باحث عربي يكتشف حقيقة تربة القمر في القرآن الكريم التي لا تسمح بالهبوط عليه

باحث عربي يكتشف حقيقة تربة القمر في القرآن الكريم التي لا تسمح بالهبوط عليه
أبوظبي – محمد المجايدة
أكشف باحث عربي أن تربة القمر لا تمتلك خصائص مشابهة جدًا لصخور الأرض كما ذكر الأمريكيين عندما أدعوا الهبوط على سطحه عام ١٩٦٩م، وإنما تمتلك عنصر واحد فقط وهو الكربون الزجاجي (الكربون غير المتبلر، نوع من الكربون يتحول إلى زجاجي في حال تعرضه للحرارة في عدم وجود هيدرجين وأكسجين) وقد أكتشف ذلك من خلال آية قرآنية تتحدث عن الكواكب الدرية والتي منها القمر والتي تذكر بالتفصيل تركيبة الكواكب وكيف أن لها سطح زجاجي شفاف تشع نوراً من أسفله بسبب انصهار كربونها وتحوله إلى سائل لزج مثل الزيت، وذلك بسبب تعرضها لمصدر مباشر للحرارة وهو الشمس.

وعبر بعض النظريات التي ينفرد بها الباحث يوضح أن درجة الحرارة المفترضة التي يتعرض لها القمر تجعل من المستحيل الأقتراب من غلافه الخارجي ناهيك عن الهبوط على سطحه، حيث يستدل من خلال التغير في درجة الحرارة على سطح الأرض، أن الحرارة التي يتعرض لها القمر حين يكون في بداية الشهر العربي تبلغ ٣٨٤٢ درجة مئوية وهو ما يجعل من المستحيل أن يقترب أي شيء من غلاف القمر الجوي لأنه سوف ينصهر قبل بلوغه هذا الغلاف.

ويذكر الباحث بعض التصريحات التي ادلى بها مسؤولين أمريكيين مثل وزيرا الدفاع الأمريكيين السابقين "دونالد رامسفيلد" و"هنري كيسنجر"وبعض كبار الشخصيات العاملة في وكالة الاستخبارات الأمريكية(C.I.A) بأن الولايات المتحدة الأمريكية لم تسبق أحد في الهبوط على سطح القمر، وإنما كانت خدعة من قبل الولايات المتحدة من أجل تحقيق نصر معنوي لها. وأن فيلم هبوط رائد الفضاء الأمريكي"نيل ارمسترونغ" على سطح القمر يوم الاثنين الموافق التاسع عشر من شهر تموز عام 1969م بواسطة مركبة الفضاء الأمريكية المأهولة "ابوللو11" لم يكن يصور من على سطح القمر, وإنما كان يصور من على سطح الأرض وتحديدًا من صحراء نيفادا.

ويختتم الباحث نظرياته بسؤال هام عن هذا الاكتشاف فيقول ليست هذه آية من الآيات التي أحتفظ بها القرآن الكريم ليقولها إلى الذين لا يؤمنون به فيعلون إنه الحق من عند ربهم الذي يكفيه إنه على كل شيء خلقه شهيدا

أكبر أكذوبة علمية عرفها التاريخ يكشفها القرآن

حقيقة قرآنية مضاف إليها حقائق علمية

مم يتكون كوكب القمر؟ سؤال شغل الكثير من العلماء، وأنفقت بعض الدول مليارات الدولارات للوصول إلى إجابته، ومنها من أدعى الهبوط على سطحه والحصول على عينات من تربته, وقال عنها إنها تمتلك خصائص مشابهة جدًا لصخور الأرض، خصوصًا في كميات نظائر الأوكسجين المشعة, وأن صخور القمر تميل إلى أن تكون قليلة نسبيًا بعنصرالحديد، وهي مستنفذة من بعض المواد الكيميائية مثل البوتاسيوم أو الصوديوم. وأن درجة الحرارة على سطح القمر  °123 نهارًا و(-153°) ليلاً وتتحملها الأجهزة والمعدات والبدلات الفضائية التي استخدمت في الهبوط على سطحه.

ومع فيلم وثائقي آثار الكثير من الجدل في مراكز الأبحاث العلمية لما به من تناقضات تتنافى كلياً مع الحالة الفيزيائية التي يبدو عليها القمر, رسخت تلك الدول فكرة الهبوط على سطحه في عقول الكثير من شعوب العالم. لكن بعد مرور أكثر من 40 عاماً على هذا الاعاء ظهرت مؤخراً أشياء تؤكد أن فيلم هبوط رائد الفضاء الأمريكي"نيل ارمسترونغ" على سطح القمر يوم الاثنين الموافق التاسع عشر من شهر تموز عام 1969م بواسطة مركبة الفضاء الأمريكية المأهولة "ابوللو11" لم يكن يصور من على سطح القمر, وإنما كان يصور من على سطح الأرض وتحديدًا من صحراء نيفادا, وقد تبين ذلك من خلال إعترافات بعض المسؤولين الأمريكيين في لقاءات صحفية رسمية, جاء فيها, أن الأمريكيين كانوا قد مثلوا أمام العالم قصة الهبوط على سطح القمر, ومن هؤلاء وزيرا الدفاع الأمريكيين السابقين "دونالد رامسفيلد" و"هنري كيسنجر" وبعض كبار الشخصيات العاملة في وكالة الاستخبارات الأمريكية (C.I.A) فقد ذكروا بالنص: أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تسبق أحد في الهبوط على سطح القمر، وإنما كانت خدعة من قبل الولايات المتحدة من أجل تحقيق نصر معنوي لها.

