قوات الاحتلال تعتقل مريضاً ومرافق مريض في حادثين منفصلين وتواصل تشديد حصارها المفروض على قطاع غزة

رام الله - دنيا الوطن
تتواصل معاناة الفلسطينيين من سكان قطاع غزة بسبب استمرار الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال على قطاع غزة، ولاسيما بعد إغلاق معبر رفح البري إلى أجل غير مسمى، وتتفاقم معاناة المرضى وغيرهم من الحالات الإنسانية في ظل استمرار القيود المفروضة على حرية حركة وتنقل السكان في قطاع غزة وسيطرة قوات الاحتلال على المعابر. وتواصل تلك القوات استغلال سيطرتها وتحكمها الفعّال والمطلق في المعابر التي تربط قطاع غزة في استخدامها كمصيدة لاعتقال الفلسطينيين وابتزازهم، حيث اعتقلت مريض ومرافق مريض في حادثين منفصلين من معبر بيت حانون (إيرز).

وحسب تحقيقات مركز الميزان الميدانية فقد اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي المتمركزة عند معبر بيت حانون (إيرز) عند حوالي الساعة 15:00 من مساء يوم الاثنين الموافق 27/10/2014، المريض: محمد ربحي أنيس أبو خليفة (31 عاماً)، أثناء سفره من خلال المعبر للعلاج في المستشفى العربي التخصصي في محافظة نابلس في الضفة الفلسطينية. وأفاد ذوي المعتقل أنه تلقى بلاغاً من الشئون المدنية يفيد بسماح سلطات الاحتلال له بالسفر للعلاج مساء اليوم السابق، وذهب بمرافقة عمته: ختام سعيد أبو خليفة، عند الساعة 8:30 من صباح الاثنين نفسه، ودخلا المعبر عند حوالي الساعة 14:30 مساءً، وعند وصولهما المعبر أعادت قوات الاحتلال عمته واعتقلته. وبعد متابعة من محامي مركز الميزان علموا أنه ممنوع من الزيارة حتى يوم الثلاثاء الموافق 4/11/2014. وتفيد المعلومات التي حصل عليها مركز الميزان أن المريض أبو خليفة توجه إلى المستشفى لأنه يعاني من تيبس في النخاع الشوكي.

كما اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي المتمركزة عند معبر بيت حانون (إيرز)، عند حوالي الساعة 9:30 من صباح يوم الثلاثاء الموافق 28/10/2014، المواطن: حسن محمد حسن مهنا (39 عاماً)، أثناء سفره من خلال المعبر، مرافقاً لوالده المريض وهما في طريقهما للعلاج في مستشفى المقاصد في القدس المحتلة. وتفيد التحقيقات الميدانية أن سلطات الاحتلال أبلغتهم في اليوم السابق بالموافقة على مرورهم عبر معبر بيت حانون (ايرز)، وعند وصولهما المعبر أعادت المريض: محمد حسن العاصي مهنا (69 عاماً)، الذي توجه إلى مستشفى المقاصد لإجراء فحوصات لأنه يعاني من ألم في صدره، وهو لا يستطيع السير بمفرده، وأعيد بسيارة الإسعاف إلى مكان سكناه في مدينة رفح، فيما اعتقلت نجله حسن.

هذا وتتفاقم معاناة سكان القطاع ويتهدد الموت مصير عدد من المرضى، فيما تتشرد كثير من العائلات التي قدمت لزيارة القطاع بعد إغلاق السلطات المصرية لمعبر رفح، وعدم قيام سلطات الاحتلال باتخاذ أي تدابير من شأنها أن تؤمن سفر هذه الفئات دون أن تخضعها للابتزاز و المساومة أو الاعتقال بصفتها القوة المحتلة وهذا التزام يقع على عاتقها بموجب القانون الدولي.

مركز الميزان إذ يجدد استنكاره الشديد لاعتقال المرضى ومرافقيهم، واستمرار حرمان المرضى من سكان القطاع من الوصول إلى المستشفيات عبر رفض منحهم تصاريح المرور أو المماطلة في اصدار التصاريح أو اعتقالهم هم أو مرافقيهم، فإنه يرى في ذلك انتهاكاً لقواعد القانون الدولي الإنساني، ولا سيما الفقرة (2) من المادة (38) من اتفاقية جنيف الرابعة التي تلزم سلطات الاحتلال بتقديم العلاج الطبي للمرضى والرعاية في المستشفى، وفقاً لما تقتضيه حالتهم الصحية، وذلك بقدر مماثل لما يقدم لمواطني الدولة نفسها. كما تنتهك معايير حقوق الإنسان التي أكد عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادتين (22 و25)، والمادة (12) من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

مركز الميزان يطالب المجتمع الدولي بالتحرك لضمان احترام قواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان خاصة والعمل على رفع الحصار المفروض على قطاع غزة ويشكل جريمة عقاب جماعي، كما يطالب المركز بضرورة ضمان حرية الحركة والتنقل لسكان قطاع غزة سواء للضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية أو للعالم الخارجي.

التعليقات