عوامل نجاح المؤتمر العام السابع لحركه فتح

عوامل نجاح  المؤتمر العام السابع لحركه فتح
كتب بركات الفرا
سفير فلسطين السابق في جمهورية مصر العربية

لعل جميع أبناء الحركة حريصون على نجاح المؤتمر العام فى حال انعقاده وان  يحقق أهدافه كاملة غير منقوصة، وهذا يتطلب جهد الجميع بكل تأكيد والأمر ليس مجرد أماني ، ولكن الأماني حتى تتحقق لابد من عمل جاد ومتواصل يرتكز على أسس وقواعد موضوعية، ولعل أبرز وأهم عوامل نجاح المؤتمر ما يلى :

أولاً : تحديد أهداف المؤتمر

لعل تحديد أهداف المؤتمر تمثل الركيزة الأساسية فى نجاحه، وكلما كانت الأهداف تنسجم وطموحات أبناء الحركة وأهداف الشعب الفلسطيني، كلما استطعنا أن نعمل من اجل انجازها، ويجب أن تحدد الأهداف بدقة متناهية، وألا تكون أهداف فضفاضة غير محدده المعالم، فوضوح الأهداف عامل هام لإنجاحها كما يجب أن تكون الأهداف قابله للتنفيذ اى أهداف فى متناول اليد وتتناسب مع الإمكانات المتاحة، ويجب أن نفرق بين مجموعتين من الأهداف  :

1- المجموعة الأولى: تهدف مرحليه فى فتره زمنيه قصيرة لا تتجاوز سنه إلى ثلاث سنوات، وبخاصة الأهداف التي تتعلق بالبناء الهيكلي للحركة ومسيرة التطور والتحديث المستمرة، اضافة الى الأهداف الخاصة بالوحدة الوطنية والشأن الفلسطيني السياسي ومسيره السلام مع الجانب الاسرائيلى، وبناء الدولة ومؤسساتها وبناء الكادر الحركي.... الخ.

2- المجموعة الثانية، وهى أهداف استراتيجيه تحتاج الى وقت طويل نسبيا لنجازها، هذه الأهداف تتمثل أساسا فى الحالة التي نريد أن نرى الحركة عليها فى المستقبل ، اى خلال 5-10 سنوات، ولا توجد حركة او حزب إلا ولديه أهداف استراتيجيه يسعى الى تحقيقها، أيضا هنالك أهداف استراتيجيه تتمثل فى رؤية الحركة المستقبلية للدولة الفلسطينية ومستقبل الشعب الفلسطيني فى الوطن وفى الشتات وبالتالي منظمه التحرير الفلسطينية ومستقبلها ودورها، كذلك التنمية الاقتصادية الذى هو ركيزة للاستقلال السياسي، فلابد ان تكون رؤية تكاملية وشموليه لدى الحركة للمستقبل من مختلف الجوانب.

ثانيا: عدد أعضاء المؤتمر

من عوامل نجاح المؤتمر عدد الأعضاء المشاركين، وكلما كان العدد اقل كلما كانت فرصه النجاح اكبر والعكس صحيح، ولعل من سلبيات المؤتمر العام السادس، ان عدد أعضاء المؤتمر كان عدة آلاف، وكان أشبه بمهرجان كبير وليس مؤتمر يضع خطط استراتيجيه لتحقيق أهداف محدده وكان المؤتمر مثل سوق عكاظ، ولكن كان المبرر لذلك ان الفترة مابين المؤتمر الخامس والسادس حوالي 20 سنه، ولكن الآن الوضع مختلف، ولعل العدد لمؤتمر ناجح ألا يتجاوز 750 عضو على الأكثر، حتى يكون هناك مجال للتقويم والمشاركة الفعالة ولضبط ايقاع المؤتمر .

ثالثا: نوعيه أعضاء المؤتمر

فكلما كانت إفرازات الأطر المنتخبة تعبر عن حقيقة الأوضاع التنظيمية، وكلما كان الالتزام بالنظام الداخلي اخذ مجراه، كلما كان ممثلوا الأقاليم يعبرون عن القواعد الحركية بشكل مناسب، وهنا أتمنى ان نميز بين أمرين:

1- أعضاء لجنه الإقليم، الذين يتم انتخابهم لقياده العمل الحركي اليومي فى الإقليم بمختلف صوره وإشكاله.

2- أعضاء المؤتمر  الممثلين للإقليم فى المؤتمر العام السابع، والذين أرى من الأهمية ان يتم انتخابهم بجانب لجنة الإقليم حتى لا ينحصر عضويه المؤتمر العام فى أعضاء لجان الأقاليم، ويحق لاى عضو لجنه اقليم ان يترشح لانتخابات أعضاء المؤتمر العام فى الإقليم.

بهذه الطريقة نستطيع ان نصل الى أكفأ الكوادر المعبرة عن نبض القواعد الحركية ، وتكون نوعيه الأعضاء هى النوعية المرغوبة والتى سيكون لها إسهاماتها المتميزة فى إعمال المؤتمر.