وقد سبق هذه التصريحات جدال كبير بين العلماء حول بعض الدلائل العلمية المهمة للغاية التي غابت عن نباهة المخرج الذي عمل على إخراج فيلم الهبوط على سطح القمر ، أهمها ظهور العلم الأمريكي في الصور وهو يرفرف بفعل الرياح المتحركة وكأنه موجود على سطح الأرض، وهذا يستحيل وجوده على سطح القمر الخالي من الهواء, بالإضافة إلى أن هذا الفيلم تم تصويره بشكل مباشر - حسب الادعاءات الأمريكية - لمدة ساعتين متواصلتين وهي مدة لا يمكن لكاميرا التصوير تحملها في الظروف القمرية مثل أشعة الشمس الحارقة والأشعة غير المرئية التي تتلف الكاميرا والفيلم، ثم أن ألوان العلم الأمريكي في الصور التلفزيونية كانت واضحة جدًا وهو ما لا يمكن حدوثه على سطح القمر، وأن فلاش الكاميرا الذي كان يضيء منطقة الهبوط كان قويًا جدًا وكانت انعكاساته عن خوذة الرائد توضح أن هنالك مصدرًا للضوء في جهة غير جهة المركبة أو الرائد الذي يلتقط الصورة، إضافة إلى ذلك, أن مكان قدم الرائد نيل ارمسترونغ الشهيرة على سطح التربة لم يكن منطقيًا، لأن الوزن الافتراضي لرائد الفضاء مع بدلة الفضاء لا يزيد وزنه على 30 كيلوغرام في الفضاء إذا كان له وزن أصلا، لكن يؤكد العلماء أن مكان خطوة رائد الفضاء الملتقطة تحتاج إلى وزن يزيد على 120 كيلوغرام لتشكلها.

فإذا كان الأمر كذلك فهذا يعني أننا أمام أسئلة كثيرة وهامة تبحث عن إجابات في مراكز الأبحاث والدراسات العلمية, منها على سبيل المثال لا الحصر لماذا لم تحاول تلك الدول الهبوط الفعلي على سطح القمر حتى تغطي على أخطاء فيلمها وادعائها بذلك, على الرغم من مرور أكثر من أربعين سنة على الفيلم والتقدم المذهل في كافة العلوم والأجهزة التكنولوجية؟ وما هي حقيقة تربة القمر والوسط الفلكي الذي يسبح فيه؟ وهل درجة الحرارة على سطح القمر تسمح بالأقتراب من سطحه ناهيك عن الهبوط عليه, أم أن درجة الحرارة التي يتعرض لها لا تسمح بالأقتراب منه نظرًا لقربه من الشمس بمسافة أقل من الأرض بمقدار ­360000  كم تقريبًا حين يكون القمر في منطقة المحاق (منطقة ولادة الهلال الجديد)؟

عند البحث عن إجابات لهذه الأسئلة تبين لنا أن وكالة “ناسا” أطلقت أكثر من مرة مركبات فضائية صغيرة (مسبار) إلى القمر في محاولة لفهم طبيعة هذا الكوكب, وقد كان آخر تلك المحاولات في 8  سبتمبر 2013 وذلك لفهم أسرار غلاف القمر الجوي الذي ادعت الهبوط على سطحه مروراً بهذا الغلاف, وأن نتائج هذه المحاولات مجهولة تماماً وتم التعتيم عليها ولن يكشف عنها, وهو ما يجعل من حقيقة تربة كوكب القمر لغزاً كبيراً في عصرنا الحالى والوصول إليها من أهم الإنجازات العلمية التي سيسجلها التاريخ لما لها من بالغ الأثر في فهم طبيعة الكون والكواكب والنجوم.

وحين نأخذ بعين الأعتبار الأخطاء التي أظهرت تزيف فيلم الهبوط على سطح القمر, وتصريحات المسؤولين الأمريكيين التي تنفي الادعاء بالهبوط على سطحه, وفرضية أن جميع محاولات ارسال مركبات فضائية صغيرة إلى القمر لم يعلن عن نتائجها لأنها فشلت, سنجد أنفسنا أمام أحتمال وحيد وهو: أن طبيعة هذا الكوكب لاتسمح بالأقتراب من سطحه لأي كائن حي أو أي عناصر أرضية (عناصر كيميائية) لما يتمتع به هذا الكوكب من خصائص فيزيائية وكيميائية فريدة, بالإضافة إلى أقترابه من الشمس.

وحتى نتأكد من هذا الأحتمال قمنا بمحاولة تحديد درجة الحرارة  التي يتعرض لها القمر بشكل علمي وسليم, بناءاً على درجة الحرارة نهارًا على سطح الأرض عند خط الأستواء حين تتعامد الشمس عليه فيما يسمى بالاعتدال الربيعي ودرجة الحرارة في نفس الفصل والتوقيت في القطب الشمالي, وذلك بغرض التعرف على معدل ارتفاع وانخفاض درجة الحرارة على الأرض نتيجة تباعد سطحها الكروي عن أشعة الشمس, حيث أن دائرة الضوء التي ترسمها أشعة الشمس على سطح الكرة الأرضية في هذا الفترة من السنة, تقسم دوائر العرض إلى قسمين متساويين, فيتساوي طول الليل والنهار على سطحها, انظر الشكل رقم (1).

وتتراوح درجة الحرارة نهارًا عند خط الأستواء في تاريخ 21 مارس ما بين 30° إلى 34° درجة مئوية ولا تزيد عن 38°, بينما يبلغ متوسط درجة الحرارة في القطب الشمالي (الحوض القضبي) في نفس الفترة والتوقيت -34° درجة مئوية, وهو ما يعني وجود فارق في درجة الحرارة على الأرض بين أقرب وأبعد نقطة على سطحها الكروي من الشمس في نفس التوقيت حوالي 68° درجة مئوية تقريباً, وهو الفارق بين 34° درجة مئوية عند خط الأستواء و-34° درجة مئوية عند القطب الشمالي (الحوض القضبي), وهذا  الفارق له عدة عوامل منها:

1-    أن سطح الأرض كروي, وتبتعد نقطة الرصد الأولى لدرجة الحرارة عند خط الأستواء عن نقطة الرصد الثانية عند القطب الشمالي (الحوض القضبي) حوالي 6371 كم وهو مقدار مسافة متوسط نصف قطر الكرة الأرضية, ويعد ذلك هو السبب الرئيسي لاختلاف تلك الحرارة انظر الشكل رقم (2).

