بمناسبة السنة هجرية جديدة .. كل عام وأنتم بخير

بمناسبة السنة هجرية جديدة .. كل عام وأنتم بخير
كل عام وأنتم بخير بمناسبة رأس السنة الهجرية الجديدة 1436 هـ
والتي تصادف يوم السبت 25/ 10 / 2014 م
ونسأل الله أن تكون هذه السّنة بداية خير على المسلمين وبلاد المسلمين
ويزرقكم الله ويحقق لكم ما تتمنّون .....
يا رب تكون خير وبركة على جميع بلاد المسلمين

أنــت أكــيد بـتــحب حبيــبك محــمد صلى الله عليه و سلم
فلتــقرأ عن هــجرته
.
(❁◕ ‿ ◕❁)
.
لقد كانت الهــجــرة النبـــوية من مكّــة المشـرفة إلى المدينة المنـّـورة حدثــا تاريخيّــا عظيمـــا، ولم تكنْ كأيِّ حدث، فقد كانت فيصلاً بين مرحلتين من مراحــل الدعــوة الإسلامية، هما المرحلة المكّــية والمرحــلة المــدنية،
.
وإذا كانت عظمة الأحداث تُقـــاس بعظمة ما جــرى فيها والقـــــائمين بها والمكـــان الذي وقعت فيه، فقد كان القائم بالحدث هو أشرف وأعظم الخلق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ولا أشــرف مكانـــا وأعظم من مكّــة والمدينة،
.
وقد غيّــرت الهجــرة النبوية مجــرى التّــاريخ، وحملت في طيّــاتها معــاني التضحية والصحبة، والصَّبر والنصر، والتوكل والإخـــاء، وجعلها الله طريقا للنصر والعــزة، ورفع راية الإسلام، وتشييد دولته، قال الله تعــالى: { إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }(التوبة:40) .
.
(❁◕ ‿ ◕❁)
من الــدار إلى الغــــار :
.
لم تكن قريش تعـــلم أن الله أذن لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالهــجرة إلى المدينة،
.
وبينما هم يحيـــكون مؤامــرتهم كان النبي - صلى الله عليه وسلم ـ قد غـــادر بيته في ليلة الســابع والعشرين من شهر صفر السنة الرابعة عشر من النبــوة وأتى إلى دار أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ في وقت الظهــيرة متخفّــياً على غير عــــادته، ليخبــره بأمر الخـــروج والهجــــرة،
.
وخشي أبو بكر أن يُحـــــرم شرف صحــــبة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فاستــــأذن في صحــبته فـــأذن له، وكان قد جهــّز راحلتين استعـــداداً للهـجــرة، واستـــأجر رجلاً مشركــاً من بني الديل يُقال له عبد الله بن أُريقط خرّيتــا( ماهرا وعارفا بالطريق)، ودفع إليه الراحلتين ليرعــاهما، واتفقـــا على اللقـــاء في غــار ثورٍ بعد ثلاث ليــالٍ، في حين قامت عائشة وأختها أسمــاء ـ رضي الله عنهمــا ـ بتجهيز المتـــاع والمؤن، وشقّت أسمـــاء نطاقهـــا نصفين لوضع الطعـــام فيه، فسمّيت من يومهـــا بذات النطاقين،
.
وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طــالب ـ رضي الله عنه ـ بأن يتخلّــف عن السفر ليؤدي عنه ودائع النـــاس وأمانــاتهم، وأن يلبس بردته ويبيت في فراشه تلك الليلة .
.
ثم غـــادر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبو بكر ـ رضي الله عنه ـ من باب خلفي، ليخرجـــا من مكّــة قبل أن يطلع الفجـر.
.
ولما كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعلم أن الطريق الذي ستتجه إليه الأنظــار هو طريق المدينة الرئيسي المتجه شمالا، فقد سلك الطريق الذي يضــاده وهو الطريق الواقع جنـــوب مكة والمتجه نحو اليمن، حتى بلغ إلى جبل يعــرف بجبل ثور، وقام كل من عبد الله بن أبي بكر وعامر بن فهيرة وأسمــاء بنت أبي بكر بدوره .
