بيوت وشقائق نعمان تقصف وآلات بشرية بقطاع غزة

بيوت وشقائق نعمان تقصف وآلات بشرية بقطاع غزة
بيوت وشقائق نعمان تقصف وآلات بشرية بقطاع غزة
بفلم:د.كامل خالد الشامي
كاتب وباحث

من المؤلم حقا أن تري بيوتا كثيرة قد تحطمت ودمرت وتحولت إلي ركام وانتزعت منها الحياة بعد أن كانت تزخر بحيوية وتنمو في حدائقها شقائق النعمان والنعناع والبابونج, وتفوح من دواوينها رائحة القهوة وخشب اللوز والزيتون والبرتقال, وتنسج من علي أبوابها وشبابيكها قصص وحكايات كثيرة,ومع دوي كل انفجار تموت الحياة وتختفي تحت الركام ويصبح الشيء بلا قيمة وتصبح حياة الإنسان في غزة بلا قيمة.

لقد فقد الناس ممتلكاتهم وأحبائهم وقصصهم وحياتهم وحتى شقائق النعمان قتلت, مشاهد مؤلمة أن يعود أصحاب البيوت المدمرة إلي حطام بيوتهم والدموع تملئ عيونهم يبحثون تحت الركام عن شيء يرتدونه أو يلتحفونه, يبحثون عن ورقة أو بطاقة هوية, أو عن صورة لحبيب, لكن دون جدوى فالقنبلة كانت أظلم وكانت أسرع , لم تبقي شيئا ولم يعد بالإمكان عمل شيء, حضارة تختفي تحت الركام.عندما دمرت ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية, رفع الحلفاء كل القيود عنها وأعادوا بنائها,ومن المفترض يتم إعادة أعمار غزة التي دمرت زورا وبهتانا وأن ترفع عنها القيود.

غزة التي تعاني من الفقر والبطالة اللتان أصبحتا من سمات المجتمع تحاول المستحيل للبقاء علي قيد الحياة, فشواكيش بعض فقرائها تظهر بعد الحرب بعد أن تدمر البيوت يطرقون الحديد من الباطون في أعمال شاقة بحكم الفقر يبيعونه بأسعار رمزية ليسدوا به رمقهم وهكذا يفعلون مع الباطون يهشمونه ليصبح قطعا صغيرة تستخدم من جديد لأعمال البناء, شباب يتحولون إلي آلات بشرية, أعمال شاقة ممزوجة بالحزن والألم والغضب, يعاقبون دون جريمة.

في الكرفانات التي أعدت لتكون مأوي مؤقت لمن دمرت بيوتهم يزداد الخوف من الغرق نتيجة الأمطار والسيول التي تحيط بها , فهذه البيوت المصنوعة من صفيح رقيق غير مناسب, غير مبطنة وغير معزولة وهي لا تقدم مأوي مريحا لسكانها , كما أنها عرضة لاشتعال النار بسبب نوعيتها الرديئة وعدم عزلها, فهل سكان الكرفانات علي موعد مع جريمة جديدة.

في الأروقة السياسية كر وفر ووفاق ورعد وبرق وخصام ووعود فارغة, ومعابر مغلقة لكن الحل علي ما يبدوا ليس جاهزا ولا يلوح في الأفق القريب أو البعيد , وكأن الزمن توقف وتجمدت مكوناته, ولم يعد باليد حيلة, اقبلوا من نملية عليكم, وكأننا بحاجة إلي كائنات فضائية تحل لنا مشاكلنا
[email protected]

التعليقات