باحثة مصرية تلتقط صورة مع نتينياهو

باحثة مصرية تلتقط صورة مع نتينياهو
رام الله - دنيا الوطن
كتبت الباحثة في الشئون الإسرائيلية سارة شريف مقالا بالمركز المصري للبحوث والدراسات الأمنية تؤكد فيه أنها تتمنى أن تجمعها صورة برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتينياهو 

ولاقى المقال رواجا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي لجرأته ولكشفه لعدد من مراوغات الإدارة الإسرائيلية الفترة الماضية

وهذا هو نص المقال : " لو حصلت الصحافة المصرية على صورة لي مع بنيامين نتينياهو أعتقد أنها ستتصدر الأغلفة ويصبح حدث الموسم، ورغم ذلك كله لو أتيحت لي الفرصة سأفعل، فلو جمعتني صدفة بنتينياهو ، أول ما سأفعله، سألتقط صورة تذكارية معه .. وربما عدة صور، ...فأنا أحتاج لتوثيق تلك اللحظة بأكثر من لقطة، من أكثر من زاوية، من القرب حيث تظهر تفاصيلها ... ومن البعد ... من الزاوية العريضة للحقيقة .. تلك التي نحتاج لأكثر من عين لنراها وأكثر من عقل لنفهمها وأكثر من زاوية لنكملها ، وربما ألتقط معه صورة سيلفي أيضا !"

أكثر ما يمكنني منحه لإسرائيل هو ألتقاط صورة مع رئيس وزراءها ، أكثر ما يليق بهم هو أن يحوي أرشيفي صورة مع نتينياهو... الصور تليق بهم، هذه الدولة الصورة، بمنطق الصور ظهرت وبالصور ضحكت على العرب وخدعت العالم .

بمنطق الصورة التي تلتقطها الكاميرا معكوسة ولا تعود إلى حقيقتها إلا بعد تظهيرها في المختبر المظلم، تفعل إسرائيل، كل شيء لدى إسرائيل مقلوبا، الأرض ليست هي الأرض الموعودة والعاصمة ليست العاصمة الموحدة، حتى الشعب ليس هو شعب
إسرائيل الأول، فلإسرائيل كاميرات تلتقط الصورة المعكوسة وتعيد إظهارها للعالم بعد أن تتولى قلبها وقلب الحقيقة معها في مختبر الزيف .

بمنطق الصورة نفسها التي لا تولد إلا في الظلام والتي لايمكنها أن تواجه فاجعة الضوء.. الضوء يكشفها ويعريها ويحرقها ... تفعل إسرائيل .

حرب غزة الاخيرة كانت أكبر مثال على الصورة المقلوبة، فكل ماحدث فيها كان عكس ما قيل عنها، الواقع كان أبعد ما يكون عن الرواية، الحقيقة شيئا أخر، فخطف ومقتل الشبان الثلاثة الإسرائيليين وهو الحدث الذي سوقته إسرائيل بأنه سبب
الحرب، لم يكن في واقع الأمر السبب الحقيقي للحرب، والحقيقة أن إسرائيل بعد انتهاء حرب عامود السحاب في 2012 كانت تنتظر معركتها القادمة مع حماس وكانت تدرك أنها أتية لا محالة كل ما في الأمر أن حماس فاجئت إسرائيل بالتوقيت ليس
أكثر، وربما لو لم تطلق حماس صوايخها على إسرائيل لفعلت دون حتى مقتل الشبان الثلاثة، فالحرب على حماس كان الملف الوحيد الذي لم يغادر طاولة نتنياهو يوما .

الحرب لم تكن هي الحرب التي أعلن عنها، حتى الانتصارات التي ذكروها لم تكن انتصارات، فأبسط ملامح الأنتصار تكمن في تحقيق الأهداف الاستراتيجية وإسرائيللم تحقق شيئا لأن لم يكن لديها هدف استراتيجي من الأساس سوى القضاء على حماس
وهو ما فشلت فيه جملة وتفصيلا وهاهي تساوم وتبيع وتشتري من أجل أن تعيد سيطرتها على المعابر .

حتى الجيش الإسرائيلي وبطولاته هو الأخر كان ضمن الصورة المقلوبة، فالأفلام الوثائقية التي يمتليء بها الإعلام الإسرائيلي يومياعن بطولات المحاربين اليهود واعمالهم النادرة وانجازاتهم الرهيبة، أشياء لم يراها سوى الإعلام الإسرائيلي فقط، فالجيش المنتصر والذي عزف أنشودة نصر يمتليء بحالات انتحار
وطلبات للهجرة خارج إسرائيل وهروب من التجنيد ورفض الخدمة وإدمان مخدرات واغتصاب مجندات وظهور أعراض الأمراض النفسية أيضا، أي نوع من الانتصار هذا الذي يلحق بجيشه كل هذا الألم ؟؟!!

حتى نتينياهو ليس هو نتينياهو الحقيقي، فنتينياهو في الكواليس والأحاديث الجانبية يكشف ويعلم جيدا أن حل الدولتين والاعتراف بفلسطين هو المنقذ الحقيقي لإسرائيل ورغم ذلك يكابر ويماطل ليس خوفا من شيء إلا خوفه على منصبه ومن اليمين المتشدد اللذين يرفضون تقسيم الأرض .. فنتينياهو هو الأخر قناعاته شيء وأفعاله وتصريحاته شيء أخر.

لاشيء في الأرض الموعودة على حقيقته، كل الأشياء مزيفة، ورغم أني أحلم أن تحوي خزانة إسرائيل صورة لي مع نتينياهو ... ولكن الصور المقلوبة لا تناسبني .. تلك التي تنشأ في الظلام لا تشبهني ... فلن يحتمل نتينياهو الضوء .. حتما ستنتظرنا
صورة محروقة ...ستتلفها فاجعة الحقيقة "

يذكر أن سارة شريف باحثة في الشئون الإسرائيلية وصحفية بجريدة الوطن ومستئار ثالث للنوايا الحسنة بمنظمة بعثة السلام التابعة للأمم المتحدة .


التعليقات