المؤتمر العربي التركي الرابع للعلوم الاجتماعية يناقش قضايا الإقتصاد والتعليم والتنمية

رام الله - دنيا الوطن
  قال  مؤسس منتدى الفكر العربي وراعيه  الأمير الحسن بن طلال أن  اللقاء العربي- التركي  يصب في صالح تنمية الإقليم، ضمن منهجية التفكير القابلة للتطبيق، ، وخاصة في  قطاع التعليم والتحول إلى الإقتصاد المعرفي والإنتاجي وتأهيل القوى العاملة وتجسيد الفجوة بين التعليم ومخرجاته والإنتاج.

وأضاف في كلمة الإفتتاح  للمؤتمر العربي –التركي الرابع ، التي ألقاها نيابة عنه رئيس الوزراء الأسبق د.عدنان بدران  أن النهضة اساسها التعاون الإقليمي في كافة مجالات تكنولوجيا المياه والبيئة والحفاظ على الحرية المسؤولة البعيدة عن الإنفلات والتفتت،مشيرا إلى أن التعليم الجامعي يهدف لغرس  القيم في نفوس الباحثين وغرس الشجاعة الفكرية والتواضع الفكري ،كما ان تحديات المستقبل تصعب على القطر الواحد ،لذلك لا بد من التحدي الجماعي.

وأوضح الأمير الحسن ان العالم العربي يشهد تراجعا نوعيا في التعليم  إضافة إلى تراجع في التعليم التقني،منوها ان تعليم التفكير النقدي يتم بالإصلاحات الشاملة  ودعم البحث العلمي لغايات التنمية ، كما أوضح ان  البحث العلمي العربي يتراوح ما بين 02%-04% من إجمالي النفقات  ،وان حجم التسلح العربي يوازي 50% من حجم تجاة السلاح في العالم.

ومن جهته قال  رئيس اللجنة التظيمية للمؤتمر د.أحمد أويصال ، أن المؤتمر يبحث القضايا الإقتصادية والتعليمية والتنمية  التي تهم العرب وتركيا ،مضيفا أن الإقتصادين العربي والتركي  يحتاجان للتعاون المشترك لتحقيق التنمية الفاعلة ،ولذلك فإن المطلوب هو تدعيم المنظومة التعليمية   وطبيعة المشاركين لإثراء النقاش والخروج بنتائج.

وبدوره قال الأمين العام  لمنتدى الفكر العربي د.الصادق الفقيه أن التعليم والإقتصاد  هما أساس التنمية ويجب على مؤسسات البحث والفكر إعطاءهما الولوية القصوى، مضيفا أن الشراكة مع الاخرين في القضايا الكبيرة  المعقدة  تصل إلى نتيجةمفيدة.

وقال  المستشار السابق للرئيس التركي السيد رجب أردوغان  في مداخلة أن الإعلام المصري كان دائم المديح لتركيا  من حيث قوتها ونزاهتها ،وأنه طالب مصر ان تحذو حذوها ،لكنه بعد افنقلاب العسكري ،بدايهاجمها ويصفها بالدولة الفاشلة.

أما كلمة رئيس الشرف للمؤتمر  البروفيسور ياسين أقطاي  فورد فيها ان هناك هدفين لهذا المؤتمر الذي عقد نسخته الأولى عام 2010 ،هدفان  مهمام هما إنشاء خطاب جديد بديل عن خطاب الأمر الواقع الذي يضيع علينا حقيقتنا ،مطالبا بخطاب علمي ،فيما يكمن الهدف الثاني  في إعادة العلاقات العربية الإسلامية التركية وإعادة الفهم المباشر بدلا من الخطاب الغربي،لافتا :كنا  نرجع إلى المراجع الغربية لفهم العرب ، وأن العرب كانوا يفعلون الشيء ذاته لفهمنا.

وأكد ان فقدان التنمية  ألحق بالجميع الضرر الكبير  ،كما ان فهم علوم الإجتماع يدلنا على أسباب تراجعنا، متسائلا :لماذا لم نحقق تنمية كالغرب؟

وأجاب  أن الأمر يتعلق بالخطاب الإستشراقي لوجود بعض الذهنيات والقيم السلبية ،منوها إلى قولهم ان الحقوق اولا ، وكذلك العدالة ،وانهم إتهمونا بالعدالةالسلبية كشرقيين ،مشددا على ان العدالة والحقوق هما أساس التنية .

وقال ان علينا حل مشاكلنا  بالعقل والعاطفة معا ،فنحن أمة واحد عرب وترك ،مؤكدا أن كافة المشاكل التي تمر بنا  بسبب إنعدام العدالة والحقوق.