.
(❁◕ ‿ ◕❁)
لا تحـــزن إن الله معنـــا :
.
انطلق المشركــون في آثار رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصــاحبه، يرصدون الطـــرق، ويفتشــون في جبـــال مكة، حتى وصلوا غـــار ثور، وأنصت الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصاحبه إلى أقدام المشركين وكلامهم .
.
يقول أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ : ( قلت للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأنا في الغار : لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنـــا!، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: يا أبا بكر! ما ظنك باثنين الله ثالثهما ) رواه البخاري .
..
ومكث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصاحبه في الغــــار ثلاث ليال حتى انقطع عنهم الطلب، ثم خرجــــا من الغـــار ليلة غرة ربيع الأول من السنة الرابعة عشر من النبوة، وانطلق معهمـــا عبد الله بن أريقط (الدليل) وعامر بن فهيرة يخدمهما ويعينهما فكانوا ثلاثة والدليل .
..
وعلى الجـــانب الآخر لم يهدأ كفّــــار قريش في البحث وتحفـــيز أهل مكّة للقبض على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وصـــاحبه أو قتلهمـــا، ورصدوا مكــافأة لمن ينجح في ذلك مـــائة نــاقة،
.
وقد استطــــاع أحد المشركين أن يرى النبي - صلى الله عليه وسلم - من بعيد، فانطلق مسرعــــاً إلى سراقة بن مالك وقال له : يا سراقة، إني قد رأيت أناســـاً بالسّــاحل، وإني لأظنّهم محمداً وأصحــــابه، فعرف سراقة أنهم هُم، فأخذ فرسه ورمــحه وانطلق مسرعــاً،
.
فلما دنا منهم عثـــرت به فرسه حتى سقط، وعاد مرة أخـــرى وامتطى فرسه وانطلق فسقط مرة ثانيةً، لكن رغبته في الفـــوز بالجـــائزة أنسته مخـــاوفه، فحاول مرة أخرى فغـــاصت قدما فرسه في الأرض إلى الركبتين، فعلم أنهم محفوظــون بحفظ الله، فطلب منهم الأمــــان وعـــاهدهم أن يخفي عنهم، وكتب له النبي - صلى الله عليه وسلم - كتــــاب أمان ووعده بسواريْ كسرى، وأوفى سراقة بوعــده فكان لا يلقــى أحداً يبحث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا أمــره بالرجـــوع، وكتم خبــرهم .
(❁◕ ‿ ◕❁)
وفي طريقــهم إلى المدينة نزل الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصـــاحبه بخيـــمة أم معبد، فســــألاها إن كان عندهـــا شيء من طعــــامٍ ونحـــوه، فاعتذرت بعدم وجــــود شيء سوى شــــاة هزيلة لا تدرّ اللبن، فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم -الشّـــاة فمسح ضرعهـــا بيده ودعــــا الله أن يبــــارك فيها، ثم حلب في إنــــاء وشــرب منه الجميع ..
..
وانتهت هذه الرحلة والهجـــرة المبـــاركة بما فيها من مصــــاعب وأحداثٍ، ليصل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أرض المدينة المنــورة .
..
لقد كانت الهجــــرة النبوية الشريفة من مكة المكــرمة إلى المدينة المنورة انطلاقة لبنــــــاء دولة الإسلام, وإعــــــــــزازاً لدين الله تعالى, وفـــــــاتحة خير ونصر وبركة على الإسلام والمسلمين، ولذا فإن دروس الهجــرة الشـــريفة مستمرة لا تنتهي ولا ينقطع أثرهــــا, وتتوارثها الأجيــــال جيلا بعد جيل،
..
صلّـــوا على الحبـــيب ღღ

=================

عـــــــــطـــــــر الـــــــوروووووووووود

التعليقات