قصص وروايات : هل عادت قضية "السحر والشعوذة" الى غزة ؟

قصص وروايات : هل عادت قضية "السحر والشعوذة" الى غزة ؟
غزة –خاص دنيا الوطن- من عبدالله ابو حشيش

تزدحم عقول المواطنين فى قطاع غزة بالتفكير العميق فى متطلبات الحياة المتنوعة ، فهناك عقبات عديدة تواجه كافة شرائح المجتمع بكل اطيافه وألوانه ما يدفعهم للتوجه لمعرفة مصيرهم بالمستقبل من خلال الشعوذة والسحر والدجل ، الامر الذى يجعلهم يدخلون بدوامة عميقة مختلطة بالاحباط والامل من خلال توجههم للمشعوذين.

وكان ركن الداخلية بالإدارة المدنية بغزة اصدر قراراً للحد من ممارسة أعمال الشعوذة والسحر في قطاع غزة، وقالت إنه يحظر التعاطي بأعمال السحر والشعوذة والدجل وكافة الأعمال التي تنطوي على التغرير بالغير، ويعاقب كل من يخالف أحكام هذا القرار بالعقوبة المقررة قانونياً.

وفى دور وزارة الداخلية والجهات القانونية فى قطاع غزة أكد اياد البزم الناطق باسم الداخلية  أن هذه القضية تظهر بين حين وآخر ولا تعتبر منتشرة بشكل كبير ولا يطلق عليها ظاهرة.

وبين البزم فى حديث لــ" دنيا الوطن"  أن طبقة معينة من المجتمع الفلسطيني تعاني من السحر والشعوذة، لافتاً إلى متابعة الجهات الخاصة بالشرطة الفلسطينية هذا الأمر بشكل حثيث وملاحقته لعدد كبير من السحرة والمشعوذين في مناطق مختلفة من قطاع غزة.

واوضح ان "أغلب من يمتهن هذا العمل أمي لا يعرف القراءة ولا الكتابة والغالب منهم وضعهم الأمني والأخلاقي سيئ".

ونبه إلى وجود نص قانون أصدرته وزارة الداخلية لتجريم العمل في السحر والشعوذة، مضيفاً "في الفترة الأخيرة لاحظنا فئات جديدة ورثت العمل من بينها فتاة تبلغ 21 عاماً فقط لم نعرف كيف ورثت هذا الأمر أو تعرفت عليه سواء من سحرة ودجالين أو عبر الانترنت".

وشدد الناطق باسم الداخلية على قيام الأجهزة المختصة بمتابعة هؤلاء السحرة من خلال الاعتراف على من يتردد عليهم.

واستدرك قائلاً "هناك عقوبة ضد هؤلاء بالسجن قد تتراوح حبس ثلاث سنوات خاصة الدجالين المعروفين ممن يفتحون أبواب بيوتهم لامتهان هذا الأمر الخطير".

وقال "كنا نتمنى أن يطبق حد الشرع بهؤلاء الدجالين وهو القتل لأنه ليس جنحة بسيطة بل جريمة كبرى يجب أن يقطع رأس فاعله".

وطمأن البزم أبناء الشعب الفلسطيني بأن الحكومة لن تتهاون أبداً في متابعة هذا الملف وستستمر في ملاحقة السحرة والمشعوذين.

الجدير ان قضية السحر والشعوذة تعد من قضايا الرأي العام المؤرقة لكثيرين من أبناء المجتمع الفلسطيني لما تخلفه من آثار سلبية ومأساوية على بعض ضحاياه ممن يتعاملون مع الدجالين ويسيطر إدعاء العلاج بالسحر على عقولهم ويسلب ألبابهم.

وبالتعليق الدينى على هذا الموضوع قال الشيخ الداعية وائل الزرد "الجن عالم لا ينكر وجوده إلا متعجرف منكر للقرآن والسنة".

واستشهد الداعية الفلسطيني بآيات قرآنية تدلل على وجود الجن، قائلاً "السحر موجود والله تعالى أخبر في القرآن عن هذا الأمر وبنو إسرائيل أول من اشتغل بهذا السحر وحاولوا إغواء بني آدم بذلك وورثوا من جاء بعدهم فنون السحر".

وطمأن الفلسطينيين بأن المجتمع بخير وبعيد عن انتشار السحر كظاهرة كما يظن البعض، لكنه أكد على أن هذا الأمر لا يلغي جانب الحذر.

وأوضح أن "السحر والشعوذة منهج خطه إبليس منذ أن تحدى الله بكل بجاحة وطرد من الجنة"، قائلا : منذ  تلك اللحظة وإبليس يسلك مسالك عدة في السحر والشعوذة والتفريق بين الرجل وزوجه وتحويل حياة المؤمنين من سعادة إلى تعاسة".