2-    اختلاف زاوية سقوط أشعة الشمس على نقطتي الرصد حيث أن الأشعة التي تسقط عمودياً على سطح الأرض عند خط الأستواء تعطي طاقة أعلى عن تلك التي تسقط بزاوية ميل عند القطب الشمالي (الحوض القضبي), وهذا السبب ينطبق على القمر كما ينطبق على الأرض ولكن بشكل نسبي, لأن القمر أصغر من الأرض وأقرب إلى الشمس.

3-    الأحتباس الحراري, والمقصود به في هذا البحث ليس التعريف الشائع عن إرتفاع درجة الحرارة على سطح الأرض نتيجة الإرتفاع المتزايد في إنبعاث الغازات الدفينة أو غازات الصوبة الخضراء, وإنما المقصود به هو أحتباس نسبة من درجة حرارة الشمس التي تبثها نهاراً في الغلاف الجوي لسطح الأرض بعد غروبها. حيث يمتص سطح الأرض الأشعة الواصلة إليه من الشمس أثناء النهار فيسخن ويبث حرارته نحو الغلاف الجوي على شكل أشعة حرارية طويلة الموجات (تحت الحمراء) فيمتصها هواء الغلاف الجوي القريب من سطح الأرض فيحتبس الحرارة ولا يسمح لها بالنفاذ أو الإفلات وهو ما يؤدي إلى ثبات أو إنخفاض نسبي في درجة الحرارة على سطح الأرض أثناء زوال الشمس (الليل) وحتى أشراقها من جديد. والأحتباس الحراري عند سطح الأرض هو السبب في انخفاض درجة الحرارة كلما ارتفعنا عن سطح البحر, وهذا الأحتباس الحراري ينطبق على القمر كما ينطبق على الأرض ولكن بشكل مختلف قليلاً نظراً لاختلاف تربة القمر وغلافه عن الأرض وسوف أشرح ذلك لاحقًأ انظر الشكل رقم (3).

وتعد هذه العوامل الثلاثة من أهم الأسباب التي تعطي فارق في درجة الحرارة على سطح الأرض, وعلى ذلك إذا حاولنا الوصول حسابيًا إلى درجة الحرارة الأفتراضية التي يتعرض لها كوكب القمر حين يكون في منطقة المحاق قياسًا على الأسباب التي تعطي فارق في درجة الحرارة بين نقطتين على سطح الأرض نتيجة اختلاف المسافة بينهما بالنسبة لموقعهما من الشمس سوف نجد التالي:

تبلغ المسافة التي يبعد فيه القمر عن الأرض في اتجاه الشمس حين يكون في منطقة المحاق حوالي 360000 كم , أي أن القمر في هذه المنطقة يتعرض إلى درجة حرارة أعلى بكثير من درجة الحرارة التي تتعرض لها الكرة الأرضية, وذلك بسبب أقترابه من الشمس بهذه المسافة الكبيرة, فإذا كان فرق درجة الحرارة على سطح الأرض في نفس التوقيت بين أقرب وأبعد نقطة على سطحها الكروي بالنسبة للشمس حوالي 68° درجة مئوية تقريباً, وأن المسافة بين هاتين النقطتين بالنسبة لقربهما من الشمس هي متوسط نصف قطر الكرة الأرضية والذي يبلغ 6371 كم تقريباً انظر الشكل رقم (4).

فهذا يعني أن لدينا متغير في نسبة درجة الحرارة كل كيلو مترواحد في اتجاه الشمس يبلغ 0.0106733637° درجة مئوية وهذا المتغيير هو نتاج قسمة:

(فرق درجة الحرارة على الأرض في نفس التوقيت بين أقرب وأبعد نقطة على سطحها الكروي بالنسبة للشمس وهو حوالي 68° درجة مئوية)

)المسافة بين النقطتين بالنسبة لقربهما من الشمس والتي تبلغ مقدار نصف قطر الكرة الأرضية وهي حوالي 6371 كم تقريبًا(

وعلى ذلك تصبح درجة الحرارة التي يتعرض لها القمر حين يكون في منطقة المحاق قبل ميلاد الهلال الجديد (أي حين يكون بين الشمس والأرض, وأحد نصفيه مقابل الشمس تمامًا والنصف الآخر مقابل للأرض) هي حوالي 3842° درجة مئوية وهي القيمة المستخلصة من حاصل ضرب:

(نسبة  تغير درجة  الحرارة  لكل كيلو متر واحد  في اتجاه  الشمس مباشرة وهي حوالي 0.0106733637 درجة مئوية) * (المسافة التي يقترب بها القمر من الشمس بعيداً عن الأرض وهي المسافة بين الأرض والقمر والتي تبلغ 360000 كلم حين يكون القمر في منطقة المحاق).

يجدر الإشارة إلى أن التغير الطفيف في المسافة بين الأرض والشمس أثناء دوران الأولى حول الثانية طوال أشهر السنة بالإضافة إلى تغير تعامد أشعة الشمس على الأرض في هذه الأثناء, هو ما يؤدي بالفصول الأربعة (الربيع والخريف والشتاء والصيف), حيث أن الأرض تدور حول الشمس في شكل بيضاوي وليس في شكل دائرة مكتملة, لذا فمن الطبيعي أن تكون درجة الحرارة التي يتعرض لها القمر حين يكون في منطقة المحاق بالقرب من الشمس, أكبر بكثير من درجة الحرارة المتغيرة التي تتعرض لها الأرض طوال أشهر السنة نتيجة لتغير موقعها من الشمس وتعامد الأشعة الشمسية عليها.

هذه النتيجة لدرجة الحرارة التي يتعرض لها القمر حين يكون في منطقة المحاق, تبين لنا أحد أهم الأسباب التي منعت الكشف عن نتائج المركبات الفضائية التي أرسلتها وكالة "ناسا" وغيرها من الدول إلى كوكب القمر, لأن الحديد وهو العنصر الأساسي الذي تتكون منه المركبات الفضائية (المسبار) والذي يمثل الدرع الواقي للأجهزة الداخلية للمركبة الفضائية ينصهر عند درجة حرارة 1535° درجة مئوية. مما يعني أن جميع الأجهزة والمعدات الفضائية سوف تتلف قبل أن تصل إلى غلاف القمر ومن ثما يتعطل كل شيء فيها وتسبح في الفضاء إلى غير رجعه ككتلة من المواد التالفة.

