صور.. العلاج بالخارج ترفض تحويل جرحى يحتضروا في غزة والصحة ترد

صور.. العلاج بالخارج ترفض تحويل جرحى يحتضروا في غزة والصحة ترد
رام الله - دنيا الوطن
عندما يستصرخك إنسان يفقد اعز ما يملك أمان عينيه في هذه الحياة، فانك لا محالة تحاول قدر الإمكان تقديم المساعدة لا لشيء إلا لإنسانيتك في تلبي حاجته وتساعده في محنة تتمنى ان لا تقع فيها خماصا وبنطان.

ربما يصعب على كائنا بشريا ان يتجاهل استغاثة تصاغ بصرخات كانت تخرج من عروق عميقة لصاحبها يحاول جاهدا انقاذ والده من موتا محقق اذا لم يتلقى التحويل المناسب للعلاج خارج قطاع غزة.

وهذا ما لم تفعله غرفة التنسيق للعلاج في الخارج في قطاع غزة حسب عائلة النادي، التي تراقب والدها ذا الاصابة البالغة في الرأس، وهو يزفا لحما وينذر جهاز الكتروني بقربه رحيله إكلينيكيا من الحياة خلال أيام.

يقول عماد وهو نجل الجريح سعيد النادي، والذي رافقه خلال رحله علاجا الى مدينة نابلس بالضفة الغربية حيث اصيب خلال الحرب على غزة، واصيب بشظايا قذيفة اسرائيلية سقطت على منزلهم ليلة عيد الفطر السعيد فاقد المعنى والسعادة على قطاع غزة حينها خلال العمليات العسكرية الاسرائيلية.

ويضيف عماد 29 عاما ان مستشفى نابلس تذرع بوجود جرثومة لإعادة والدها لغزة ولكنه رفض إرجاعه لأنه في وضع صحي يسير بتحسن ولو بقي لفترة أطول سيتماثل للشفاء وحدثت إشكالية مع إدارة التنسيق والتحويل وتم إرجاع الجريح النادي الى غزة في مستشفى الوفاء والذي نقل الى وسط القطاع بعد قصف المبنى الرئيس شرق مدينة غزة.

ويزيد سعيد ان والده يعاني من تجلطات وكروح عميقة في الجلد وصلت الى العظم، ويستطيع ان بشري ان يشاهدها بالعين المجردة عدا التحويل للخارج كما يقول سعيد والكلمات اليائسة والمتوترة تواصل الزمجرة أثناء حديثه أمام والدته التي ما تلبث ان تصمت حتى تعاود بسلاحها الوحيد وهو الدموع التي تغدق على وجنتيها،على حال زوجها، حيث يصعب وصف حال إنسان ينتظر موت رب أسرته.

أما الشاب علي الكتناني والذي تحدث وهو على فرش الاصابة يتحدث بصوت خافت اعيه النداء والصراخ والمناشدة، حتى يتم علاجه،ويعاني قطاع غزة من نقص حاد في المعدات اللوجستية لإجراء فحوص طبية شاملة، وأدوات مخبريه حديثة تستطيع الكشف عن أمراض خطيرة أو عضال، حيث يتم تسريح المرضى الى الخارج سواء الى مصر او غيرها من الدول وكثيرا الى اسرائيل على نفقة السلطة الفلسطينية او على نفقاتهم الخاصة.

في حين قال الفتى محمود نصر والذي اصيب أيضا في الحرب الخيرة على قطاع غزة، شأنه كما 11 ألف فلسطيني، يقول وهو طريح الفراش، بدون أطراف، حيث فقد قدمه وجزء من جهازه العصبي، حيث بدا يخرج الكلمات قسرا، في حديثه" عن أماني التي أمست الحصول على تحويله خارجية فقط لفتى فلسطيني يعيش في قطاع غزة، والتي أصبحت قاب قوسين أو أدنى للحصول عليها، ولكن هذا الكلام كان " لتصبيرهم بأنهم على وشك الحصول عليها دون جدوى من قسم التحويل للخارج في رام التابعة للسلطة الفلسطينية، والتي تدير هذا القسم منذ الانتفاضة الأولى.

بدورها ردت وزارة الصحة الفلسطينية الاتهامات بالجملة لمديرة التحويل في الخارج حيث قالت مساء أمس الخميس على أنها تضع ملف تقديم الدعم لأهالي قطاع غزة في سلم أولوياتها.

جاء ذلك في بيان صادر عن الوزارة للرد على بعض الانتقادات التي وجهت لها على خلفية ملف التحويلات الطبية في قطاع غزة.

وقال البيان: "إن الهجمة الشرسة التي تعرضت لها دائرة شراء الخدمة الطبية وطالت الطبيبة أميره الهندي مسئولة الملف يقف وراءها المتضررون ليس من المرضى وإنما من كانوا يستغلون المرضى والذين لم يرق لهم العمل المنظم والذي يعمل على الاستغلال الأمثل لموارد التحويلات والتي كانت تصل الى 35 مليون شيكل للمستشفيات الإسرائيلية في شهر واحد".

وتابعت الوزارة في بيانها " إن ما تقوم به دائرة شراء الخدمة الطبية من تحويلات إنما تصدر بناء على توصيات لجان متخصصة وليست قرارا فرديا، ولقد حاول هؤلاء تشويه الصورة بكل الاتجاهات.

وأضاف: ولم يكن اختيار أميرة الهندي إلا بسبب أدائها ونزاهتها بعيدا عن أي ضغوط أو محسوبيات وإن إدارة هذه الوحدة مبني على بروتوكولات عملت وزارة الصحة على ترسيخها ولا تصدر أية تحويله طبية خارجها".

وأنهت وزارة الصحة بيانها بالقول:" إن عيوننا دائما تتجه نحو أهلنا في قطاع غزة وهناك العشرات من التحويلات التي تصدر يوميا لأهلنا في المحافظات الجنوبية وإننا نعمل جاهدين على استكمال العمل لتسير عمل التحويلات في الضفة أو غزة على حد سواء دون تمييز بين أي مواطن وأخر ونعطي الحق لمستحقه فقط".






التعليقات