شعبنا يأكل الزلط....

د. ناصر الصوير

رأيت فيما يرى النائم أن تاجراً كبيراً من تجار غزة رفض كل العروض المغرية لبيع البضاعة التي يملكها وقاربت صلاحيتها على الانتهاء ، ورأيته في الرؤية يصرخ بوجه التجار قائلاً لهم: حرام عليكم ألا يكفي هذا الشعب الغلبان المسكين عشرات الآلاف من أطنان المتفجرات التي ألقيت عليه خلال الحرب الأخيرة فقط ؟!ألا يكفيه اليورانيوم المنضب والصواريخ التي أكلت الأخضر واليابس؟! تريدون مني أن أبيع بضاعة فسدانة منتهية الصلاحية ؟!، الله أكبر، والله لن أببيع صحة وحياة أبناء شعبي بمال الدنيا !!!
إنتهت الرؤية... خرجت الى السوق فإذا بالتاجر وأولاده الذين رأيتهم في المنام يصرخون بأعلى أصواتهم يلله يلله ( بضاعة معلبات بنص الثمن ، يالله قبل ما يفوتك الموسم) تقدم أحد الرجال المهندمين تبدو عليه ملامح الثقافة صوبهم وأمسك علبة وقرأ تاريخ الصلاحية وصرخ بأعلى صوته : حرام عليكم تبيعون بضاعة منتهية الصلاحية ألا تخافون الله ؟!
ألا تخشون على أبناء شعبكم من الهلاك بسبب تناول هذه البضاعة الفاسدة ؟!! تقدم المعلم الكبير صاحب البضاعة وهو الذي رأيته في منامي قاطباً حاجبيه صوب الرجل وصرخ في وجهه : يا أخي لماذا لم تقل لليهود حرام عليكم؟! لماذا لم تقل هذا الكلام لمن أغرقونا باليورانيوم المنضب وكل البلاوي الزرقا التي عرفناها والتي لم نعرفها؟!
وأضاف التاجر : لا يهم ما بتقدروا على الحمار بتنطوا على البردعة ، روح يا عمي لاتخف على الشعب شعبنا جبار بياكل الزلط.... واستمر التاجر في بيع البضاعة غير آبه بأحد.!!
ابتعدت قليلا واتصلت بأحد أصدقائي ممن لديهم المقدرة على تفسيرالأحلام وأخبرته بما رأيت مناماً وواقعاً ، فضحك وقال : لم تكن رؤية يا دكتور كانت أضغاث أحلام.