ولقد أعترفت وكالة "ناسا" بشكل ضمني بدرجة الحرارة العالية التي يتعرض لها القمر في 8  سبتمبر 2013 حين أعلنت عن إطلاق مركبة فضائية مغلفة بالكربون إلى القمر لدراسة غلافه الجوي, ولم تذكر السبب الذي جعلها تغلف المركبة بالكربون على أعتبار أن العالم يغط في سبات عميق ولن يفهم أن السبب في اختيار الكربون هو أن أحد عناصره هو الوحيد على وجه الأطلاق الذي ينصهر عند درجة حرارة 3675°, أي إنه العنصر الذي قد يحتمل درجة الحرارة العالية التي يتعرض لها القمر بسبب قربه من الشمس, فيكون درعاً واقياً للمركبة الفضائية, ولكن فشلت التجربة مثل غيرها بسبب درجة الحرارة العالية التي يتعرض لها القمر والتي توصلنا إليها سابقًا وهي 3842° درجة مئوية وهي درجة تقديرية قد تزيد أو تقل قليلاً عن الدرجة الفعلية.

ونظراً لدرجة الحرارة العالية التي يتعرض لها القمر حين يكون في منطقة المحاق والتي تؤثر في تركيبته الفيزيائية, فقد قدر الله له أن يبتعد عن تلك المنطقة في دورته الشهرية مسافة 772742 كم (حين يكون بدراً) أي حين تصبح الأرض بينه وبين الشمس وتبلغ المسافة بينه وبين الأرض في هذه المرحلة 400000 كم ولذلك لإخضاع القمر لعملية تبريد عجيبة تظهر قدرة الحق تبارك وتعالى وسلطانه العظيم على الخلق, وسوف أشرح هذه الحقيقة لاحقاً بإذن الله بعد الكشف عن حقيقة تربة القمر.

هذه الحقائق تزيد من غموض هذا الكوكب الفريد, وتشير إلى أن وصول الإنسان إليه أمراً مستحيلاً بل ضربًا من الخيال مهما طال به الزمن ومهما تقدم في العلم, وذلك بسبب تلك الحرارة العالية التي يتعرض لها القمر والتي تؤدي إلى انصهار أي عناصر أرضية (عناصر كيميائية) قبل أن تصل إلى غلافه خارجي، وهو ما يجعل من معرفة تربته سرًا من أسرار خالقه الحق تبارك وتعالى, ولن نعرفها أبدًا إلا إذا توجهنا له ورفعنا أيدينا إليه بالسؤال: يا رب، يا خالق كل شيء والذي إليك يرجع كل شيء، كيف خلقت القمر؟

حقيقة تربة القمر التي لم يعرفها الإنسان من قبل

 

يقول الحق تبارك وتعالى عن كوكب القمر وما مثله من كواكب حين شبه نوره بمثل نور الكواكب فقال: }اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ{ [النور :35].

 

في هذه الآية القرآنية العظيمة، ذكر الله عز وجل نوره الذي يصدر عن ذاته العليا بشكل واضح وصريح، لكن وصفه لهذا النور جاء بشكل مسطور، أي بشكل منتظم ومتواريٍ، وإن كان يبدو للقارئ أنه وصف سهل، حيث يقول سبحانه وتعالى لبني آدم إن نوره مثل النور الذي يصدر من شعلة منيرة (المصباح) لها طبقة خارجية شفافة (الزجاجة)، وهذه الشعلة المنيرة (المصباح) تتم تغذيتها بالوقود مثل تغذية الفتيل في القنديل (المشكاة)، ووقود هذه الشعلة المنيرة (المصباح) هو شجرة مباركة لونها زيتوني (زيتونة)، وهذه الشجرة في حالة انصهار، وزيتها الناتج عن انصهارها هو وقود هذا المصباح الموجود على فتيل القنديل، ثم يصف الله عز وجل طريقة عمل هذا المصباح لكي يشع نورًا فيقول إنها مثل طريقة عمل الكوكب الدري، وهنا يجب أن نتوقف قليلاً، لأن قول الله عز وجل في هذه الآية الكريمة هو الوصفة الدقيقة للطريقة التي تعمل بها الكواكب لكي تشع نورًا لسكان الأرض ومنها كوكب القمر الذي يكشف المولى عز وجل عن حقيقته في هذه الآية العظيمة، حيث يقول سبحانه وتعالى أن الكواكب الدرية (الكواكب التي تشع نوراً في كل إتجاه) لها طبقة زجاجية خارجية (شفافة)، وهو المقصود بقوله تعالى: }الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ{، وهذا التشبيه يعني أن الحقيقة المطلقة هي المشبه به (الكوكب) الذى لولا حقيقته المطلقة لما كان مشبه به, بمعنى أبسط, حين يثني إنسان على شخص آخر فيقول (هذا الرجل كالأسد), فهذا يعني أن الأسد في هذه الحالة هو الحقيقة المطلقة المعلوم عنها شكلها وصفتها والتي منها القوة والشجاعة المراد تشبيه الرجل بها, وهذه هو المقصود في قوله تعالى: }الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ{, وهذه الآية من الآيات قاطعة الدلالة, أي أن الكواكب الدرية مثل القمر لها طبقة زجاجية خارجية (شفافة) مثل الزجاج، وأن الكواكب تشع نورًا من داخلها من خلال زيت ناتج عن انصهار شجر (مواد عضوية «كربون»)، وهو المقصود بقوله تعالى: }كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَة{، وهذه المواد العضوية (الزيت الناتج عن الشجرة المنصهرة أو الكربون المنصهر) توجد في باطن (منتصف) الكوكب بالضبط، لأن الكوكب على شكل كرة دائرية فمن الطبيعي أن يكون وقوده من المنتصف لا من جهة الشرق ولا من جهة الغرب، وهو المقصود بقوله تعالى عن وضعية الشجرة التي يوقد منها الكوكب }لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ{، أي أن زيت الشجرة المنصهرة أو الكربون المنصهر يقع في قلب الكوكب بالضبط، وسبب انصهار الشجر الذي تتكون منه الكواكب هو تعرضها لمصدر مباشر للنار (الشمس)، وهو المقصود بقوله تعالى: }يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَار{، فمعنى «لو تمسسه نار» أي أن سبب انصهار هذا الزيت لكي يشع نورًا من خلال الطبقة الزجاجية للكوكب هو مصدر مباشر للنار(الشمس)، كما هو الحال مع كوكب القمر الذي يستمد نوره من مصدر آخر لا يمسه وهو نار الشمس ثم يعكسه علينا من دون حرارة، انظر شكل رقم [5].

