوة  المشغل  "هدى خريبي " للقنص وأستشهدت، وتستذكر بالسياق اياه وان بزمن مضى "حياكة كنزة  المقاتل ب الإستعانة  بالفلسطينيات  في بيوتهم على  قاعدة  أن نوفـر لهن  خيطان  الصوف ومواد الحياكة من سنارة وخلافه،  ومن  ثم  نوزعها  على  المقاتلين في  المواقـع، وبأحيان أخرى نُعدْ  للمقاتلين  في المناسبات  قوالب  الحلوى  والكعك".

من ناحية أخـرى تؤكـد العبدالله على ان المشغل ومن  خلال  أجندته قام  بتنسيب عشرات العشرات من الفلسطينيات والحركيات لورش التدريب والتأهيل وبالعديد  من  مناحي  العمل "التربوي للعمل ورفد رياض الاطفال، الصحي بالالتحاق بدورات الاسعافات الاوليه، والتقني كما في المحاسبة والكمبيوتر .. الخ"،  وبالتالي  فرزهن لتولي المسؤوليات والقيام بمهام العمل في المقار والمؤسسات الحركية وفي مؤسسات المجتمع المحلي .

لقد ترافق تنامي دور المشغل وتطوره  مع  تزايد  مساحته، وتأهـل في العام 1986 ليكون بمرتبة المؤسسـة بكل ما تعنيه الكلمة، وتحظى المؤسـسة ـ  مؤسسة  التراث  الفلسطيني هذه الايام  بهيكلية تنظيميه وإداريه  أسـوة  بغيرها  من  المؤسسات  وبما  يتناسب  والمهام  وحاجات العمـل،  ولديها مشغل خياطة، وتطريز ، وملحق بها مقر لعرض التراث الفلسطيني زائـد قاعـة محاضرات ... الـخ، ويبلغ الاجمالي العام  لطاقمها " 24 " فلسطينية معتمدين بلوائح منظمة التحرير الفلسطينية .

مشغل الحبكة والتطريز

تقول معلمة حرفة  التطريز جميلة  الاشقر " بلشنـا  من  لا  شيء "، والبدايات كانت وفق حديثها بالتجوال على اهالي المخيم وخاصة النساء،  وجمع  تبرعاتهم  من  المقتنيات التراثية وان بحدود الخيـط أو الأبرة، الكنفـه ، الرسمه ، التكاية والثوب ... الـخ وأياَ من المواد المطـرزة بهدف التعرف على ماهية التراثيات وإكتشافها بمساعـدة أصحابها الحقيقيين ، وعلى ضوءه نقوم في المشغل بحياكة الحبكـة الأصلية ، والخطوة التالية كانت  بمراكمة اعمالنا واعدادها لصالح معرض التراث الفلسطيني الدائـم  وتستذكر الزحمة اللافتة والاقبال الكثيف على الافتتاح الأول للمعرض العام 1986، وبمقاربة سريعة بين ذاك العام وعقد من السنوات بعده وبالزمن الراهن تستذكر الاشقر مستوى الرعاية والاهتمام الذي كانت تبديه قيادة الساحة والفصائل الفلسطينية تجاه المؤسسة والمعرض بزياراتهم وتوجيههم العرب والاجانب من زوار ومضيفي المخيم  للتعرف على التراثيات وشـراء  مايلفت  انتباههم  ويشـدهـم، وحصولهم على الهدايا المجانية المدفوعـة الثمن  من  قبل  القيادات  الفلسطينية " كمساهمة  منهم  بمساندة وتطوير المؤسسة "، وتشهد لعضوة قيادة الساحة "آمنة جبريل" بإستمرارها منذاك الوقت ولاتزال على ذات الدرجة تقف لجانب المؤسسة وتساند المعرض ، وتشير الأشقر إلى أن المراكمة وحتى فتـح المعرض لم تثني المؤسسة  عن الإستعانة بالكتب والوثائق  ذات  الصلة  بالتراث  والزي الشعبي  الفلسطيني  بتلاوينه  القروية  والمدنية  بإعتبار  ان  لكل  منها  زيه  الخاص، وبدورها  تحول  الرسومات  لحبكات مطرزة ،  منها للحفـظ  وللتعريف  ونشر  الثقافة  التراثية  بأكثـر  من  مستوى  ومحفـل  محلي  وعربي ودولي،  وحيث  شاركت  المؤسسة  بعدة معارض  بكل  من  دولة  البحرين ، تركيا ، النروج  وبيروت، دفاعاَ  عن  ماهية  التراث  ومدلولاته  بحياة  الفلسطينين  وتاريخهم  الكفاحي في  مواجهة  العدوان الاسرائيلي  ومحاولاته  لسرقة  الإرث  والتراث  الفلسطيني  من  جهة،  وتحاشيا  مما  يسمى  بحرفة تحديث  التراث،  والاخير  بمفهوم  مؤسسة  الاشقر يعـد تعـد  ومحاولة  للنيل  من  اصالة  تراثنا  بإعتبار التحديث  يتعدى  على الحبكة  الفلسطينية  الاصيلة، وحصل  وأن  أعترضت المؤسسة على ورشة التحديث  التي  اقامتها  مؤخراَ  أحـد  الجمعيات  الاهلية  بعين  الحلوة  وقدمتها  احد  المدربات الاجنبيات  ممن  يعملن  أيضاَ  بتسويق  التراث  الشعبي ، والتحديث برأي  الاشقر  يكون  بتحديد  مساحة  الحبكة  الاصلية  افساحا  لإضافات  جديدة  شريطة  عدم المساس والنيـل  من  جوهـر  الحبكـة ومدلولاتها  الحقيقيه، وتأتي  بهدف  الحد  من السعر لتمكين  المتسوقين  من  اقتناء  مايرغبون،  كون اسعار  المطرزات  عالية  الجـودة ومكلفة من اصلها ما يتسبب برفع  أسعارها ولايقـدر عليها  سـوى القلة  الميسـورة  من  الناس  وتحديداَ  المغتربين  والجاليات  الاجنبية، وبعض المؤسسات اضطرت للإلاق لعجزها عن الايفاء باتعاب حرفييها ، وعطفاَ عليه  فإن  من  اولى  مهام  المؤسسة  كما  تؤكـد الاشقر " تعميم  الثقافة  التراثية  للزي  الفلسطيني " وأن  على  حساب  التسويق  وان  حصل شيء من قبيل  البيع  والربح  فيكون  بناء  لطلبية  وذوق  هذا  المغترب  او  ذاك  ممن  يرغبون  بإضافة  مسـحة جمالية  على  مقتنيات  منازلهم  وخاصة  بالصالونات  وسـواه  من  الغـرف"، ولجانب  ذلك  تقوم المؤسسة  بحياكـة  مطرزات  ترضي  العامة  وتلبي  حاجاتهم  وباسعار  مقبوله  ومنها " تكيات، جزادين يـد واخرى بالكتف، بكلات شعـر، بركلاه مفاتيح ، أساور ،  محفظة للتليفون  والنظارات ، شراشف واغطية لحاجيات الصالون، وصالونات القعدة العربيـة ، شال ، كاب كتف ، مطرزات لعناوين فلسطينية ذات صلة  بالحياة  العامة  ومنها مثلا لوحة مراحل العرس الفلسطيني وتصل حـد شجرة الزيتون.

