قوات الاحتلال تتسبب في إتلاف عشرات الدونمات من المحاصيل الزراعية

قوات الاحتلال تتسبب في إتلاف عشرات الدونمات من المحاصيل الزراعية
خان يونس – خاص دنيا الوطن – محمد جربوع
لا تزال معاناة المزارعين تتفاقم يوما بعد يوم، بفعل ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي اتجاههم، فبعد الخسائر الفادحة التي تكبدها المزارعين بشكل عام في قطاع غزة خلال العدوان الإسرائيلي الذي استمر 51 يوما، كون معظم أراضيهم تقع في مناطق التماس مع قوات الاحتلال (المناطق الحدودية)، عادت قوات الاحتلال الإسرائيلي لتمارس سياستها العنجهية اتجاههم، فتعمدت طائرات الاحتلال الإسرائيلي الشراعية رش المحاصيل الزراعية بالمبيدات على الحدود الشرقية لمحافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

المزارع صدقي القرا (35 عاما ) حقله الزراعي مكون من 12 دونم مزروعة بالسبانخ وبعض المحاصيل الأخرى كالجادة والفول والبقدونس، ويبعد حقله حوالي 500 متر عن الحدود، قال :"طائرات الاحتلال تعمدت رش المحاصيل الزراعية بالمبيدات التي تسببت في حرق مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية دون سابق إنذار، وذلك تسبب في خسائر فادحة لحقت بالموسم الزراعي الذي كنا نأمل أن يعوضنا عن الخسارة التي لحقت بنا فترة العدوان علي القطاع."

وأكد لـ مراسل "دنيا الوطن" أن طائرات شراعية كان يستقلها مزارعون إسرائيليون على مدار الأربعة أيام الماضية قامت برش المحاصيل التي تقع داخل نطاق 48 "بمحاذاة الشريط الحدودي"، وتعمدت رش المحاصيل المزروعة خارج الشريط أيضا.

وأضاف القرا وهو يشير بيده إلي المساحة الكبيرة التي تسبب رش المبيدات بإتلافها وحرقها، "حسبي الله ونعم الوكيل، عملنا ما بوسعنا بعد العدوان لكي نعوض خسارتنا، ونسدد بعض الديون التي تراكمت علينا، ولكن الآن بعد الدمار الذي لحق بنا، لن نستطيع تعويض شئ بل نحتاج من يعوضنا."

ووجه عشرات المزارعين في المناطق الحدودية الاتهام المباشر لقوات الاحتلال بحرق محاصيلهم الموسمية القريبة من الشريط الحدودي مع أراضي 1948م عمدًا، بعد رشها بالمبيدات الحشرية السامة والقاتلة.

وتابع  القرا بعد أيام من رش الطائرات للمبيدات وتعمدها الخروج على علو منخفض من سطح الأرض لخارج الشريط الحدودي،والوصول لسماء المناطق الزراعية الحدودية شرقي خان يونس، تفاجأ المزارعون  ببدء جفاف المحاصيل الزراعية وكأن شيئًا أتى عليها وأحراقها، لم نستطيع أن نصدق ما نرى.

جلس في زاوية من أرضه، ينظر بحسرة وألم ويمسك بيده ورق الأشجار التي أتلفتها المبيدات التي رشتها الطائرات الإسرائيلية، يقول :" في كل مرة تتعرض بها المنطقة لعملية عسكرية، يتم تجريف أراضينا، ونتعرض لخسارة فادحة، وفي هذه المرة زرعنا المحاصيل، وانتظرنا أكثر من شهر ونصف، ونحن نخاطر بحياتنا يوميًا للاعتناء بها كونها تحاذي الشريط الحدودي، في منطقة (سريج) شرقي بلدة القرارة، و(الزنة) شرقي بلدة بني سهيلا، وفي نهاية الأمر عندما نضجت وأصبحت جاهزة للبيع، أتت الطائرات وقامت برشها وحرقتها بالكامل."

وأشار القرا إلى أن كلما نعمر الأرض يعودوا مرة أخرى لتدميرها، ولكننا نعود بعزيمة وأكثر إصرار لزراعتها، لندلل علي صمودنا في هذه الأرض، لكن نتفاجأ بأن الكل يتخلى عنا، حتى الجهات المسئولة لم تقم بعمل واجبها اتجاهنا، في حين أنه يجب أن نلاقى اهتمام وتشجيع ودعم بشكل كبير،لأن الاحتلال لا يريد لنا البقاء فيها وتعميرها، ويتعمد في إيذائنا، لكننا سنبقى صامدون.

وناشد القرا كافة الجهات المختصة بالتدخل لوقف الانتهاكات اليومية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية، للمزارعين ووضع حد لهذه الانتهاكات، والعمل علي دعم صمودهم، وتعويضهم خسائرهم التي لحقت بهم.





التعليقات