وبما أن القمر كوكب دري (أي كوكب يشع نوراً) فهذا يعني أنه هو الآخر له سطح زجاجي (شفاف) لقوله تعالى «الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّي»، وهو مبدأ عام لكل الكواكب طبقًا لقول خالق الكواكب، الله العلي العظيم، وأن نور القمر كذلك يوقد من شجرة لقوله تعالى عن وقود الكواكب «كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ»، والمقصود بالشجرة مواد عضوية (الكربون)، وهو ما ذكره الله عز وجل في قوله غير المباشر عن مكونات القمر فقال: }وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ{ [يس:39].  فالعرجون القديم الذي يعود إليه القمر بعد أن يبرد سطحه الذي كان يتعرض للشمس تعريفه العلمي: هو مخلفات النبات (كربون)، التي تنتج عن عملية تبخر أو نزع الماء من المواد النباتية في عدم وجود أكسجين وهيدروجين. وعندما يقول خالق الكواكب إنها كالزجاجة وإنها توقد من شجرة، ويقول عن كوكب القمر إنه يعود كالعرجون القديم بعد أن يبرد سطحه، فهذا يعني بشكل قاطع لا التباس فيه عند أهل العلم والمعرفة بالعناصر الكيميائية وليس عند أهل اللغة وقواعد النحو والصرف: أن القمر مكون من الكربون، لأن من أنواع الكربون نوع اسمه الكربون الزجاجي (نوع من الكربون يتحول إلى شكل زجاح في حالة تعرضه لمصدر حراري في وسط خاليًا من الهيدروجين والأكسجين وتعريفه العلمي هو الكربون غير المتبلر)، وهو ما ينطبق على ما أخبرنا به المولى عز وجل عن الكوكب الدري مثل القمر، وكذلك لأنه من المعروف علميًا أن الشجر يعني كربون بعد أن يجف منه الماء بمعزل عن الهواء (مدفون في الرمال الجافة) وهو ما يؤكده قوله تعالى: «العرجون القديم» أي النبات القديم بعد تبخر الماء منه، وهو تحديدًا أطراف جذور الشجر التي تذبل وهي مدفونه في أرض جافة بمعزل عن الأكسجين والهيدروجين، انظر شكل رقم [6].



 وحين نعلم بالإضافة إلى ما ذكره المولى عز وجل عن القمر أن جميع المعلومات التي رصدها الإنسان بالتلسكوبات عن تربته تنطبق على صفة الكربون من حيث لون سطحه الرمادي والثقوب الكثيرة على سطحه، بالإضافة إلى أن الكربون الزجاجي (الكربون غير المتبلر) ينصهر عند درجة حرارة 3675 درجة مئوية وهي الأعلى بين جميع العناصر الكيميائية المسجلة بالجدول الدوري للعناصر, وأن من صفاته حين يصهر في عدم وجود أكسجين وهيدروجين يتحول إلى زيت لونه زيتوني - }شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَة{-  وأنه يسمى الثلج الجاف، وقد تمت رؤية هذا الثلج الجاف على سطح القمر بواسطة وكالة الفضاء «ناسا» على اعتقاد منهم أن هذا الثلج هو ماء، والحقيقة أن هذا هو الثلج الجاف، أي كربون طبقًا للحقائق التي ذكرها خالق القمر الله سبحانه وتعالى، فهذا يعني أننا أمام آية جديدة في الآفاق يقولها الحق تبارك وتعالى للذين كفروا بكتبه ورسله في زمننا هذا: }سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ{ [فصلت : 53]،  فيتبين لهم أنه سبحانه هو الحق وأنه على كل شيء خلقه شهيد.

إذا تربة القمر تتألف من «الكربون»، وتحديدًا ما يسمى الكربون الزجاجي (الكربون غير المتبلر)، طبقًا لقول خالق القمر، الله العلي العظيم، فماذا يعني ذلك؟ يعني أنه يستحيل أن يكون على سطح القمر ماء، لأنه يتألف من كربون، الذي يتفاعل مع الماء ويكون ثاني أكسيد الكربون (الدخان الرمادي)، وهو ما لم يصدر عن القمر أبدًا. وهو ما يعني أيضًا أنه يستحيل أن تقترب من القمر أو تهبط على سطحه أي عناصر أرضية بما فيها الإنسان طبعًا، لأن درجة الحرارة التي يتعرض لها القمر عالية جداً والكربون الذي يتألف منه سوف يجذبها إليه ويتفاعل معها كما يجذب المغناطيس الحديد وذلك لأنه في حالة إثارة ذرية (نشط كيميائيًا) نتيجة لأكتساب ذراته طاقة من مصدر حراري وهو الشمس والتي يعكسها إلينا في شكل نور كما هو الحال في ليلة بدر.

