بوادر لمواقف دولية ضد التطرف الشيعي-السُني

رام الله - دنيا الوطن
يرى مراقبون للأحداث التي تعيشها المنطقة ان بوادر جديدة بدأت تطفو على السطح ومعطيات قد تعيد رسم خارطة الصراع وإبراز قوى إجتماعية عربية معتدلة برؤى وأفكار وأساليب جديدة وأرجعوا أسباب ذلك التصور الى  ظواهر العنف والارهاب ودعوات التطرف وفتاوى القتل العشوائية التي أصبحت ميزة المرحلة والمنطقة العربية 

 فقد أحدثت حملة عراقية لتجريم الميليشيات ضجة بين أوساط المجتمع بين رافض ومؤيد ، أطلق عليها أسم الحملة العراقية لإدراج الميليشيات على القائمة الدولية للمنظمات الارهابية و تبنت الحملة قائمة ضمت 33 ميليشيا شيعية وسُنية مارست أعمال عنف وقتل على الهوية خلال السنوات الماضية ولا تزال على نهجها ذلك . فقد رحبت كثيرا من الاوساط العراقية والدولية بالحملة التي اطلقها ناشطون شباب 

 واستطاعت الحملة خلال وقت قصير منذ اعلانها ان توصل صوتها الى مسؤولين دوليين وإقليميين ومن جملة المواقف التي ثبتت وجود الحملة وخطابها الاعلامي والسياسي الذي لطالما وصفته بالانساني والمعتدل، ما قام به استرون استيفنسون رئيس لجنة العلاقات مع العراق في البرلمان الاوربي  و رئيس الجمعية الاوربية لحرية العراق (ايفا) خلال رسالة وجهها الى المؤتمر الدولي الذي عقد في باريس حول الارهاب وطالب فيها بالتفات المجتمع الدولي الى الجرائم التي ترتكبها ميليشيات مرتبطة بإيران في العراق مطالبا بتجريمها .

 كذلك التقرير الذي أعدته منظمة العفو الدولية بخصوص الجرائم التي ترتكبها الميليشيات وحمل عنوان (إفلات تام من العقاب: حكم الميليشيات في العراق ) كشفت خلاله عن كم هائل من الانتهاكات التي قامت بها الميليشيات بحق مدنيين عزل ، وطالبت المنظمة ايضا بتجريم الميليشيات دوليا ووضع حدا لممارساتها التي ترتكبها بحق مدنيين عزل.

موقف الامارات بداية لمواقف عربية مشابه:

قد يأتي قرار مجلس الوزراء الاماراتي هو الآخر بإدراج تنظيمات مسلحة وميليشيات ومنظمات بداية لفتح الباب أمام دول عربية أخرى لادراج الميليشيات والتنظيمات المتطرفة على لوائح الإرهاب .خاصة ان دول عربية سارعت الى الترحيب بالقرار الاماراتي .

فقد أعلنت الامارات مؤخرا قائمة ضمت مجموعة كبيرة من التنظيمات المسلحة والجمعيات والمنظمات إعتبرتها جميعا منظمات ارهابية و يتم التعامل معها وفق القوانين الخاصة بالارهاب المعمول بها في دولة الامارات ، وضمت القائمة الاماراتية للارهاب مجموعة كبيرة أبرزها كان جماعة الاخوان المسلمين وتنظيمي القاعدة وداعش وجماعات مسلحة تابعة لهما وميليشيات شيعية مرتبطة بإيران ابرزها كان منظمة بدر وعصائب اهل الحق وابو الفضل العباس ولواء اليوم الموعود واخريات .

وتباينت ردود الافعال حسب ما تناقلتها وسائل الاعلام بخصوص اللائحة الاماراتية كونها ضمت تنظيمات خيرية وإنسانية عاملة في أوربا رجحت بعض الاوساط ان تكون لها ارتباطات بتنظيم القاعدة .

 إلا ان سرعان من أعلنت الامارات فتح باب النقض لأي جهة ادرجت على القائمة ولديها أدلة تثبت براءتها من تهمة الارهاب ،ودعت الامارات لتقديمها من اجل رفعها من القائمة.