غـادة سـلامـه " أم رشيـد "

أنشـدت  للعمل  الاجتماعي فأقبلت عليـه، ومضى عليها عقدين من الزمـن ، وأرتضت  العمل تطوعـاَ  وتأهلت لمرتبة عضوة هيئة إداريـه في مركز البرامج النسائيـه في مخيم عين الحلـوة، ويوجـه  مركزها أجندته  وينفـذ  مشاريعه  لخدمة  قضايا  وحاجات  الفلسطينيات  في  المجتمع  المحلـي  ومنها " مشروع التراث  الفلسطيني"،  وبهـذا  السياق  تربـط  مستوى نجاح  المشروع  بتوفير الـدعـم  والتمويـل  وأستمراريته ، وتشكـر الوكالة  الاسبانيه  لرعيتها  المشروع أ ياه  وتمكينها  الراغبات  بتعلم حرفة التطريز ولجانبها  تحصل  الفلسطينيات على  مواد  ورسومات  التطريز  بما يمكنهن من حياكتها داخل منازلهن دون  التأثير على واجباتهن  الأسـرية  وإعادتها  كمادة  تراثية  مطرزة  مقابـل  أجر مالـي يعينهن على سـد حاجاتهن  العائليه  ومن  هذه  المطرزات  تذكـر " جزادين، أساور، بيت تليفون، علبة محارم، كرنيه، كاب، شـال، سنسال .... الـخ "، وهذه  من  المواد  الرائجـه .