أما رئيس جامعة البترا د.مرروان مولى فقال  أن العدالة وعدم التهميش والتعددية وإحترام الإختلاف  ،أمور تعزز المواطنة والتعاون المشترك في الإقليم، مضيفا أن الإقليم يتعرض للمذهبية الطائفية وان علاج ذلك لن يكون إلا بالفكر الموضوعي المستنير والتعليم الهادف والحوار الهاديء للحفاظ على حق المواطن ووحدة الوطن.

ومن جهته قال السفير التركي في عمان   سادات اونال أن توقيت المؤتمر مهم ،لأن الجمهورية التركية تحتفل هذه الأيام بالذكرى 91 لتأسيسها  ،وأن التاريخ والجغرافيا والثقافة هي أركان العلاقات العربية التركية. لافتا أن العرب والأتراك عاشوا معا  ،وان ارضهم متصلة وثقافتهم واحدة ،كما شدد أن  المئة عام  التيمرت على الحرب الكونية الأولى أثرت سلبا على الجميع.

وبين ان الأتراك إنشغلوا  في تأسيس جمهوريتهم  وأهملوا الشرق الأوسط خلال الحر ب الباردة ،ولكن تركيا الجديدة  إنخرطت بعد هذه الحرب في شؤون المنطقة.مشددا على ضرورة العمل الجاد  لتحقيق امنيات شعوبنا وتوفير الغذاء والعمل والأمن والأمان للجميع ومنع الشباب من الإنخراط في التطرف والإرهاب .

وأكد السفير التركي ان الربيع العربي إنحرف عن مساره ،وان الإقتصاد بحاجة لإصلاح  وعقلانية وحريةوعدالة .

أما نائب  رئيس الوزراء التركي السابق البروفيسور  بشير اطلاي  فقال أن تركيا  تدعم مثل هذه المؤتمرات  من اجل تعميق التجارب  والخبرات والنائج ،وانهاتفكر بضرورة نبذ العنف والإرهاب ،كما اوضح ان لديها  حزب واحد حاكم وتنعم بالإستقرار ،ولديها تنمية وإحترام حقوق الإنسان ، ومستوى عال من الإنتاج ،لافتا انها قدمت الكثير من خبراتها  للدول العربية من اجل الإستفادة منها.

وأضاف أن بلاده أيضا تركز على التربية والتعليم المهني وتحاول  تطوير ما لديها من قدرات ،وانها لمست  نتائج إيجابية في الإقتصاد ، مشيرا إلى أن تركيا عملت على زيادة الجودة  ومنسوب الديمقراطية العالي ،وكذلك الحقوق المحفوظة ،لأن ذلك هو أساس التنمية والإقتصاد ،مشدداعلى الإنسان الحر منتج وان المجتمع الديمقراطي آمن.

واكد أن تركيا تنظر إلى العلاقات مع العالم الإسلامي بنفس النظرة للإتحاد الأوروبي،مختتما ان المنطقةتمر بمرحلة حرجة ،لكنه  شدد على ان قوة العلوم الإجتماعية  تعد جزءا من الحل.

وقال ان المنطقة تشهد إحتلالا  للأراضي الفلسطينية من قبل إسرائيل وهناك  أحداث دموية في كل من العراق وسوريا وليبيا  ،كما  أن اللاجئين السوريين  ينتشرون  في العديد من البلدان، لافتا أن عواصم الإقليم الكبيرة  حاليا مدمرة  وخربة ،ما يتطلب من الجميع  الخروج بأفكار بناءة تجاه القدس حتى لا يتم تهويدها ، لأن ذلك لن ينجح إلا بالتفكير الجماعي,

يذكر ان هذا المؤتمر نظمه منتدى الفكر العربي بالتعاون مع معهد التفكير الاستراتيجي SDE بأنقرة، وجامعة البترا، وبالشراكة مع الوكالة التركية للتعاون والتنسيق TIKA، ومؤسسة عبد الحميد شومان، والصندوق التركي للترويج. وشارك في هذا المؤتمر ما يزيد على مئة باحث وأكاديمي وخبراء وصانعي سياسات من تركيا، وعدد من الأقطار العربية.

ومن الشخصيات التركية المشاركة في المؤتمر: جودت يلماز، وزير التنمية، أ.د بشير آطالاي، نائب رئيس الوزراء السابق، أ.د. ياسين أقطاي، الرئيس الفخري للمؤتمر  ونائب رئيس حزب العدالة والتنمية، أ.د. أمر الله إشلار، نائب رئيس الوزراء السابق والخبير في العلاقات العربية التركية، د. نور الدين نيباتي، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية، أ.د. سابان كاليس، نائب رئيس مجلس التعليم العالي، الدكتور قدرة بلبل، رئيس الأتراك في الخارج والمجتمعات ذات الصلة  YTB، إضافة إلى أكاديميين ومسؤولين وإعلاميين .    

التعليقات