تيار بناء الدولة السورية يندد باستمرار اعتقال رئيسها

رام الله - دنيا الوطن
يندد تيار بناء الدولة السورية باستمرار السلطة السورية باعتقال رئيس التيار لؤي حسين على خلفية تعبيره عن رأيه السياسي وعمله في الداخل السوري. ويطالب السلطة وبشكل فوري بالإفراج عنه وعن جميع معتقلي الرأي والعمل السياسي، كما يحمّلها مسؤولية سلامته الشخصية وسلامة جميع المعتقلين.

ويؤكد التيار أنها ليست المرة الأولى التي يُعتقل فيها أعضاء  قياديون منه دون أن يؤثر ذلك على استمراريته كمؤسسة تهدف لتأسيس حياة سياسية ومدنية ديمقراطية في البلاد، عبر اعتماده للشفافية والعلنية ونبذ الطائفية والعمل من الداخل السوري وبناء أرضية مشتركة مع مختلف الأطياف والقوى السياسية في الداخل والخارج مهما كانت متباينة عنه في المواقف السياسية، ما دامت جدية في إيجاد حل حقيقي لإيقاف النزيف السوري.

ويؤكد تيار بناء الدولة السورية استمراره بالعمل على مبادرته لبناء منصة وطنية جامعة للسوريين على اختلاف انتماءاتهم السياسية تكون أرضية صلبة لمحاربة جميع المخاطر التي تواجه الوطن السوري. وإن كان يعتبر تنظيم "داعش" الخطر الحقيقي والأكبر على الوجود السوري والهوية السورية، فإن التيار يرى أن مواجهة داعش وغيرها من المخاطر لا يمكن أن تتم - محلياً أو دولياً- إلا بإيجاد حل جذري للأزمة السورية وللعوامل التي كانت السبب الرئيسي في وجودها، لا سيما السياسات القمعية التي ما زال النظام السوري يمارسها بحق النشاط المجتمعي والسياسي السلميين في البلاد، وانتهاجه النهج الأمني والعسكري كحل وحيد وانفرادي، دون مبالاة بجميع المخاطر التي قد تتهدد الوجود السوري نتيجة لذلك، ودون أن يجد حرجاً في تفريغ البلاد من الأصوات السلمية والوطنية، المتمسكة بوحدة البلاد وسوريتها والمطالبة بسلطة حقيقية تمثل السوريين ومصالحهم، وتحمي سوريا من الأخطار التي جعلتها لعبة في أيدٍ دولية.

لذا، فإن التيار ما زال يدعو إلى تشكيل سلطة وطنية ائتلافية جامعة وفق إعلان دستوري، يشعر جميع السوريين ومكوناتهم أنهم ممثلون فيها وأنها سلطتهم الوطنية الجامعة، حتى يلتفوا حولها لتكوين أوسع قاعدة شعبية داعمة لها، لكي يكون في مقدورها استخدام جميع المقدرات الوطنية لحماية الهوية السورية وكرامة المواطن.

وتكون مقدمات هذا العمل مرتكزة على إطلاق الحريات السياسية وحرية الرأي والتعبير، وعدم مصادرة العمل الوطني واختزاله فقط بما يخرج من عباءة السلطة وبرضاها، وليس التضييق على الحريات السياسية واعتقال القيادات الوطنية، والتي لا تعتبر انتهاكاً لحقوق السوريين في التعبير عن آرائهم فحسب، بل هو كذلك تعبير عن عدم الجدية في محاربة الإرهاب الذي يمثله "داعش"، ومنع أي نشاط لمن يمتلك الجدية في محاربته وحل جذور الأزمة التي أدت إلى نشوئه. 

ويأتي اعتقال لؤي حسين تأكيداً لهذا النهج، وتعزيزاً لفقدان الثقة بجدية السلطة في بناء الحل السياسي، ورغبتها بتفصيل البلاد سياسياً واجتماعياً وفق مسطرتها الخاصة، وهي المسطرة نفسها التي شكلت أحد أهم جذور الأزمة، فلا يمكن الاستمرار باعتمادها كحل لها بعد ثبات فشلها طوال الفترة الماضية.

التعليقات