أطفال خزاعة يبحثون عن المواد المعدنية وسط الركام

أطفال خزاعة يبحثون عن المواد المعدنية وسط الركام
خانيونس – صدام فارس – دنيا الوطن
لم تشفع لهم طفولتهم البريئة حتي اخذوا على عاتقهم عبئ تسيير الحياة وتوفير سبل الراحة والأمان وظروف المعيشة الكريمة لأسرهم وان كانت بسيطة ,  فمن وسط ركام المنازل المدمرة التي خلفتها آلة الحرب الإسرائيلية , يلجا أطفال بلدة خزاعة إلي المخاطرة بأنفسهم والتجول بين أنقاض المنازل المدمرة للبحث عن المواد المعدنية والبلاستيكية , لبيعها وتوفير مصروفهم المدرسي ومساعدة أسرهم لسد قوت يومهم من الطعام والشراب .

الطفل محمد أيمن النجار يبلغ من العمر 12 عاما , يتحدث " لدنيا الوطن " قائلا نستيقظ صباحا للذهاب إلى المدرسة وفي طريقنا إليها نبحث عن المواد المعدنية والبلاستيكية التي نراها بين الركام و نقوم بجمعها ووضعها في حقائبنا , وان كانت ثقيلة نضعها في مكان بين الركام , وفي طريق عودتنا نجمعها ونأخذها معنا , ثم نتجمع أنا وأخوتي وأبناء منطقتي لنباشر عملنا للبحث عن قوت رزقنا الذي أصبح عملا أساسيا لدينا . ونشغل به أنفسنا نظرا انه لم يصبح هناك مكان لنمارس به ألعابنا كما في السابق , " ويردف " الاحتلال حرمنا من طفولتنا وجعلنا نعمل ونحن صغار لأنهم دمرو كل شيء نملكه ولم يعد هناك مكان فارغ لنلعب به فركام البيوت متناثر في كل مكان .

وحول الأسباب التي  تدفعهم إلى المخاطرة بأنفسهم , يبين محمد الدمار طال بقالة والدي التي كان يصرف علينا من خلالها , والآن لم يعد لدينا مصدر رزق لنسد قوت يومنا , فنحن نقوم بجمع النحاس والبلاستيك كي نبيعه ونساعد والدنا لكي يوفر لنا الطعام والشراب وبعض الملابس

"ويضيف محمد " نبيع ما نجمعه من المواد المعدنية والبلاستيكية إلي بائع النحاس الذي يأتي يوميا إلى منطقتنا ويعطينا مقابل الكيلو 10 شواقل , ونقوم بتقسيم ثمنها على كل من شارك من أبناء منطقتي بعملية البحث وجمع المواد المعدنية والبلاستيكية ," ويوضح" محمد عملنا صعب لاكن اعتدنا على ذلك وأصبحنا نجد المتعة وقت ممارسة هذا العمل وأحيانا نتحدي بعضنا بمن يجمع كمية اكبر .

أما الطفل أيمن النجار يبلغ من العمر 14 عاما في مشهد يدل على شدة المعاناة والحاجة إلى توفير حياة كريمة , ومن أعلى بيتهم المدمر ممسكا بيده فأسا , يقوم بضربه على سقف منزله ,

مكملا عمله الذي بدا به منذ أيام , حيث يشير بأصبعه إلي حفرة صغيرة موضحا أن هذا المكان هو مطبخ بيتهم , "معللا " انزل إلي هذه الحفرة كي احضر بعض من معدات المطبخ الصالحة للعمل وأعطيها إلي والدتي كي تسكب لنا الطعام فيها , وبعضا من المواد المعدنية الغير صالحة التي أقوم ببيعها إلي تاجر النحاس , ويذكر " حاجتنا إلى المال تدفعني إلى هذه المخاطرة , ونحن اعتدنا على ذلك ," ويستذكر" أيمن غرفته الجميلة وسريره الذي كان ينام عليه ويقول بعد أن كنت أحافظ على غرفتي وأرتبها وأقضي أوقاتي بها , الآن أصبحت أبحث عن محتوياتها كي اجلبها وأحولها إلي قطع معدنية ومن ثم أقوم ببيعها كي أوفر بثمنها مصروفي المدرسي , وأساعد والدي في مصروف أسرتي .

وطالب محمد وأيمن الجهات المختصة وهيئات حقوق الإنسان بالنظر إليهم بعين الرحمة والشفقة وأن يلبو لهم بعض من احتياجاتهم , التي توفر لهم سبل العيش الكريم ودعا الطفلان إلي سرعة المباشرة بعملية الإعمار نظرا لأنهم لم يعد يستطيعوا العيش وسط هذا الدمار واصفين ما يعيشونه بالمأساة , متمنين أن ينالو حقوقهم كما أطفال العالم .



التعليقات