الشعبية بغزة تكرم منظماتها ومؤسساتها وهيئاتها وحملة كلنا مقاومة على دورهم أثناء العدوان

الشعبية بغزة تكرم منظماتها ومؤسساتها وهيئاتها وحملة كلنا مقاومة على دورهم أثناء العدوان
غزة - دنيا الوطن
نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في قطاع غزة صباح اليوم حفل تكريم لكوكبة من منظماتها ومؤسساتها الرسمية والصديقة، وبعض هيئاتها ولجانها، والرفاق في حملة كلنا مقاومة تقديراً لجهودهم وتفانيهم في حملات الاغاثة العاجلة لأبناء شعبنا والتخفيف من معاناتهم أثناء العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة ، وحضر الحفل قيادات وكوادر وأعضاء من الجبهة والمرأة والمؤسسات والطلبة واتحاد الشباب التقدمي.

وافتتح الحفل الرفيقة داليا العيلة، والرفيق نضال القصاص مرحبان بالحضور، ودعوهم للوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء.

وألقى عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسئول فرعها في قطاع غزة الرفيق جميل مزهر كلمة الجبهة، استهلها بتوجيه بتحية الفخر والكبرياء إلى أهلنا في مدينة القدس، متوجهاً أيضاً بخالص عزائه لهم ولعائلة الشاب عروة عبد
الوهاب حماد ابن قرية سلواد والذي قتل بدم بارد أمس، وقبله الشهيد الأسير المحرر عبد الرحمن الشلداوي، متمنياً الشفاء العاجل لجرحى الاشتباكات في المدينة، مؤكداً أن الهجمة الصهيونية شاملة على الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، مما ينبغي التصدي لها بشكل موحد بكل الوسائل الممكنة.

واعتبر مزهر بأن هذا الحفل يأتي عرفاناً من الجبهة ووفاء منها لجهود هؤلاء المتميزين الذين شكّلوا بجنودهم المجهولين سواء كانوا مؤسسات أو هيئات أو أفراد، تعزيزاً للبرنامج الذي أعدته الجبهة قبل وبعد العدوان الصهيوني على القطاع بهدف تعزيز أواصر العمل لخدمة المتضررين والمكلومين.

وتحدث مزهر في الموضوع السياسي، مؤكداً أن شعبنا يعيش لحظات انتظار وترقب لما ستئول إليه الأمور في الأيام القادمة.

وحذر مزهر من استمرار حالة المراوحة في المكان في ظل استمرار حالة الحصار دون أي تغير، واغلاق المعابر ، وعدم البدء بآليات إعادة الإعمار رغم انتهاء مؤتمر الاعمار في ظل وصول الأوضاع الكارثية المعيشية إلى حالة لا تحتمل، في ظل فوضى في التصريحات والبيانات عن طبيعة ومجريات وخطط وآليات تنفيذ عملية الإعمار بما ينهي معاناة الناس.

وحمّل مزهر حكومة التوافق والأمم المتحدة المسئولية المباشرة في سرعة إدخال مواد الإعمار، والبدء الفوري في إعادة إعمار البيوت المهدمة، بعيداً عن إملاءات الاحتلال وشروطه، مؤكداً على ضرورة رفع الحصار وفتح المعابر بشكل كامل حتى تتم عملية الإعمار بشكل سريع بعيداً عن تدخلات الاحتلال.

وفي إطار ذلك رفض مزهر بشكل قاطع خطة المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط " روبرت سيري" حول آليات إدخال المواد وإعادة الإعمار، والتي ترهن هذا الموضوع بموافقة الاحتلال، مضيفاً أنها لا تشير إلى معالجة دائمة وجذرية
لمعاناة أهالي قطاع غزة، وتعزز من قبضة الاحتلال وتحكمه وحصاره.

وأكد بأن كل ذلك يضع المؤسسة الدولية في دائرة الاتهام في الوقت الذي يجب أن توجه سياساتها لصالح اللاجئين المتضررين والمنكوبين والمحاصرين، تقف وتلعب دور المحايد بل وتتواطئ على شعبنا، داعياً إلى إعادة النظر في هذه الخطة،
وتعديلها لتلحظ معانيات شعبنا وسرعة تنفيذ إعادة الاعمار بعيداً عن سيطرة وتدخل الاحتلال.