كذلك طالب المفوض السامي لحقوق الانسان للامم المتحدة الامير زيد بن رعد خلال كلمة ألقاها بجلسة لمجلس الامن عقدت بشأن الأوضاع في العراق ، طالب المجتمع الدولي بإدراج الميليشيات العراقية المرتبطة بالحكومة على لائحة الارهاب الدولي لما ترتكبه من جرائم بحق المواطنين العراقيين.

حملة تجريم الميليشيات دوليا:

هذا وقد رحب الناشط السياسي محمد الياسين مؤسس الحملة العراقية لادراج الميليشيات على القائمة الدولية للمنظمات الارهابية بالمواقف العربية والدولية تجاه قضية الميليشيات والتطرف عموما 

 وأكد الياسين ان الحملة التي اطلقها مع مجموعة من الناشطين الشباب مستمرة ولن تتوقف رغم ما تتعرض له من مضايقات وتهديدات في بعض الاحيان ، خاصة ان عدد كبير من ناشطوها داخل العراق وبمناطق حساسة على حد وصفه 

 رغم ذلك فهم يعملون بحذر شديد بسبب التهديد الذي يعرض حياتهم للخطر مع انتشار العصابات الميليشياوية باسلحتها في الشوارع تصول وتجول وترتكب جرائم ضد المواطنين دون رادع من الحكومة.

وكشف الناشط السياسي محمد الياسين عن نية التوسع بالحملة لتشمل عددا كبير من الدول التي تعاني من الارهاب في منطقة الشرق الاوسط،موضحا ان الحملة ستتخلى عن اسمها الحالي لتكون : (الحملة العربية والاقليمية لادراج الميليشيات على القائمة الدولية للمنظمات الارهابية ) واكد ان الحملة اعدت قائمة كبيرة باسماء الميليشيات والتنظيمات المسلحة الشيعية والسنية التي تمارس القتل والعنف على اساس الهوية .

مشددا ان باب الانضمام للحملة سيكون مفتوح لكل العرب وشعوب المنظمة عامة.

كذلك اوضح الياسين ان القائمة ستكون مفتوحة لإضافة تنظيمات اخرى بالمستقبل لها إذا ما توفرت أدلة كافية على ارتكباها جرائم على اساس الهوية ، الدينية،المذهبية،القومية.

من جهته طالب الشاب الجامعي أمير اللامي أحد الناشطين بالحملة المجتمع الدولي الى وضع حدا للارهاب الذي يهيمن على العراق بالكامل على حد وصفه ، وأكد اللامي وهو يعيش في محافظة البصرة جنوب العراق حاليا الذي أعتذر عن نشر صورته لأسباب أمنية ، ان الميليشيات التابعة لإيران في محافظة البصرة خصوصا ومحافظات الجنوب عموما تحكم سيطرتها الكاملة بقوة السلاح ،وقادتها يسرقون وينهبون المال العام دون ان يستطيع احد من أهالي المحافظة التصدي لهم لما يمتلكوه من نفوذ وقوة ميليشياوية .

وطالب الناشط بالحملة امير اللامي الى ضرورة ان تكف ايران يداها عن العراق الذي بات يحكم بشكل كامل من قبلها ،على حد وصفه.

مراقبون ابدوا اهتمامهم بالحملة:

كما رجح مراقبون أبدوا اهتمامهم بالآونة الاخيرة لتلك الحملة ان يتزايد الاهتمام العربي والدولي بها ويتفاعل الشارع العربي والاقليمي معها كلما استمرت تلك الميليشيات والجماعات المتطرفة ترتكب جرائم فضائع بحق الناس 

 وكلما اتسعت رقعة نشاطاتها الارهابية كلما دفع الناس للجوء الى فكرة تجريم الميليشيات دوليا بعد ان عجزت الحكومات المحلية ان لم يكن بعضها قد تواطئ مع تلك الميليشيات كما يحدث في العراق وسوريا .

التعليقات