" الأسدي " : إن القضية الفلسطينية ستظل في صدارة اهتمامات السياسة الخارجية المصرية

" الأسدي "  : إن القضية الفلسطينية ستظل في صدارة اهتمامات السياسة الخارجية المصرية
رام الله - دنيا الوطن
في لقاء مطول وصريح القنصل العام بالقنصلية الفلسطينية العامة بالإسكندرية محمود الأسدي يتحدث للإعلامي زهدي إبراهيم الشيخ عيد حول العديد من القضايا الهامة : العمل القنصلي , العالقين , قارب الموت , العلاقات الفلسطينية المصرية , الإرهاب في سيناء , ذكرى رحيل ياسر عرفات , شيخ الأسرى فؤاد الشوبكي , حكومة الوفاق الوطني . 

- لو تضعنا سيادتك بأهم خدمات ومهام القسم القنصلي و هل للقنصلية مهام أخرى غير العمل القنصلي ما هي وما هي أهميتها ؟

تقدم القنصلية العديد من الخدمات ولها مهام كثيرة أبرزها القسم القنصلي ويتمثل في الاهتمام بأبناء الجالية الفلسطينية ورعايتهم والحفاظ على مصالحهم واستلام وتسليم كافة المعاملات الخاصة بإصدار وتجديد جوازات المواطنين الفلسطينيين عن طريق السفارة الفلسطينية كما تقوم القنصلية باستخراج شهادات الميلاد وفق النظم والقوانين السارية في هذا الشأن إلى جانب إصدار إفادات متنوعة مثل ( شهادات عزوبية – شهادات على قيد الحياة – شهادات لمن يهمه الأمر – حسن سير وسلوك – شهادات إثبات جنسية – خطابات الحج والعمرة) إضافة إلى إصدار بطاقات تسجيل قنصلي للفلسطينيين المقيمين بالإسكندرية .

كما تقدم القنصلية عدة خدمات على الصعيدين التعليمي و الثقافي أهمها إصدار إفادات وموافقات إلتحاق للمؤسسات التعليمية والإشراف على شؤون الطلبة التعليمية ومتابعة أوضاعهم التعليمية و الإتصال بالإدارات التعليمية لتذليل أي عقبات تصادف الطلبة أو ذويهم . 

كما تعمل القنصلية على إحياء المناسبات الوطنية بالتنسيق مع السفارة الفلسطينية بالقاهرة و إقامة المعارض والندوات الثقافية لتعريف الجمهور على القضية الفلسطينية بالإضافة لتطوير أواصر التعاون و التواصل مع المؤسسات الثقافية مثل مكتبة الإسكندرية والمراكز الثقافية المصرية والأجنبية المعتمدة في الإسكندرية إلى جانب العمل القنصلي التقليدي .

- حديث الساعة وهم المواطن الفلسطيني الاطمئنان على إخواننا العالقين وموضوع معبر رفح ما الجديد بذلك وما هي جهودكم بهذا الاتجاه ؟

تتابع القنصلية عن كثب موضوع أهلنا من العالقين أولا بأول وتقدم لهم ما يحتاجون له من مساعدات واستشارات وتتواصل القنصلية مع الجهات المختصة لإنهاء معاناتهم وتذليل العقبات التي تواجههم .

موضحا الأسدي أن سفارة فلسطين وقنصليتها العامة بالإسكندرية تتفهم الأوضاع التي تمر بها مصر حاليا في مواجهة الإرهاب والخوف على حياة المواطنين الفلسطينيين العابرين من والى مصر والذين قد يتم التعرض لهم هي احد أسباب إغلاق المعبر والذي نأمل ونعمل على فتحه قريبا .

- كيف تعاملتم كقنصلية فلسطين بالإسكندرية مع موضوع غرق سفينة المهاجرين و إلى أين وصلتم بهذا الموضوع ؟
وحول تعامل القنصلية مع قضية غرق قارب الموت تحدث الأسدي انه منذ اللحظة الأولى سارعنا بالتواصل مع الجهات المعنية وقمنا بالتوجه للمستشفيات والأقسام للوقوف على حقيقة الحدث ولكن خلال يومين كاملين لم نتوصل إلى شي وكنا نأمل أن تكون مجرد إشاعة إلى أن تبين بعد عدة أيام أن القارب غرق فعلا بالمقربة من السواحل الايطالية وكانت الفاجعة أعداد الضحايا من أبناء شعبنا الفلسطيني .

واستطرد الأسدي بالقول إن ما حدث في غزة مؤخرا من حرب تدميرية تعرض لها ودفع ثمنها المواطن البسيط أثرت سلبا عليه فدفعت البعض للتفكير بالهجرة وترك البلاد لما عانوه من تضرر بالأنفس والأموال والممتلكات مؤكدا على إن بعض ممن تحدث إليهم اخبروه بأنهم مدركين خطورة الخطوة التي أقدموا عليها وان الكثير منهم كان مدرك انه مقبل على الموت ولكنه كان يعزي نفسه بأنه موت واحد أفضل بكثير من البقاء بغزة والموت عشرات المرات يوميا وهو ما يعكس صورة الألم واليأس الذي يعاني منه الأهل بغزة حسب قول القنصل .

