رؤية أمريكية جديدة لوقف المشروع الفلسطيني لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة

رؤية أمريكية جديدة لوقف المشروع الفلسطيني لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة
بقلم الأستاذ الدكتور/ رياض علي العيلة 

سجل عام 1991 انعقاد مؤتمر مديد ليشكل بداية لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وذلك بحضور مندوبين ممثلين عن دول الاتحاد الأوروبي وروسيا الاتحادية والأمم المتحدة والإدارة الأمريكية إلى جانب الوفود العربية من سورية ومن مصر والوفد الأردني الفلسطيني المشترك... لإجراء المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي الذي أناب عنه رئيس الوزراء آنذاك " اسحاق شامير"...

ففي أثناء انعقاد مؤتمر مدريد... كان مسارا سريا تفاوضيا يجري في العاصمة النرويجية "أوسلو" برعاية نرويجية ومشاركة من قبل ممثلين عن منظمة التحرير الفلسطينية وعن الحكومة الإسرائيلية!!... فمؤتمر مدريد أسفر عنه احتفال بروتوكولي أسَرَّ المشاركين... وأقلق الشعب الفلسطيني الذي لم يلمس وقتها أية نتائج ايجابية تجاه مأساته وإنهاء الاحتلال... وربما كان ذلك لترك النتائج والنجاح!! يسجل لمسار مفاوضات أوسلو... والتي أسفر عنها الوصول لاتفاق أوسلو الذي تبعة اتفاقات مكمله...بحيث تم الإعلان والتوقيع عليه في العاصمة الأمريكية " واشنطن" ليكون بداية تأسيس مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس!!!....

وبعد مرور ما يزيد عن عقدين من فرحة اتفاق واشنطن!!! الذي أعقب مؤتمر مدريد ومسار أوسلو السري... لا زالت القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني في وحل نقطة البداية!!! وتراوح مكانها!!!

وردا على ذلك ... وبعد وصول القيادة الفلسطينية إلى قناعة راسخة أن المفاوضات على مدار أكثر من عقدين لم تسفر إلا عن ترسيخ للاحتلال...وزيادة وتيرة الاستيطان.. حتى وصل الأمر بحكومة الاحتلال إلي إغلاق المسجد الاقصى أمام المصلين، وإلى عرض مشروع على البرلمان الاسرائيلي للتصويت على تقاسم (زماني ومكاني) لعتبات المسجد الأقصى بما فيها المسجد العمري وقبة الصخرة المشرفة... مما استدعى إعداد مشروع سياسي لعرضه على الأمم المتحدة... تطالب من خلاله بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة... وقبل أن يتم عرضه بشكل رسمي على الهيئة الدولية...سارعت الإدارة الأمريكية لإنقاذ حليفها نتينياهو – الذي لم يترك فرصة إلا ويوجه الإهانات لرئيسها ووزير خارجيتها - وانتشال حكومته من الوحل الانتخابي المبكر... عبر ابلاغ  القيادة الفلسطينية عن نيتها عرض أفكار "على شكل مشروع"  لتكون بديلة لمشروع الاستقلال الفلسطيني وجلاء الاحتلال...

وتأسيسا على ما سبق... فإن الواقع  بجوانبه المختلفة الذي تعيشه القضية الفلسطينية على الرغم من الالتزام الفلسطيني!! بالرعاية الأمريكية غير النزيهة للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ومشروعها "حل الدولتين" المتفق عليه...ولكن كل حسب رؤيته!!!

كما أن الأفكار الأمريكية التي ستطرحها على شكل مشروع بعد التشاور!! على القيادة الفلسطينية ... لن تختلف عن سابقتها من الأفكار والمشاريع والضمانات التي عرضتها على القيادة الفلسطينية منذ ما يزيد عن عقدين...بل تأتي هذه الأفكار اليوم..فقط...فقط.. فقط... لإفشال المشروع الفلسطيني المطالب بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس... فلنرفض هذه الأفكار... ونتمسك بمشروعنا لنيل الاستقلال وإنهاء الاحتلال... ورفع كل أشكال الحصار والاضطهاد لشعبنا الفلسطيني... فلتستخدم الإدارة الأمريكية سلطتها من خلال التصويت " بالفيتو" على المشروع الفلسطيني...لأن استخدامها سيكون وصمة عار جديدة في جبين الإدارة الأمريكية التي لم تلتزم بمبادئ الرئيس جورج واشنطن قائد الاستقلال الأمريكي الذي حرر  بلادة من نير الاحتلال البريطاني.. وخذلان للدول المؤمنة بالحق الفلسطيني  في إقامة دولتهم بجانب إسرائيل، وإنهاء المشكلة الفلسطينية التي أورثها الاحتلال البريطاني للشعب الفلسطيني... ولم يستطع المجتمع الدولي حلها ...كما استطاع حلها في كوسوفو... يوغوسلافيا ... ليبيا ... العراق ... أفغانستان...وأخيرا في محاربته للدولة الإسلامية – داعش- في العراق وبلاد الشام حيث لملم دولا ليشكل حلفا دوليا لوقف تمددها..على الرغم من أن منشأها هو أصلا ذلك التحالف...وأختلف مع داعش عندما اختلفت مصالحه معها...والتي نأمل وندعو دائما أن تختلف مصالح الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي مع حكومة " بنيامين نتنياهو" اليمينية...ليتشكل التحالف الدولي لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة...التي اتخذ قرار إنشائها حسب القرار 181 لعام 1947 بتقسيم فلسطين إلى دولة عربية وأخرى إسرائيلية...لماذا لم تستطع المنظمة الدولية بتحالفاتها أن تنفذ قرارها!!! هل لأنها أداة من أدوات السياسة الخارجية للادارة الامريكية؟ أم ماذا؟!! فمتى يصبح المجتمع الدولي منصفا للمضطهدين في فلسطين...والتي لا تمر سنتين إلا طائرات وبوارج ودبابات الاحتلال الإسرائيلي تدمر الأخضر واليابس ... وما عدوان الواحد وخمسين يوما من هذا العام ... إلا دليلا .. فمتى سينصف المجتمع الدولي شعب فلسطين وينهي الاحتلال ...ويقيم دولته المستقلة...ليعيش في أمن وآمان...كباقي شعوب المعمورة!!! 

التعليقات