وجدد مزهر تأكيده على ضرورة تشكيل هيئة وطنية من القوى الوطنية والاسلامية ومؤسسات المجتمع المدني لمتابعة ومراقبة عملية الإعمار، والضغط على تسريعها، داعياً لتهيئة كل الأجواء والظروف لأن تأخذ حكومة الوفاق الوطني صلاحياتها في القطاع، وتتخذ من قطاع غزة مقر دائم لها لمعالجة كافة القضايا العالقة، والبدء الفوري في إنهاء معاناة الناس وتوحيد المؤسسات الحكومية، والتحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية على أساس التمثيل النسبي الكامل.

كما دعا بشكل عاجل القيادة الفلسطينية لسرعة عقد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية، لمواجهة كل التحديات والمخاطر التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، ومن أجل صوغ استراتيجية وطنية موحدة تستخلص العبر من تجربة
التسوية وأوسلو العقيمة، وتعالج جميع ملفات المصالحة، مطالباً بتصعيد المقاومة والانتفاضة الشعبية بمختلف الأشكال السياسية والعسكرية والجماهيرية، وترسيخ الفكر المقاوم في مواجهة ثقافة الاستسلام.

كما دعا للتصدي لكل المخاطر التي تحدق بقضيتنا الفلسطينية، والهادفة لإحكام القبضة الصهيونية والسيطرة على الضفة والقدس، والتي تصاعدت خلال الأيام الماضية وعلى رأسها استمرار الاعتداءات على المسجد الأقصى، وتحويل الضفة إلى
كنتونات مقطعة الأوصال، ومصادرة الأراضي وغيرها من الإجراءات بحق أبناء شعبنا.

ودعا لمواصلة الفعاليات والنشاطات الجماهيرية والضغط من أجل الإفراج عن جميع الأسرى دون قيد أو شرط، وبشتى الوسائل العسكرية والسياسية، ومواجهة الاجراءات بالفعاليات الميدانية والداعمة.

وطالب بمحاربة الفساد والإفساد والمحسوبية والفوضى وضرورة تشريع القانون، والتوزيع العادل للثروة، وتكافؤ الفرص، بعيداً عن الانحياز الحزبي، وإيجاد حلول عملية للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، الآخذة بالتصاعد وعلى رأسها مشاكل الكهرباء، المياه، الفقر، البطالة، أوضاع اللاجئين في المخيمات.

وتساءل مزهر: " لا يعقل أن تتعامل القيادة الفلسطينية مع مسألة التوقيع على ميثاق روما، وخطوة التوجه لمحكمة الجنايات الدولية لمحاكمة الاحتلال على جرائمه بحق شعبنا بنوع من المماطلة والتلكؤ، وهذا يحتاج إلى ضغط حقيقي من الجميع على القيادة من أجل تنفيذ هذا الموضوع بدون قيد أو شرط ".

وفي ختام حفل التكريم، جدد مزهر فخره واعتزازه بجهود المنظمات والمؤسسات والهيئات والرفاق، مطالباً باستمرار العطاء وتعزيز وحدة الإرادة والعمل، وإنكار الذات وتغليب الهدف العام على الهدف الخاص، وأهمية الاندماج مع الجماهير من أجل التخفيف من معاناتهم وتلمسّ همومهم، معاهداً إياهم أن تستمر الجبهة على مبدأها في ترسيخ كل إمكانياتها وجهودها في خدمة الناس والانتصار لحقوقهم ومطالبهم، وأنها ستسعى لذلك خلال الأيام القادمة، والسعي لمواجهة كل المتاجرين بتضحيات ودماء شعبنا ومعانياته..

وتقدمت لجنة مكونة من الرفاق " د.رباح مهنا، كايد الغول، جميل مزهر، أبو رامي السلطان، اكتمال حمد، نصرالله جرغون، رائد حسنين، أسامة الحاج أحمد"، لتسليم دروع شكر وتقدير لهذه المنظمات، والمؤسسات، وإذاعة صوت الشعب، وحملة كلنا
مقاومة"، على دورهم المتميز أثناء العدوان.

وتخلل الحفل التكريمي تقديم فريق اتحاد الشباب التقدمي الفلسطيني العديد من الفقرات من الفولوكور والدبكة الشعبية، فيما قدّمت الطفلة زهر زايد قصيدة شعرية نالت استحسان الحضور، كما قدّم كل من العازف فخري الخالدي، والفنان محمد
الحجار وصلة فنية وطنية".










التعليقات