- سفارة فلسطين والقنصلية الفلسطينية تعملان مع الأشقاء بجمهورية مصر العربية لخدمة قضيتنا العادلة والتنسيق مع مصر بكافة القضايا وكيف تقيمون تعامل الخارجية المصرية معكم وهل اثر ما يدور في سيناء – بخاصة هناك أصابع اتهام بالإعلام المصري تشير إلى غزة - على هذه العلاقة التاريخية وكيف تنظرون لما يدور في سيناء ؟

إن القضية الفلسطينية ستظل في صدارة اهتمامات السياسة الخارجية المصرية و ستظل محتفظة بمكانتها في صدارة اهتمامات السياسة الخارجية المصرية ولن تتأثر مضيفا إن هذا ما لمسناه من النظام المصري الجديد والذي عبر عنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي .
وأكد الأسدي على أن العلاقات الفلسطينية المصرية في أحسن حالاتها وهذا ما يعكس الزيارات المتكررة للسيد الرئيس محمود عباس أبو مازن للقاهرة مؤخرا .
وحول ما تتناقله بعض الأوساط الإعلامية المصرية قال الأسدي انه يجب انتظار التحقيقات والاستناد إلى نتائجها وعدم إلقاء التهم جزافا مؤكدا في الوقت نفسه على أن أي فلسطيني وطني يعتز بقضيته لا يمكن أن يقبل بهذا الإرهاب وليس أن يشارك به معتبرا أن الإرهاب لا وطن ولا جنسية له فهو لا يعترف بحدود ولا يمكن تمييز إرهاب عن إرهاب ويجب العمل بحسم لمواجهته .

- تم إحياء ذكرى رحيل الرئيس الشهيد ياسر عرفات أمس بالقاهرة فماذا تقولون حول هذه الذكرى وبخاصة أنكم عايشتم مراحل الثورة الفلسطينية ؟
إن أفضل وصف للشهيد ياسر عرفات هو ما قاله الشاعر الراحل محمود درويش في كل واحد منا ذكرى شخصية منه وكان اسمه أحد أسماء فلسطين الجديدة الناهضة من رماد النكبة إلى جمرة المقاومة إلى فكرة الدولة .
فقد أسس ياسر عرفات لحركة تحرر وطني اقتدى واهتدى بها كل الباحثين عن الحرية وشملت هذه الثورة أحرارا من كل الأعراق والجنسيات فترى في مقابر الشهداء الياباني والكوري مثلا إضافة لشهداء من كافة الدول العربية يرقدون جنبا إلى جنب لا تفرقة بينهم ولا تميز الثورة بين أبنائها .
وأضاف الأسدي اسمح لي أن أشير إلى أن ما حدث بغزة من أحداث سبقت إحياء ذكرى ياسر عرفات وما تبعها من إلغاء للمهرجان المركزي أمر واضح وجلي بأن هناك من يخشى من الحشود الهائلة التي ستزحف من كل حدب وصوب لقيمة ومكانة أبو عمار فهو ليس كأي رئيس آخر يمكن أن ينساه شعبه أو كغيره من الرؤساء الذين ثارت عليهم شعوبهم ولا نريد الدخول هنا بالتفاصيل ولكن علا شأن أبو عمار حتى برحيله وسيضل حاضرا في قلوب الشعب .

- عندما نتحدث عن صديقكم الأسير فؤاد الشوبكي ماذا يجول بخاطركم ؟ 
صديقي ورفيق دربي الأسير فؤاد الشوبكي قامة كبيرة وهامة عالية قام بعمل وطني بطولي تحمل نتائجه و يدفع ثمنه الآن من حريته ولكنه مع كل الأمراض الصعبة التي يعاني منها إضافة لكبر سنه إلا أن معنوياته تلامس عنان السماء ولا يحد منها شي .
وأضاف الأسدي عرفته كما عرفه الكثيرون عن قرب طوال مراحل الثورة فكان فعالا نشطا وركنا من أركانها في كافة الميادين قدم الكثير وكانت له بصمات كبيرة وواضحة فرج الله كربه قريبا ليكون بيننا ويأخذ دوره في قيادة القضية .

- حكومة الوفاق الوطني والمصالحة الفلسطينية إلى أين ؟ 
إن الرئيس محمود عباس برغم ما تعرض له من إساءات شخصية مصمم على إعادة الوحدة واللحمة لجناحي الوطن الضفة وغزة إضافة للقدس عاصمتنا الأبدية وهذا ما جدده خلال كلمته بإحياء ذكرى أبو عمار قبل أيام فلم يدخر جهد لإنجاح المصالحة الفلسطينية رغم تأكدنا من رفض المصالحة من قبل الطرف الأخر وإنها ليست إلا مماطلة جديدة وتلكؤ بتنفيذ ملفات المصالحة وقد رأينا ما حدث من بداية تشكيل حكومة الوفاق الوطني والاعتداء على وزير الصحة عند زيارته لغزة أثناء الحرب والاتهامات المتكررة لحكومة التوافق وجميعها اتهامات غير صحيحة ولا أساس لها والتعطيل المتعمد لعمل حكومة التوافق .

وفي نهاية اللقاء أكد القنصل العام بالقنصلية الفلسطينية بالإسكندرية محمود الأسدي بأننا على العهد وعلى درب الشهيد ياسر عرفات والذي لم يتنازل يوما عن الثوابت الفلسطينية بل أن كلماته التي أصبحت من الثوابت والشعارات الأساسية التي لا يمكن الحيد عنها وفي مقدمتها عالقدس رايحين شهداء بالملايين وليس فينا وليس منا وليس بيننا من يفرط بحبة تراب من تراب القدس مجددا العهد مع السيد الرئيس محمود عباس حتى الحصول على حقوقنا الفلسطينية المشروعة كاملة وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف 

التعليقات