رصاصات "غليك" والرد المتوقع

رصاصات "غليك" والرد المتوقع
كتب غازي مرتجى
شهدت ليلة "الاربعاء - الخميس" محاولة لاغتيال احد غُلاة المتطرفين المستوطنين يهودا غليك , فور الحادث اتهمت الجهات الامنية في دولة الاحتلال الفلسطينيين بوقوفهم خلف الحادث , وفي تفاصيل الحادث اعلنت شرطة الاحتلال عن اطلاق شخص يركب دراجة نارية النار من مسافة صفر على المتطرف غليك في القدس الغربية .

لمع اسم يهودا غليك مؤخراً فقد كان مسؤولا عن عمليات اقتحام المسجد الاقصى الدورية وكان يستمتع بتدنيس المسجد بحفلات مصورّة وحركات تنّم عن شخصية مريضة متطرفة مُستفزّة لأبعد الحدود .

بعيداً عن تأكيد الجهة المنفذة فلو لم يكن فلسطينياً من نفّذ عملية الاغتيال ستجعل اسرائيل العملية فلسطينية خالصة لأهداف شيطانية توّد تنفيذها منذ زمن .. لكنها تنتظر اللحظة المناسبة .

مشروعا قرار مرّر الكنيست احدهما بتقسيم المسجد الاقصى زمانياً والمشروع الثاني يهدف لتقسيم الاقصى مكانياً بفرض حائط البراق كمكان مخصص للاسرائيليين فقط وحفر نفق طويل يصل من القدس الغربية الى حائط البراق والمسجد الاقصى عبر قطار سريع , وهذا استمرار للحفريات المشبوهة المستمرة منذ سنوات اسفل المسجد الاقصى والتي ستؤدي حتماً يوماً ما الى انهياره .

العقلية الاسرائيلية المتطرفة مُكبلّة بقيود دولية تمنعها من تنفيذ ارادتها الاستيطانية مرحلياً ولو كان العالم كله متفرجاً وموافقاً على الاجراءات الاسرائيلية لأنهت اسرائيل مشكلتها في القدس بتهويدها كاملة وباحتلال كل المناطق التي تريدها في الضفة الغربية , لكن الضغوط الدولية ومحاصرة الديبلوماسية الفلسطينية للخطوات الاسرائيلية الاستيطانية يؤخر المشاريع الاسرائيلية ويلجمها لفترة معينة .

تستغل اسرائيل الاحداث الطارئة "أحسن" استغلال لصالح المشروع الصهيوني الكبير , وفي حادثة خطف المستوطنين وقتلهم في مدينة الخليل قبل اشهر اربعة مثال واضح لمدى استفادة اسرائيل من التعاطف الدولي الذي جلبته تلك العملية "المشبوهة" حتى اللحظة والتي لم يُعرف تفاصيلها كاملة بعد فقدان كافة الحلقات التي يُمكن أن تصل بنا إلى الحقيقة وليست الحقائق الاسرائيلية التي فرضتها على الاعلام العربي قبل الغربي  , وفي عملية اغتيال "غليك" ستحاول اسرائيل الاستفادة من العملية قدر الامكان وستعمل على تطويع "غضب" المستوطنين وتفعيل الماكينة الاعلامية الكاذبة للوصول الى اهدافها الخبيثة وخاصة في المسجد الاقصى ومدينة القدس .

من الخيارات المطروحة ان يقوم عدد من "دواعش" المستوطنين باقتحام المسجد الاقصى ومحاولة ايذاء المرابطين والمصلين فيه وهذا سيؤدي الى اندلاع اشتباكات قد تكون عنيفة النتائج وستكون تلك الاشتباكات بمساعدة قوات الاحتلال التي ستكب بنزيناً على النار التي ستندلع وستستغل اسرائيل ذلك كمحاولة منها لانهاء حالة المرابطين بالاقصى واخافتهم لتنفيذ اجنداتها الاستيطانية في الاقصى .

وخيارات أخرى مطروحة بأن يقوم الكنيست الاسرائيلي بالموافقة على مشروعي القرار المقدمين لها وتدعّي بماكينة اعلامها الكاذبة ان الموافقة على المشروعين لكبح جماح المتطرفين الذين هدّدوا رئيس وزراء اسرائيل وخرجوا بتظاهرات فور محاولة اغتيال غليك , وهذا سيشعل النار ذاتها في المسجد الاقصى والتي قد تمتد حرائقها لتصل كافة المناطق الفلسطينية .

ما بعد محاولة الاغتيال للمتطرف "غليك" هي المرحلة الأخطر , ومن المفترض ان تكون قيادة الشعب الفلسطيني سبّاقة على التفكير الاسرائيلي الذي اعتاد على الاستفادة من عمليات الانتقام الفلسطينية المُحقة والشرعية وفق القانون الدولي .. ويجب التخطيط وأخذ كافة التدابير لمنع اسرائيل من تنفيذ مخططاتها واهدافها بداعي هذه العملية البطولية .

على كافة القوى الوطنية والاسلامية الخروج بتظاهرات عارمة يوم الجمعة والذي قد يشهد احتكاكات واسعة وعمليات انتقامية من المستوطنين , وكذلك يجب التوحّد خلف "رأي" واحد وعدم الشذوذ والتغريد خارج السرب بما يضّر الديبلوماسية الفلسطينية ويجرح الكرامة المقدسية .

محاولة اغتيال "غليك" وان تأكّد ان من يقف خلفها "فلسطيني" فيجب الوقوف احتراماً له لانتقامه لمشاعر الشعب الفلسطيني بكافة اماكن تواجده عن استخفاف غليك وامثاله من المتطرفين بالمشاعر الفلسطينية واعتباره اقتحام المسجد الاقصى "تسلية" لا يُمكن الانتقام لها .. !

التعليقات