الدعوة الى تعزيز توجهات التربية البديلة والمبادرات التربوية الجديدة

الدعوة الى تعزيز توجهات التربية البديلة والمبادرات التربوية الجديدة
رام الله - دنيا الوطن
 نظم دراسات، المركز العربي للحقوق والسياسات وبالتعاون مع مسار - مركز للتربية وحوار - الجمعية العربية للتربية البديلة، طاولة مستديرة في الناصرة حول "التربية البديلة: نحو المساهمة بالخروج من أزمة التربية والتعليم في مجتمعنا العربي"، وذالك بمشاركة العشرات من الأكاديميين، المعلمين، المربين، النشطاء الاجتماعيين، وأولياء الأمور.

افتتح اللقاء البروفيسور محمد أمارة، رئيس برنامج الدراسات العليا في الكلية الأكاديمية بيت بيرل ورئيس وحدة البحوث في مركز دراسات، المركز العربي للحقوق والسياسات، الذي تحدث في بداية مداخلته عن المشروع التربوي الذي تدعمه مؤسسة التعاون الفلسطينية والذي يسعى إلى تعزيز توجهات التربية البديلة في المجتمع العربي الفلسطيني في البلاد من أجل دفع تطوره وجعله أداة إضافية لتقدم المجتمع في ظل المنظومة الفاشلة التي تميز التربية والتعليم في المجتمع العربي.  وتحدث بروفيسور أمارة بإيجاز عن محورين في التعليم العربي: التحصيل والقيم. أما بالنسبة للتحصيل المتدني، فقال أن مدارسنا عبارة عن مصانع علامات، ولكنها مصانع غير ناجعة. أما بالنسبة للقيم، فمدارسنا العربية تسير بدون منظومة قيمية واضحة المعالم، والمدرسة العربية تعلّم ولا تربي.

وأما في المحور الثاني من الطاولة المستديرة فقد تحدث السيد إبراهيم أبو الهيجا، مدير مسار، عن تجربة التربية البديلة في المجتمع العربي الفلسطيني وحاول من خلال مداخلته تسليط الضوء على مكنونات التربية البديلة من خلال طرح سؤال "هل يمكن حل المشكلة بالفكر القائم الذي خلق المشكلة؟".  واستعرض أبو الهيجا مفهوم التربية البديلة ليس كتحرك إصلاحي وإنما كتغيير بالمفاهيم والأسس التي نفكر من خلالها لكي تنعكس بالممارسات التربوية وإنتاج آليات عمل جديدة لتكون عامل مساهم للتغيير الاجتماعي. وكمثال على ذالك تحدث عن الرؤية التربوية التفاعلية التي تحملها مسار والتي تستبدل الرؤى التي ترى بالمعلم مركز ثقل العملية التربوية وأخرى التي ترى بالطالب مركز ثقل العملية التربوية، فالمدرسة هي حاضنة اجتماعية   يتفاعل بها المعلمون والطلاب كأفراد مجتمع مختلفين بسيرورة تعليمية مشتركة. وشدد أبو الهيجا ان هذا التوجه معناه ان العلاقات الانسانية هي بمحور العملية التربوية، حيث نستبدل المسار التربوي التلقيني بمسار حواري، وهذا يتطلب تغيير ببنية جهاز التربية والتعليم من مركزي تتحكم فيه السلطة المركزية على مستوى المضامين الاجتماعية والتعليمية معتمدة أهداف وأجندات سياسية، إلى "لا مركزي" حيث يشارك الأهل، مؤسسات المجتمع المدني، طاقم المعلمين والطلاب بصياغة السيرورة التعليمية ووضع أجنداته وفق حاجاته وتباعاً لتراكمه الثقافي.

وتحدثت السيدة إيمان قندلفت، مديرة حوار، الجمعية العربية للتربية البديلة،  مؤكدة أن مدرسة حوار تهدف إلى قيادة عملية تغيير في عدة محاور ومنظومات مركزية على المستوى الفكري، التربوي والمجتمعي. وعددت قندلفت التحديات التي تواجه المدارس العربية وذلك لأن جهاز التعليم يدار من قبل سلطة مركزية له اجنداتها وسياساتها وتقوم بتمرير اهدافها من خلال هذا الجهاز والسلطة المركزية تحتكر هذا الجهاز ولا تسمح لأي شخص بتغيير المنظومة السائدة، إضافة إلى أن مدارسنا أصحبت مصنع علامات وخطوط انتاج تعمل من اجل تحصيل علامات أعلى داخل المنافسة الموجودة وهذا يأتي على حساب منظومة  القيم والفكر التي يجب على المؤسسة التربوية أن تحملها وتسعى إلى ترسيخها في ذهن الطلاب. وقالت قندلفت أن مدرسة حوار أتت بهدف إعادة صياغة المفاهيم الأساسية بما يتعلق بتعريف دور المربي والعلاقة بينه وبين طلابه ودور الأهالي في السيرورة التربوية.

وتحدث د. وسام مجادلة، الباحث في مركز دراسات والمحاضر في كلية القاسمي، عن تجربته في مرافقة مدرسة مسار ضمن المشروع حيث قال: "خلال تجربتي رأيت جملة من التحديات الداخلية والخارجية فمسار تتبنى منظومة علاقات ودية ومتساوية بين الطواقم المختلفة التدريسية والإدارية وداخل البيئة التعليمية، أي بين الطلاب من جهة والمعلمين من جهة أخرى. كما أن مسار تقوم بعملية إعداد وتأهيل وتدريب المعلمين في التربية البديلة إضافة إلى عملية الاستشفاف خلال الإجراء التربوي، وهنالك حرية في اقتراح مهارات ومواد إبداعية وغير تقليدية". وأكد د. مجادلة أن التدريب هو ركيزة اساسية لاستبدال منظومة التفكير التقليدي بمنظومة فكرية بديلة لأن التحدي الأكبر يكون عند الممارسة، كما أن ن الأهالي هم الدرع الواقي للمدرسة من اجل الدفاع عن الفكر مقابل السلطة المركزية التي تحاول تهميش وتشويه العملية التربوية.

وتحدثت السيدة مها كركبي-صباح، المحاضرة في جامعة حيفا وباحثة في مركز دراسات والتي ترافق ضمن المشروع مدرسة حوار فقالت أن هنالك حاجة لتحديد ماهية التربية البديلة وتحديد التباينات بين التربية التقليدية والتربية البديلة وطرح كل الإشكاليات التي تعاني منها مدارس التربية البديلة وتحديدها عينيا من أجل طرح سيناريوهات بديلة للخروج من الأزمة التي تهدد التعليم العربي.

وقد تميزت الطاولة المستديرة بمداخلات ومساهمات عديدة من قبل الحضور، وساهم في طرح آرائهم ومقترحاتهم كل من:  د. يوسف جبارين، د. نمر أبو سمير، ، د. يوسف حنّا، د. بشير عبده، عايد علي الصالح، برفينيه إيراني، المربي عيد جبيلي، جمال فطوم، ابتسام در- سروجي، أحمد بدران، أسامة عمري، محمد خليلية، نسيمة سرحان، عماد جرايسي، سعاد عابد- زعبي، محمد خلايلة، أحلام دانيال، باسل خلايلة، ومنال أشقر

التعليقات