أهي هجرة من الوطن ام هجرة إلى وطن؟

أهي هجرة من الوطن ام هجرة إلى وطن؟
أهي هجرة من الوطن ام هجرة إلى وطن؟

سؤال برسم الإجابة الى منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والى الجامعة العربية !!!
عندما افتت منظمة التحرير ومن بعدها الجامعة العربية بعدم جواز هجره الفلسطينيين وطالبت الإنروا الممثل الإغاثي للاجئين بعدم ادراج الفلسطينيين في برامج استيعاب واعادة التوطين (الهجرة) للفلسطينيين لا شك انه في حينه كان قرار صائبا لأنها كانت تملك مشروعا يهدف اعادتهم الى اراضيهم معززين مكرمين ولهذا هي طالبتهم بالصمود في مخيمات اللجوء في دول الطوق حتى يساهموا بقسطهم ويتحملوا عناء العودة الى ديارهم ،
وصمد الفلسطينيون وتحملوا كل انواع العذاب من فقر ومرض وجوع في مخيمات لم تكن تصلح للإقامة الآدمية وعلى ابواب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين وتحملوا كل اصناف القهر والاذلال من الدول المضيفة ومورست بحقهم كل انواع الجرائم والموبقات والتي توصف في القانون الدولي بانها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في الاردن ولبنان وغزه والضفة وفى العراق وليبيا والكويت واخيراً وليس باخر في سوريا ،وان كان ما مورس ضدهم في باقي الدول العربية لا يقل سوءاً عن هذه الجرائم والمتمثلة في عدم السماح لهم بدخول اراضيها وعدم الاقامة الدائمة ان وصلوا .
ان معاناة اللاجئين الفلسطينيين تسجل في كتاب جينس للأرقام القياسية كأكبر معاناة في التاريخ البشرى المعاصر من حيث الفترة الزمنية واصناف العذاب والمعاناة وكذلك التحمل والصمود ويضاف ذلك الى السلسلة التي لا تنقطع من جرائم الاحتلال.
والسؤال :
هل فشلت منظمة التحرير وفشل معها مشروعها الوطني لعودة اللاجئين الى ديارهم السليبة واصبحت مجرد عنوان بلا مضمون حتى باتت تغض الطرف عن الهجرة غير الشرعية للشباب الفلسطيني من داخل وخارج الوطن بحثاً عن وطنٍ بديل عبر قوارب الموت؟؟؟؟؟
ام انها اصبحت شريكاً في مشروع التبادل السكاني الحاصل الان قبل الاعلان عن مشروع تبادل الاراضي؟؟؟؟؟
ان كان الامر كذلك وهذا ما أعتقد، ألا يتطلب الامر من منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد التراجع عن قرارها السابق والسماح بهجرة الشباب عبر قنوات شرعيه بعيده عن قوارب الموت والمعاناة المادية والنفسية ان لم تكن قادره على توفير البديل (وهى كذلك)؟؟؟
ان الشباب الذين هاجروا في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي الى دول المهجر اثبتوا للعالم كله انهم اكثر حرصا على فلسطين مما تعتقد منظمة التحرير وقيادتها ،
فكانوا الممولين الحقيقين لأسباب الصمود في المخيمات عندما كان يزج بهم ومنظمة التحرير وفصائلها في حروب ومذابح هي ابعد ما تكون في صالح الفلسطينيين وقضيتهم .
كانوا هم الاطباء عبر الوفود الطبية لتضميد الجراح وكانوا هم اصحاب قوافل المساعدات التي تتجاوز في حجمها مساعدات جامعه الدول العربية ،وكانوا
اصحاب الصوت المستقل المدافع عن الحق الفلسطيني في المحافل عندما كان يصمت صوت منظمة التحرير كل هذا لانهم كانوا يتمتعوا بالاستقلال الاقتصادي فكان صوتهم مستقلا ليس مرهون للمانح او الممول ان الانتقال من مكان الى اخر لتحسين ظروف العيش والبحث عن فرص للتعليم والعمل والاحساس بالأمان والمحافظة على الكرامة الانسانية ليست من المحرمات التي يحاسب عليها القانون بل المطلوب هو تذليل كل المعوقات للوصول الى ذلك بدلا من وضع العصي في الدواليب وايصال الشباب الى مرحلة الكفر بالوطن والمواطنة بما يمارس عليهم من اصناف الاضطهاد باسم الوطن تارة وباسم الدين تارة اخرى من قبل جهات هي ابعد ما تكون عن الوطنية والدين .
ان ما يلاقيه من سمحت لهم الظروف بالوصول الى شواطئ اروبا عبر قوارب الموت من معامله انسانيه من مستضيفيهم وبالمقارنة بما كانوا يلاقوه من ابناء جلدتهم جعلهم بعيدون النظر في كل مفردات المشروع الوطني والديني في المنطقة
فمتى ستقوم منظمة التحرير بإعادة النظر في موقفها من تذليل الصعوبات امام الشباب الفلسطيني وتسهيل الانتقال الى أماكن اخرى يجد فيه فرصة العمل والعلم ويتمتع فيه بحقوقه الانسانية والمدنية كانسان قبل الانفجار الذي لن يبقي ويذر ،وما يجري في المنطقة خير دليل على ذلك .

بقلم
عمر عودة
لاجئ بلا هوية

التعليقات