هل ستفعلها حماس !؟

هل ستفعلها حماس !؟
كتب غازي مرتجى
منذ ما يقارب الشهر شنّ عدد كبير من اعضاء المجلس التشريعي في غزة من حركة حماس هجوماً حاداً على الرئيس ابو مازن واتهموه بتعطيل تحديد موعد لانعقاد الدورة الجديدة للمجلس التشريعي الفلسطيني , خلافا لما تم الاتفاق عليه في تفاهمات الشاطيء الاخيرة التي جاءت تطبيقاً لاتفاق القاهرة .

خليل الحيّة مؤخراً المح الى امكانية عقد جلسة طارئة للمجلس التشريعي لاتخاذ قرارات هامة وقد يتم اسقاط الحكومة -رفع الغطاء- في حال لم تستجب الحكومة للمجلس التشريعي بحسب تصريحات الحية.

لا زالت "المصالحة" تدور في ذات الفلك التي دارت فيه خلال سنوات الانقسام الفلسطيني السبع ولم يشعر المواطن سواء بغزة او الضفة بوجود حكومة وفاق وطني نظراً لاختراع "يبقى الوضع على ما هو عليه حتى الانتخابات العامة" . وهو الاختراع الفضفاض الذي يُمكن سحبه على كافة مناحي الانقسام الى ان يشاء الله ان تجري انتخابات رئاسية وتشريعية في دولة فلسطين .. وهي بعيدة المنال حتى الآن .

"اتفاق القاهرة" ايضاً فضفاض ولا يوجد في الاتفاق حلول للتفاصيل التي بالعادة يكمن بها "اللعين" , وبلا تشبيه فلكتاب اللهم عدّة تفسيرات .. ولاتفاق القاهرة ألف تفسير ..

السيناريو القادم لو استمرّت الاوضاع الداخلية على ما هي عليه اعلان نوّاب حركة حماس حجب الثقة عن حكومة التوافق في اجتماع سيتم عقده في غزة - خاصة بعد ما أعقب "تفجيرات غزة" من اتهامات متبادلة وتصعيد لـ"اللهجة" فإنّه ومع تهديد خليل الحيّة الذي كان على رأس من وقّعوا تفاهمات الشاطيء وشارك بقوّة في المفاوضات غير المباشرة الأخيرة بالقاهرة والتي تضمنّت حوارات مباشرة بين طرفي الانقسام .. إلاّ ان تهديده يعني انّ منحنى اتخاذ القرار وصل الذروة والتطبيق قريب - .

وبعيداً عن مشروعية عقد جلسة "منقوصة" للمجلس التشريعي يحضرها أعضاء "كتلة واحدة" إلاّ انه وخلال سنوات الانقسام جرت العادة بعقد هكذا جلسات واتخاذ قرارات واصدار قوانين والمصادقة عليها , فإن ّ قرارا بحجب الثقة عن الحكومة لن يكون بعيداً عن تفكير "كتلة حماس" التي تؤكد على لسان عدد كبير من متحدثيها انها بصدد اتخاذ قرارات حاسمة بعد منتصف شهر نوفمبر .

فيما لو أقدمت حركة حماس ونوابها على هكذا خطوة فإن الخطوة التي تليها هي قيام "نواب حماس" في المجلس التشريعي بتكليف شخصية جديدة لتشكيل حكومة جديدة وعندها سنعود الى نقطة التجمّد مرة أخرى بحكومتين ومجلسين تشريعيين ومن كل "زوج اثنين" ..

انهاء الانقسام المتفق عليه ما هو إلا إدارة "قذرة" له ولا يُمكن القول ان هناك مصالحة حقيقية وجديّة الا في حال توفّر القرار واليقين لدى الطرفين بضرورة الاهتمام بالمسجد الاقصى بدلاً من "حفلات الردح" اليومية المُتبادلة .

لم يُخطيء رامي الحمدلله إلا بقبوله تكليفاً لحكومة وفاق غامضة المعالم , فهو الأكاديمي الذي يدين له "التعليم العالي" في فلسطين بجامعة هي الاعرق في الوطن .. ويحسده أقرانه على "قتاله" من أجل أن يكون يوماً لفلسطين حكومة توافق جديّة .

الحقيقة المرّة الغائبة ان المواطن الفلسطيني لن يختلف عليه شيء وخاصة في قطاع غزة فالوضع الحالي لا يختلف عن سابقه كثيراً .. وأصبح لسان حال العامّة .. "الانقسام أحلى" .

التعليقات