ولمعرفة حقيقة كيف تشع الكواكب نورًا، وما الفرق بين النور والضوء، وتوضيح حقيقة تربة القمر أكثر يجب توضيح التالي:

أولاً: الضوء والنور والفرق بينهما 

لقد ذكر الله عز وجل في القرآن الكريم معلومات فيزيائية هامة جدًا عن معنى وحقيقة النور تمكننا من أن نفهم ونعلم الفرق بينه وبين الضوء. فإذا بحثنا عن معنى كلمة النور في اللغة، لوجدنا أن النور أصله من نار ينور نورًا أي إضاءة، فأكثر القواميس لا تفرق بين الضوء والنور بل تعتبرهما مرادفين لمعنى واحد، ولكن الخالق سبحانه وتعالى فرق بينهما لأنه الخالق، ولأن هذا النور هو نوره وهو أعلم به عمن سواه. فإذا استعرضنا بعض الآيات القرآنية التي تذكر ضوء الشمس ونور القمر لنستدل بها على المقصود بالنور والضوء. مثل الآية التالية: }وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا{ [نوح :16]، وكذلك قوله تعالى: }وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا ٭ وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا{ [النبأ :12-13]، سنجد أن الله سبحانه وتعالى شبه الشمس مرة بالسراج وأخرى بالسراج الوهاج، والسراج هو الجسم الذي يضيء ذاتيًا بشكل مستمر دون توقف من خلال احتراقه الداخلي . وفي العلم ذكر أن الشمس نجم ينتج بتفاعلاته النووية واحتراقه الداخلي حرارة قوية شديدة، وتلك هي صفة السراج الوهاج، ويصدر عنه أيضًا ضوء، وتلك هي صفة السراج، أما ما يصدر عن القمر فقد أسماه الخالق بالنور، وإذا تذكرنا في هذا الصدد معلوماتنا في الفيزياء المدرسية، لوجدنا أن مصادر الضوء تنقسم عادة إلى نوعين :

1- مصادر مباشرة للضوء كالشمس والنجوم والنار وغيرها.

2-  ومصادر غير مباشرة للضوء كالقمر والكواكب، والأخيرة هي الأجسام التي تستمد نورها من مصدر آخر مثل الشمس ثم تعكسه علينا من دون حرارة .

فالشمس والنجوم تشترك في خاصية واحدة وهي أنها تعتبر مصدرًا مباشرًا للضوء والحرارة، ولذلك شبه الخالق الشمس بالسراج الوهاج ولم يشبه القمر في أي من الآيات بذلك، وسمى ما تصدره الشمس من أشعة ضوءًا لقوله تعالى: }هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا ... { [يونس:5]، أما القمر فلا يشترك معهما في هذه الصفة، فالقمر مصدر غير مباشر للضوء، فهو يشع نوره من خلال ضوء وحرارة الشمس التي يتعرض لها في دورته الشهرية حول نفسه وحول الأرض ، فنراه ونرى أشعته التى أسماها العليم الحكيم نورًا. ومن العجيب حقًا أننا لم نستوعب هذه الدقة الإلهية في التفرقة بين ضوء الشمس ونور القمر، فكان المفروض أن نفرق بين الضوء والنور ونسمي الأشعة التي تأتي من مصدر ضوئي مباشر «الضوء» وتلك التي تأتي من مصدر ضوئي غير مباشر «النور»، ولكننا خلطنا لغويًا بين الضوء والنور مما أعاق فهمنا للنور وما يعنيه المولى عز وجل عن نوره وما خلقه من هذا النور.

ثالثًا: كيف يشع القمر نوره إلى الأرض؟

إن الكيفية التي يعمل بها القمر حتى يشع نوره إلى الأرض، وهو ما عرف علميًا بحالة الإثارة في الفيزياء الذرية أو (امتصاص الطاقة في الذرة )، حيث تحتوي الذرة على النواة (المكونة من البروتونات والنيوترونات) والإلكترونات التي تدور حول النواة في مدارات مختلفة، وكل مدار هو عبارة عن مستوى طاقة معين، وعادة ما يستقر الإلكترون في مستوى طاقة يسمى حالة قاعية تكون طاقته فيها الأقل على الإطلاق.

فإذا زوّدت الذرة بطاقة حرارية أو طاقة من مصدر ضوئي أو كهربائي، فإن الذرة تمتص الطاقة من الحرارة أو الضوء أو الكهرباء فتنتقل بعض الإلكترونات في الذرة من المدار ذي مستوى الطاقة الأدنى إلى مدار طاقة أعلى وأبعد عن النواة، وتسمي حالة الذرة في هذا الوضع حالة إثارة . وفي حالة الإثارة لا يستطيع الإلكترون أن يبقى في مستوى الطاقة الأعلى طويلاً، فسرعان ما يطلق طاقته الزائدة في صورة فوتون إلى الخارج ، ويهبط إلى الحالة القاعية المستقرة، وذلك طبقًا للشكل التالي:

فعلى سبيل المثال، عند تسخين معدن مثل سلك السخان الكهربي القديم، فإن لونه يتحول من اللون المعتم إلى اللون المتوهج، وهذا التوهج ناتج عن الفوتونات التي انطلقت بعد إثارة ذرات مادة سلك السخان الكهربي. 

وهذا ما يحدث لمادة الكربون الزجاجي التي يتألف منها القمر، حيث يتعرض القمر للحرارة والضوء اللذين يصدران عن الشمس، فتحدث لذرات مادته حالة إثارة (امتصاص للحرارة أو الضوء) فتطلق إلكترونات هذه الذرات الفوتونات التي نراها تنبعث من القمر والتى أسماها خالقها وخالق كل شيء «نورًا»، وحين تنخفض الحرارة والضوء الصادران عن الشمس على سطح القمر، وذلك بالمنازل التي قدرها الله عز وجل للقمر بعيدًا عن الشمس، ودورة القمر الشهرية حول الأرض وحول نفسه، تعود ذرات الكربون التي يتألف منها القمر إلى حالتها الأولى المستقرة، فيظهر سطح القمر المقابل للأرض كالعرجون القديم، أي مثل الشجرة القديمة اليابسة، وهو الوصف المقصود به الكربون.