ترتبـط  مهارة  التطريز " الزخرفة " بشكل  أساسي  بالأزياء  التراثية  للفلسطينيات،  وتندر  بأزياء الرجال  وأن  وجدت  فهي  بحدود  " الملوح أي المنديل  المزركش  ويستخدمه  الرويس  بالدبكـه ، الحـزام، ربطة  العنق  ويرتديها  العريس  بزفتـه "، ويستعيض  الرجال  عن التطريز  بثياب  ذات زخارف  منسوجة  تُعرف  بالـزي  الشعبي  ومنها  " القمباز، العباءة، الدماية، السروال، الطاقية، العقال ، الحطة "، وعطفاَ على الأخيرة  فقد  اكتسبت  خاصة  ذات  الخطوط  السود وفق  حديث  ام  رشيـد " ســمة ثورية "، والسبب ان  الفدائيين  الفلسطينين  أستخدموها  بمرحلة  انطلاقة  الثورة  الفلسطينية  العام 1965  لإخفاء  معالم  وجوههم ، وتحولت  لرمز عالمي  تعبيراَ  عن  الثورة  الفلسطينية  المسلحة، وتضيف " العقال  ومنه  العقال  المقصب  كان  يعتمره زعماء ثورة  العام 1936 في  فلسطين  مادفع  قوات  الانتداب البريطاني  لإلقاء  القبض على  كل  من  يعتمره  ظنا انهم  من الثوار وبالتالي  أوعـزت  قيادة  الثورة بتعميم  لبسه  للحيلولة  دون  معرفة  الثوار، وتر د  تعميم  ظاهرة  التطريز  الشعبي  بحياة  الفلسطينين  لإعتبارات  وتقاليـد  كانت تُحتـمْ  على  الفتاة  بأن  يكون  لديها  عـدداَ  من الثياب  المطرزة  وان  تقوم  بتطريز ثيابها بنفسها وتحفظها آنذاك بصندوق  مزخرف " صندوق الصمـدة "، وتصحبـه لبيت عريسها ، وتشير لوجود صنفين  من  التراثيات  المزخرفة  اولاهما  يخص  الصبابا وتغلب  عليه  الالوان  الزاهية  والآخر  يُعرفْ  بزي العواجيز وهو اقل  زخرفة  وغالبا  ماتكون  ألوانه أقرب  للقتامـة  بإعتبارها  وفق  المفهوم  الشائع آذاك "الوان حشمـة ووقار".

 من ناحية أحـرى تُشيرْ سلامة إلى أن الأزياء الشعبية  التراثية  للفلسطينيات  تتكون  في العادة  من "عـروق ــ  وحدات " مطرزة وتأخـذ أشكالاَ  قـد تكـون " هندسية " أو  " نبايتة ـ  اشجار ـ ازهار ـ  ورود " أو " عروق طيـور "، والهندسـي أكثـر  شيوعاَ  وأستخداماَ وله  أيضاَ  أشكال عديدة ومنها  "المثلث ، المربـع ، الدائـرة، النجمة  الثمانية  وذات الستة عشرة فرعاَ  واخرى اربعة وعشرون  فرعاَ، الخطوط  المستقيمة، الخطوط  المتعرجة والمسننة .... الـخ"، وإستناداَ لتمايز الأزياء بين بلدة واخرى تنوه إلى أن  المثلث  كشكل  يعتبر من  أساسيات  أزياء  أهالي  النقب  والشمال ، الخليل ، غـزة، والثمانية هي  الاكثـر شـعبية  وأنتشاراَ مقارنة بسواها من النجمات في أزياء اهالي  بيت لحـم، وتشتهر أزياء  اهالي  بئـر السبـع  بزخرفـة  الدائـرة ، والخطوط  المختلفة  الانواع  ومنها  بشكل  خاص  المسننة  والمتعرجـه  بليونة  الأفعى  أو الحيـة تتواجد بالغالبية العظمى من " الأزياء ـ  الاثواب التراثيـة الفلسطينية "، ومنها  " ثوب الملكـة ، الثوب المجدلاوي، والسبعاوي، الثوب الشروقي، الثوب المقلـم، والمرقـم، ثوب الادران، ثوب الشروق  ثوب المواسـم ..... الـخ".

وتختـم  عضوة  الهيئة  الادراية  بمركز البرامج النسائية  غادة سـلامة  بدعـوة  الجهات  الفلسطينية المعنية وقيادة منظمة التحرير في مقدمتها بإيلاء التراث الفلسطيني  إستحقاقاتـه  من  الرعاية  والاهتمام خاصة  وأن  غياب  "جمعية ابناء شهـداء فلسطين ـ صـامـد "

 بسبب العدوان الاسرائيلي العام 1982 خلق شاغـراَ يُسهـلْ نفاذ أسرائيل منـه بعد فشلها بالعثـور على مايدل على أرتباطها بباطن ارضنا الفلسطينية ولاعلى سطحها، فعمـدت لإقامة  معارض التراث بأصنافه والوانه المتعددة بـدءاَ  من  "صناعـة الفخـار، الصدفيات، النقش على المعادن، الزجاج، مروراَ بالأدب  الشعبي  من  رقص  وغناء وموسيقى  وصولاَ  حتى  الأزياء  التراثية  الشعبية الفلسطينية  مدعيـة  أنه تراث إسـرائيلي.






التعليقات