ويجب ان نقدر ان المؤتمر مفروض عليه أعضاء اللجنة المركزية وأعضاء المجلس الثوري وأعضاء المجلس الاستشارى، وهؤلاء اعتقد ان غالبيتهم أمكانتهم تم التعرف عليها خلال السنوات الخمسة الماضية وبالتالي من الصعب ان يضيفوا الكثير للمؤتمر، ولكن الكوادر الجديدة المنتخبة (المنتخبة) هى التي ستشكل الاضافة الجديدة.

رابعا: الالتزام بعدم تمثيل اى إقليم او مؤسسة او تنظيم شعبي لم تجرى انتخابات حركية وفق النظام الداخلي وانتخاب أعضاء للمؤتمر العام حتى نبتعد عن مبدأ التعيين فالتعيين أضراره أكثر بكثير من منافعه وقد يوقع المؤتمر فى جدل لا داعي له ويكون هناك هناك تشكيك فى عضويه هذا الكادر او ذاك او هذا محسوب على الطرف او ذاك الطرف ونحن فى غنى عن كل ذلك ويجب ان نبعد المؤتمر عن الوقوع فى هذه الدائرة الخبيثة.

خامسا: تحقيق المصالحة الداخلية قبل عقد المؤتمر ، وهى ركيزة أساسيه لنجاحه فإذا لم تتحقق المصالحة الداخلية، فمن الصعب أن نخرج بمؤتمر ناجح يحقق أهدافه، وتحقيق المصالحة، يتطلب المصارحة وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة وأعمال قانون المحبة والأخوة، وفي نفس الوقت تنقية الأجواء التي تسود المؤتمر حتى تكون الأجواء مهيئة لمؤتمر عام ناجح، ومن الواجب أن يلتقي الفرقاء قبل المؤتمر وهذا يقع على عاتق اللجنة المركزية والمجلس الثوري، وبدون المصارحة ستظل النار تحت الرماد يمكن أن تتأجج في أي لحظة وتعكر صفو المؤتمر وتحرفه عن مساره الذي يجب أن يسير فيه .

سادساً: تجنيب المؤتمر سياسة المحاور التي تعرض لها المؤتمر العام السادس، فقد كانت تلك السياسة أحد عوامل ضعف المؤتمر وعدم قدرته على تحقيق أهدافه، وهذه السياسة فاشلة وتجعل مخرجات المؤتمر رديئة علاوة على ما تخلفه من بغضاء بين أبناء الحركة، وحتى نتجنب ذلك يجب التفاهم المسبق بين القيادة على ذلك .

سابعاً: اللجنة التحضيرية للمؤتمر

ان اختيار أعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر أحد عوامل نجاحه، ويجب أن لا يكون الاختيار على أساس جغرافي او تمثيلي فئوي، بل بجب ان يكون على أساس علمي موضوعي يعتمد معيار الكفاءة ومعيار الضمير، ويفضل ان نضع شروطاً في أعضاء اللجنة التحضيرية يتمثل في التزام العضو بعدم الترشح على الأقل للجنة المركزية حتى نضمن حيادية اللجنة وعدم عملها لحساب او لحسابات قد تدفع في اتجاه سياسة المحاور غير المرغوبة، ويجب ان يتم تحديد سقف زمني لعمل اللجنة مع منهجية واضحة متفق عليها لعملها .

ثامناً: الإعلام

فلا بد من أن تكون هناك حملة إعلامية موجهة من الان في اتجاه التوعية  بأهمية عقد المؤتمر والأهداف المرجوة, إضافة الى إضفاء أهمية كبيرة على المؤتمر العام على الصعيد الفلسطيني والعربي والإقليمي والدولي، حتى تظل الأنظار تتجه نحو هذا المؤتمر العام لحركة فتح بكل تاريخها ونضالها ورموزها وشهدائها وأسرارها وجرحاها ودورها الوطني في قيادة النضال الفلسطيني نحو الاستقلال والحرية والدولة المستقلة وعاصمتها القدس .

تاسعاً: اختيار لجان المؤتمر وأعضاء اللجان

يجب أن يتحدد عدد اللجان ومسمياتها، والا يشارك العضو في اكثر من لجنة حتى تكون هناك جدية في المشاركة والا ينتقل العضو بين اللجان بمجرد ان يضع اسمه هنا او هناك .

عاشراً: رئيس الحركة, الأخ الرئيس أبو مازن وما يمثله من رمزية للحركة يقع على عاتقه دور كبير في ان يكون المؤتمر العام السابع مؤتمراً للتخطيط  المستقبلي وانتخاب قيادات قادرة على قيادة الحركة وتحقيق أهداف المؤتمر التي يتم التوافق عليها، فالرئيس ابو مازن يمثل صمام الأمان بكل موضوعية .

 

التعليقات