 والذي يحدث للقمر تحديدًا ليشع نوره إلى الأرض هو أنه حين يكون في منطقة «المحاق»، فإن سطحه المقابل للشمس يتعرض لحرارة عالية جدًا تصل كما ذكرنا سابقاً إلى 3842 درجة مئوية وهي ما تؤدي إلى انصهار هذا النصف وما في باطنه لأن الكربون الزجاجي (الكربون غير المتبلر) الذي يتألف منه القمر ينصهر عند درجة 3675° درجة مئوية، فيتحول كربون هذا السطح وما في باطنه إلى زيت منصهر، وحين يبدأ القمر في الدوران حول نفسه وحول الأرض وتبدأ أجزاء النصف الثاني المعتم من القمر في التعرض للشمس وتصبح هذه الأجزاء في موضع رؤية للأرض، تتحول الطبقة السطحية لهذه الأجزاء إلى حالة زجاجية (شفافة) بفعل حرارة الشمس المتعامدة عليها والكربون المنصهر في باطن القمر الذي على شكل زيت، وهنا يظهر الجزء الذي يتعرض للشمس من النصف المعتم على شكل هلال، ويكون النور المنبعث من القمر في هذه الحالة ناتجًا عن الإثارة التي حدثت لذرات الكربون المنصهر (الزيت) في باطن القمر، والتي نراها من خلال تحول سطحه المعتم إلى زجاج (شفاف)، وهذا الحالة هي ما وصفتها موسوعة ويكيبيديا في تعريفاتها عن تربة القمر فقالت (حيث أن له انعكاساً مماثلاً للفحم) انظر الشكل رقم (7).

وكلما دار القمر حول نفسه وحول الأرض وتعرض النصف المعتم لحرارة الشمس، تحولت الطبقة السطحية لهذا النصف إلى الحالة الزجاجية (الشفافة)، حتى الوصول إلى اليوم الرابع عشر حين تكون الشمس عمودية على سطح النصف الثاني للقمر، فتصبح الطبقة التي كانت معتمة في منطقة المحاق كلها في حالة زجاجية (شفافة) نتيجة تعامد أشعة الشمس عليها والزيت المنصهر في باطنها وينبعث منها نور القمر في ليلة بدر، ثم يكمل القمر دورته حول الأرض وحول نفسه ويعود إلى منطقة المحاق، وأثناء عودته ودورانه حول نفسه تبدأ الأجزاء التي ظهرت على شكل هلال أول دورته الشهرية في البرودة نتيجة احتجابها عن الشمس، مما يجعلها تعود إلى حالتها المعتمة (الصلبة) ويبدأ القمر في الظهور على شكل أهلة مرة أخرى، وتستمر هذه الأجزاء في البرود نتيجة لعدم تعرضها لحرارة الشمس، حتى يعود القمر مرة أخرى إلى منطقة المحاق ويصبح هذا النصف المقابل للأرض قد برد تمامًا لأنه أصبح في اتجاه معاكس للشمس، فيتحول سطحه إلى ما يشبه الشجرة القديمة اليابسة (الكربون الصلب)، وهي الحالة التي ذكرها الله عز وجل في محكم آياته:  }وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ{، ويعود النصف المقابل للشمس مرة أخرى للتعرض للشمس حتى ينصهر هو وما في باطنه من كربون ويصبح زيتا ليبدأ القمر دورته الشهرية الجديدة  فسبحان الله الذي خلق  الليل والنهار من دورة الأرض حول نفسها ومنازل القمر بالنسبة للشمس ودورته حول نفسه والأرض، لذلك  }لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ{ [يس :40].

ونظراً لأن الجزء الأكبر من القمر الكربوني حين يكون في منطقة المحاق ينصهر بفعل درجة الحرارة العالية التي يتعرض لها, بأستثناء السطح المعتم المقابل للأرض, فقد قدر الله للقمر دورة تبريد عجيبة, حيث أن عائلة الكربون ومنها على سبيل المثال الكربون الزجاجي وغاز ثاني أكسيد الكربون هي المسبب الرئيسي في الأحتباس الحراري, وهو ما يعني الحرارة التي يكتسبها القمر الكربوني حين يكون في منطقة المحاق لا يمكن أن يفقدها بسهولة وخصوصاً إذا ما كان غلافه الخارجي أحد أنواع الغازات الخاملة مثل غاز الرادون, فسوف يحتفظ هذا الكوكب العجيب بتلك الحرارة فترة طويلة من الزمن, لذا فقد قدر الله له دورة حول نفسه وحول الأرض ليشع نوراً لها, ويفقد الحرارة العالية التي اكتسبها من الشمس أثناء وجوده في منطقة المحاقة, وذلك في معادلة عجيبة مرتبطه بالزمن وبخواص الكربون الزجاجي الفيزيائية المتعلقة بقدرته على فقد نسبة معينة من درجة الحرارة التي اكتسبها في منطقة المحاق عندما تنحجب الشمس عن أجزائه المنصهره بسبب دورانه حول نفسه وحول الأرض وبما لا يفقده كامل درجة الحرارة التي تجعله يبدو كالزجاجة في ليلة بدر والتي تسمح له أيضًا بالعودة سريعاً إلى الحالة المنصهرة يحين يعود إلى منطقة المحاق, انظر الشكل رقم (8).

 ولقد ذكر سبحانه وتعالى في محكم آياته معلومة عظيمة أخرى عن القمر وهي قوله:  } أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً ٭ وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا { [ نوح: 15-16]، ففي هذه الآيات الكريمة يبين المولى عز وجل لنا أنه جعل القمر يشع نورًا في السماوات السبع لقوله: «وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا»، وهو ما يعني أن القمر يشع نورًا من كلا نصفيه في السماوات العلى، وذلك من خلال النصف الذي تراه الأرض، والنصف الآخر المقابل للشمس في منطقة المحاق، والمعنى في أن كلا نصفا القمر يصدر عنهما نورًا في ظلمة السماوات، هو أن القمر عندما يكون في دورته الشهرية وتحديدًا اليوم الرابع عشر حين يكون القمر بدرًا، يتحول سطح القمر من الوجهين إلى زجاج «شفاف» فيصبح القمر كالزجاجة وينطبق عليه قول الله عز وجل «الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ»، أي كوكب يشع نورًا في كل اتجاه، وذلك لأن النصف الذي يقابل الشمس في منطقة «المحاق» يبرد بالتدريج حين يبدأ القمر دورته حول نفسه وحول الأرض، فتنخفض حرارته ويتحول سطحه من حالته المنصهرة إلى الحالة الزجاجية (الشفافة) في اليوم الرابع عشر، في حين أن النصف الثاني المقابل للأرض يكون قد تعرض بشكل كامل للشمس، فيتحول سطحه المعتم إلى سطح زجاجي فيشع القمر نورًا من الوجهين، وهو المقصود بقوله تعالى «وجعل القمر فيهن نورًا» وقوله «الزجاجة كأنها كوكب دري». فكلمة «فيهن نورًا» أي أن نور القمر يشع من كل سطحه في كل اتجاه إلى السماوات العلى، وكلمة «الزجاجة» تعني أن كل الكوكب تحولت طبقته الخارجية إلى ما يشبه الزجاج، وأنه يشع نوره من خلال الزيت المنصهر في داخله.