وعن أنواع السحر، نوه الزرد إلى أنه يشتمل أمران يمثلان عنوانين كبيرين أولهما سحر منفعة وثانيهما سحر مضرة كما يظن أصحابهما وينقسمان لأمور كثيرة جداً، بحسب الداعية الفلسطيني.

وضرب الزرد أمثلة على قسمي السحر النفعي والمضر، محذراً من النوع الثاني المتمثل بسحر المضرة والمصائب التي يجرها.

وبين أن رأي الشرع في قضية السحر والشعوذة ليؤكد عدم وجود دليل قاطع على أن بعض الأعراض تشير إلى أن فلان مشعوذ من عدمه.

وأوضح الداعية الاسلامى"هذه المسألة بعيدة عن السحر والشعوذة وهي مرض نفسي فقط ويؤدي لكثير من الشك والوسوسة".

ومثالا لما نرصده  توفت فى بداية العام الحالى برفح جنوب قطاع غزة  فتاة تبلغ من العمر "18" عاما جراء تعرضها لغيبوبة تامة أثناء جلسة علاج بالقرآن، إذ أجبرها المعالج على شرب ماء ادعى أنه مضاد للسحر.

تفاصيل الحادثة التي وقعت كشف عنها المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان , إن مواطنة تبلغ من العمر 18 عاما من سكان مدينة رفح توفيت بعد وصولها إلى مستشفى أبو يوسف النجار جراء تعرضها لغيبوبة تامة أثناء جلسة علاج بالقرآن.

وأضاف المركز  أن ذوي الفتاة توجهوا إلى العديد من الأطباء لعلاجها، غير أن حالتها لم تتحسن، وهو ما اضطرهم إلى اللجوء لعلاجها عند أحد الشيوخ الذين يدعون قدرتهم على العلاج بالقرآن.

"المعالِج قدم للفتاة ماء مذاب فيه ملح طعام ومادة لم تحدد طبيعتها، بعد أن ادعى أنها ضد السحر"..مما أدى لوفاتها بعد سويعات قليلة  .

وفى ذات الصدد قالت  حنين " اسم مستعار"  ( 33 عاماً ) "ذهبت إلى إحدى المشعوذات حتى تقرأ على رأسي من اجل ان يذهب  الحسد لأنه كلما أتت امرأة الى بيتنا تريد خطبتي لابنها ويوافق أهلي إلا ان الأمر يأتي عكس ما أريد فهذه المرة الخامسة على التوالي التي تحصل معي وتتابع تبين لي ان حسد يلاحقني وكثرة الكلام عني في المنطقة التي اسكن فيها وان لا نصيب لي في الزواج".

 

واضافت :"كل هذه الأمور جعلتني اشعر بالضيق والانفعال وفي بعض الأحيان تتعطل كل أموري وأعمالي بسبب التفكير في مثل هذا الموضوع"، وتواصل لم يكن أمامي خيار آخر إلا الذهاب لأحدى النساء التي تقوم بقراءة القرآن على رأسي وبعدها تعمل بفنجان القهوة حتى تعرف نصيبي من الشباب وما يعمل ومتى سوف يتقدم الى خطوبتي.

وأفادت "حنان" خلال حديثها لـ" دنيا الوطن "  إنها توجهت إلى احدى المشعوذات أكثر من مرة وإنها بالمرة الأولى كانت قد دفعت 100 شيكل وبعد فترة من الزمن خمسين دينارا ومرة اخرى طلبت مني 200 دينار وكنت اذهب لها حسبما تقول لي، مضيفة ان المشعوذة كانت تطلب منها ان تفعل بعض الأمور الغريبة.

لافتة بالقول :" مثل ان استيقظ في نصف الليل واقوم بعمل بابونج واخلطه مع البخور واضعه في طنجرة صغيرة ثم ان اكبه على درج المنزل الموجود على باب المنزل من الخارج وبعض الأشياء الاخرى، وأشارت كنت أنفذ كل ما تقوله بدقة ولكن للأسف لم يتحقق شيء مما قالت لي قائلة لقد اسرفت الكثير من الوقت والمال دون جدوى حيث لم تتحقق أي شيء مما قالته المشعوذة.

هذا لا يجوز للمسلم أن يذهب الى الكهنة والمشعوذين ابداً الذي يدعون معرفة الغيب كما لا يجوز ان يصدقوهم فيما يقولون مما سوف يحدث في الأيام القادمة لأنه لا يعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالى " وقد ورد عن الرسول صلى الله عليها وسلم فقال: " من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً".

 

التعليقات