سر النداء اللاسلكي لـ"ياسر عرفات" من "9_9 إلى 1_1" .. أرسلوا المطلوب

سر النداء اللاسلكي لـ"ياسر عرفات" من "9_9 إلى 1_1" .. أرسلوا المطلوب
رام الله - خاص دنيا الوطن ـ رامي أبو شاويش

يروي زياد ربايعه  ( أحمد النابلسي )مرافق أبو عمار لدنيا الوطن سر هذه المكالمة التي كسرت الحصار على طرابلس وتم خلالها إدخال التموين والدواء . 

  فيقول : في حصار طرابلس و أثناء  معركة القرار الفلسطيني المُستقِل , وبعد أن تم الاستيلاء على أغلب مواقع حركة فتح في شمال لبنان في طرابلس مِن قِبَل السوريين والمنشقين ، وخاصة مخيم نهر البارد والبداوي وجبل تُربُل الموقع الإستراتيجي والمطل على عاصمة الشمال مدينة طرابلس , لم يبقى ملجأ  لحركة فتح والقوى الوطنية  اللبنانية المساندة  سِوى مدينة طرابلس . 

ويواصل ربايعه  : وبعد أن كاد التموين  والدواء والمستلزمات الطبية  وغيرها  أن تُشرف على النفاذ , كان لا بُد من إحضار مساعدات خارجية في ظِل هذا الحصار القاتل .

لذلك فقد قام  الأخ القائد أبو عمار بإجراء مكالمة لاسلكية مع الإخوة لمتواجدين في جزيرة قبرص لتأمين سفينة  لنقل ما نحتاجه من تموين ودواء .

ويردف : بعد أن  انتظرنا 5 أيام فإذا بالإخوة في قُبرص يُبلِغون الأخ أبو عمار بأن هناك سفينة تستعد للتوجه إلى طرابلس وعلى متنها كل ما تم طلبه منهم , لكن قبطان السفينة بحاجة لدليل ليتمكن من بلوغ شواطئ طرابلس , وقد كان الأخ أبو عمار ، والأخ أبو جهاد يعرفان  بأني بحري وحاصل على دوره بحريه ( ضفادع بشريه و قيادة زوارق  )

 خاصة وأن الأخ أبو جهاد ( خليل الوزير ) كان هو مسؤول تلك القوه البحرية وكان عدد أفرادها 18 شخص فقط , منهُم أخي ورفيق دربي أبو جعفر ( نزيه نعيرات  )

 فقال لي الأخ أبو جهاد جهز حالك فوراً لاستقبال سفينة قادمة من قبرص , وقد كنت أعرف قبرص بالشبر , فقد مكثنا فيها أنا وأخي أبو جعفر والإخوة الباقين بالبحرية لمدة 6 شهور في ليماسول ولارنكا ونيقوسيا بالعام  1975 .

ويواصل : انتظرت السفينة على أحر من الجمر وأخيرا وبعد 3 أيام شاهدنا  ساريتها من بعيد وكانت هناك طائرة تحوم حولها , لكنها غادرت بعد دقائق .

 كانت الباخرة يونانيه  محملة بالأدوات الطبية والأغذية وكذلك على متنها ما يقارب  50 شخص منهم 10 من قوات ال 17  الباقين هُم  أطباء  وممرضين ومتطوعين أجانب . 

وعن تلك اللحظات العصيبة التى مرت على السفينة يقول ربايعه  : وقفت السفينة القادمة من ليماسول عند جزيرة الأرانب المقابلة لطرابلس  والتي تبعد حوالي 15 ميل بحري ، وما أن رأي السوريين والمنشقين الباخرة حتى انهمرت الصواريخ  والقذائف المدفعية عليها  , فأبلغت القبطان وطاقم السفينة بالتراجع قليلاً  لخلف الجزيرة حيث تنعدم الرؤيا , وكانت الساعة الثالثة صباحاً ,و بعد أن توقف القصف  طلبت عبر جهاز اللاسلكي الموجود معي مِن الأخ أبو عمار والأخ أبو جهاد إرسال زوارق مطاطية لنقل ركاب السفينة أولا , خاصة وأن الزوارق المطاطية لن يتمكن السوريين والمنشقين مِن رؤيتها , وفعلاً وصلت 3 زوارق مطاطية وتم نقل الركاب إلى الشاطئ بأمان , وبعند بزوغ ألفجر كُنَّا قد إنتهينا من نقل حمولة السفينة إلى شاطئ ألبحر حيث كانت تتواجد هُناك قوات أل 17 وهي ألتي تولَّت نقلها إلى داخل مدينة طرابلس , وعبرَ جهاز اللاسلكي شكَر الأخ أبو عمار والأخ أبو جهاد قبطان السفينة وطاقمها

ويواصل النابلسي : قمت بتوديع القبطان والطاقم ثم قفزت بالبحر من على ظهر السفينة حيث قطعت كل هذه المسافة سباحة وقد بزغ الفجر وإنهمرت القذائف مجدداً لكن السفينة كانت قد غادرت عائدة إلى قُبرص،وكنت أنا أسبح مرَّة تحت الماء وتارة أخرى فوق الماء إلى أن وصلت بحمد لله إلى شاطئ البحر وهناك  وجدت الإخوة في قوات أل 17  وبعض المرافقين بانتظاري  لإصطحابي إلى العمليات في منطقة الزاهريه ،و وجدت هناك  الوفد الأجنبي الطبي الذين هرعوا إلى وقاموا بتقبيلي أمام الأخ أبو عمار والأخ أبو جهاد .

 وعانقت القائد الرمز أبو عمار مطولا وقال لي أمام الجميع عبارة  ما زلت أعتز وأفتخر بها   ( أنت أحسن من أل 70 عقيد إللي عندي بفتح ) لأنه لم يكن هناك  أحد منهم  في طرابلس .




التعليقات