وبدأت الانتفاضة الثالثة

وبدأت الانتفاضة الثالثة
منفذ عملية القدس "العكاري"
كتب غازي مرتجى
بدأت الانتفاضة الاولى في العام 87 بالحجارة وبعد اقل من عامين أطلقت الجهاد الاسلامي ما عُرف بمعركة "السكاكين" وتحوّلت فيما بعد لعمليات تفجيرية داخل العمق الاسرائيلي .

في الانتفاضة الثانية قرّر ياسر عرفات أن لا تطول فترة "الحجارة" وهي الفترة التحضيرية في الانتفاضتين وانطلقت بعدها مباشرة عمليات اطلاق النار على حواجز الجيش والمستوطنين وفي اقل من عامين بدأت العمليات التفجيرية داخل المستوطنات والعمق الاسرائيلي .

الانتفاضتان الاولى والثانية انتهت احداهما باتفاق اوسلو والثانية باستشهاد المؤسس , وفي كلتا الحالتين لم تترك اسرائيل فرصة لارتكاب جرائمها والتنكيل بالمواطنين الا وأقدمت عليها , وسقط مئات الشهداء وآلاف الجرحى بسبب التغوّل الاسرائيلي .

منذ ما يزيد عن عام استفرد الاسرائيليون بالمقدسيين فزادت عمليات تهويد القدس والضغط على المقدسيين للتنازل عن منازلهم وتركها ناهيك عن عمليات الاقتحام شبه اليومية للمسجد الاقصى تحت اعين وحراسة الشرطة الاسرائيلية .

وبعد ان وصلت الاوضاع ذروتها ولم تكّف اسرائيل يد غلاة المستوطنين عن العبث بالمسجد الاقصى وهي تعلم مدى القدسية التي يتمتع بها المسجد عند المسلمين والفلسطينيين بشكل خاص , تمكّنت الجهاد الاسلامي من التخطيط لعملية اغتيال احد المتطرفين الذين دأبوا على اقتحام الاقصى يوميا ً "يهودا غليك" وطاردت اسرائيل الشهيد معتز حجازي وقتلته بدم بارد على سطح منزله , وبعد يومين بالتمام والكمال اقتحم اصدقاء "غليك" المسجد الاقصى ووصلوا لـ"المحراب" لأول مرة منذ احتلال القدس في عام 67 والوصول للمحراب يوازي حرق المسجد , ولم يُسعف المقدسيين بيانات الاستنكار والشجب العربية والاسلامية عدا عن الموقف الاردني الشجاع بسحب السفير احتجاجاً .. فانطلق الشهيد ابراهيم العكاري ليقتّص للاقصى وتدنيس المحراب وأوقع عشرة مستوطنين بين قتيل وجريح بعملية دهس فردية في مدينة القدس , تبعه مواطن آخر من الخليل دهس ثلاثة من الجنود والمستوطنين على مفترق غوش عتصيون في الخليل .

ما سبق ومقارنة بالانتفاضتين الاولى والثانية فإنّ الانتفاضة الثالثة بدأت وستتصاعد ردّات الفعل الفلسطينية الى ان تصل كما وصلت له في الانتفاضتين السابقتين , وبمقارنة تاريخية بين الانتفاضة الاولى والثالثة , فقد أشعل الانتفاضة الاولى عملية دهس من قبل مستوطن اسرائيلي لـ "أربعة" عمال فلسطينيين شمال غزة وأرداهم شهداء  .. فهل التاريخ سيُعيد نفسه "معكوساً" ؟

نتنياهو المتطرف باع حكومته للأكثر تطرفاً لضمان استمراره برئاسة الحكومة وسيتحمّل هو وحكومته تبعات الرد الفلسطيني المتوقع والذي بدأ بأعمال فردية نجمت عن حالة "الغل" التي سببها استهتار نتنياهو وحكومته بتصرفات مستوطنيه وتدنيسهم لأولى القبلتين ولن ينتهي الا باسقاط نتنياهو وحكومته داخلياً .. ودولياً بتحركات القيادة الفلسطينية اليومية لفضح جرائم الاحتلال وتجاوزاته للقانون الدولي .

التعليقات