إن ما ذكره المولى عز وجل عن القمر في القرآن الكريم لم يصل إليه أي إنسان منذ أن خلق الله عز وجل آدم وحتى الآن، وهو ما يفتح الباب للتفكر في هذه الآية القرآنية العظيمة التي تتكشف حقيقتها في زمن وصل فيه الإنسان إلى اختراع مركبات فضائية متطورة وتلسكوبات متقدمة، وعلى الرغم من ذلك فقد بقي عاجزًا وفاشلاً عن الوصول إلى حقيقة كوكب القمر ومم يتألف، وهو ما يطرح تساؤلاً هامًا: أليست هذه آية من آيات الله البينات التي يقولها الحق تبارك وتعالى في زمننا هذا للذين كفروا بكتبه ورسله ليقول لهم إن الذين تعبدون من دون الله لن يدركوا أو يعلموا حقيقة كوكب القمر ولو اجتمعوا؟ فسبحانه الذي يكفيه أنه على كل شيء خلقه شهيد.

وهذه الحقائق عن النور والقمر التي بعثها المولى عز وجل عن طريق رسوله الصادق الأمين محمد ؟ يمكن إثباتها علميًا، وذلك بأن نقوم بتعريض كربون زجاجي (كربون غير متبلر) لحرارة عالية في عدم وجود أكسجين وهيدروجين (بأن نضعه في حيز به غاز خامل مثل غاز  «الرادون» حتى يتحول إلى سائل لزج (زيت)، ثم بعد ذلك نتركه يبرد قليلاً إلى أن يتحول سطحه من الحالة الزيتية إلى الحالة الزجاجية، وبعدها سنجد أن الكربون المنصهر أسفل السطح الزجاجي للكربون يشع نورًا (فوتونات من إلكتروناته نتيجة لإثارة ذراته).

ثالثًا: أكذوبة الهبوط على سطح القمر

بعد توضيح هذه الحقائق الواردة عن خالق الشمس والقمر رب السماوات والأرض، نقول إنه من المستحيل أن يقترب أي كائن حي أو أي جماد من غلاف القمر، وإن ما ذكره العلماء الأمريكيين والروس عن الهبوط على سطح القمر هو إحدى أكبر الأكاذيب الاستكشافية في تاريخ البشرية حتى الآن. وذلك لأن ما ذكروه عن القمر وتربته يختلف كليًا عما ذكره خالقه سبحانه وتعالى، وكذلك لأن القمر في حالة إثارة ذرية ومنصهر من أحد نصفيه وساخن ونشط من النصف الآخر ويشع نورًا وما يصدر عنه من نور لا يمكن أن يحتمله أي كائن حي يقترب من غلافه الخارجي، هذا بخلاف أن من صفات الكربون إنه يسمى ملك العناصر لقدرته التفاعلية مع جميع العناصر الأخرى, وإنه يجذب العناصر الكيميائية إليه كما يجذب المغناطيس الحديد، بمعنى أبسط أنه لو اقترب أي شيء من غلاف القمر الخارجي لجذبه الكربون إليه فيذهب هذا الشيء إلى داخل قلب القمر الكربوني بلا رجعة، وهو ما يعني أن المركبة أبوللو التي عادت من رحلة الهبوط المزعوم على سطح القمر كانت في مهمة من مهام الخيال العلمي التي اعتادت هوليود على إنتاجها في أفلامها... فإنا لله وإنا إليه راجعون.

هذه الكذبة الاستكشافية الكبيرة التي يفضحها القرآن تبين السبب الرئيسي في عجز الإنسان كل يوم عن الوصول إلى القمر بعد كل ما وصل إليه من اختراعات في مجال المركبات الفضائية، لكن أخطر ما في هذه الكذبة إنها وقفت حائط منيع ضد البحث العلمي وتسببت في أرباك كل المراكز البحثية وتعطيل فهم الفوائد العظيمة التي قدرها المولى عز وجل للكائنات الحية على سطح الأرض حين }... جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا ... { [يونس:5] , لأن ما يصدر عن الشمس من أشعة وما يصدر عن القمر الكربوني من نور يكمل بعضه وبعضاً لدورة الحياة على الأرض, وهو أمر يطول شرحه سوف نخصص له بحث آخر لكن يمكن تبسيط هذه العلاقة في الفوائد الصحية لنور القمر ليلاً والأثار السلبية لأشعة الشمس نهاراً على الحياة في الأرض.

تلك الكذبة الاستكشافية الكبيرة لم يعد لها مكان في عالم العقلاء والعلم, وسوف تكشف الأيام صحة ما ذكره خالق الشمس والقمر عنهما، ليكون ذلك آية للذين لايؤمنون بما أنزله الله على نبيه ورسوله الصادق الأمين محمد صلى الله عليه وسلم.

بحث وإعداد : سامح ناجي عبده  - صحفي وكاتب

تلك هي أحد الحقائق المنشورة بكتاب (الرق المنشور ... بيان لما هو مستور في الكتاب المسطور)

والمسجل له حقوق الملكية الفكرية في دولة الإمارات العربية وزارة الاقتصاد - إدارة حقوق النشر والتأليف

برقم (332-2012م) وله رقم الإيداع بدار الكتب والوثائق القومية المصرية (17751-2012م) ومسجلة بالهيئة العالمية للإعجاز العلمي بالقرآن والسنة رقم(73/م/ق/11)









التعليقات