مشعل :"الضيف" على قيد الحياة ولدينا الدليل .. والأنفاق دفاعية وليست هجومية

مشعل :"الضيف" على قيد الحياة ولدينا الدليل .. والأنفاق دفاعية وليست هجومية
رام الله - دنيا الوطن
أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، أن القائد العام لكتائب القسام – الذراع العسكرية لحركة حماس- محمد الضيف، ما زال على قيد الحياة، قائلًا:" إسرائيل فشلت في قتله، لكنها نجحت في قتل زوجته وطفليه".

وقال مشعل في حوار أجرته معه مجلة "فانتي فير" الأمريكية، "الضيف لا يزال حياً، وسيستمرً في محاربة العدوان والاحتلال الإسرائيلي".

وأضاف: "لدينا دليل على ذلك، ليس بالضرورة أن يحصل الآخرون عليه، فالضيف ليس سياسيا من أجل أن يظهر بشكل علني، هو عسكري، بالكاد يظهر للعامة، حتى قبل الحرب".

الأنفاق

وفيما يتعلق بأنفاق المقاومة التي تبدأ من غزة وتنتهي في "إسرائيل"، قال مشعل: "في ضوء موازين القوى التي تنحاز تجاه (إسرائيل)، كان علينا أن نكون مبدعين في إيجاد طرق مبتكرة، فكانت الأنفاق واحدة من ابتكاراتنا، الجيش (الإسرائيلي) أقوى منا بكثير، ويمتلك قوة تدميرية كبيرة، لديه الطائرات والمدفعية، ويمتلك أقوى ترسانة أسلحة في المنطقة".

واستطرد: "لذلك، ما تقوم به حماس وفصائل المقاومة الأخرى في قطاع غزة، بدعم كامل من شعبنا، هو محاولة فقط لضمان الوسائل الضرورية لحماية الشعب، والأنفاق تأتي في هذا السياق، أي وضع المزيد من العقبات لصد أي هجمات (إسرائيلية)، وتمكين المقاومة في غزة للدفاع عن نفسها".

وحول وصف الأنفاق في بعض وسائل الإعلام بأنها هجومية، لفت مشعل إلى أن استخدام المقاومة للأنفاق جاء بعدما شنت (إسرائيل) حربها ضد قطاع غزة، "حتى لو سميت الأنفاق ظاهرياً بالهجومية، فهي في واقع الأمر دفاعية".

وبين أنه لو كانت هذه الأنفاق هجومية، لاستخدمتها حماس قبل الحرب، "ولكن عندما شنت (اسرائيل) عدوانها ضدنا، استخدمت الأنفاق للتسلل وراء الخطوط الخلفية للجيش (الإسرائيلي) الذي يشن الحرب على غزة".

وأكمل: "صحيح أن هناك بلدات (إسرائيلية) محاذية لقطاع غزة، لكن هل استخدمت الأنفاق لقتل أي مدني أو أي من سكان تلك المدن؟ أبدا! على الإطلاق، فحماس استخدمها إما للهجوم وراء الخطوط الخلفية للجيش (الإسرائيلي) أو للإغارة على بعض المواقع العسكرية مثل ناحال عوز"، منوها إلى أن حماس صورت تلك العملية وبثت لقطاتها على شبكات التلفزيون، وهذا يثبت أنها تدافع عن نفسها فقط، وتشارك في حرب الدفاع عن النفس.

وحول زعم بعض المصادر بأن حماس خططت لاستخدام الأنفاق لتنفيذ هجوم شامل على "إسرائيل"، قال مشعل: "القيادة الإسرائيلية تكذب، الدليل على ذلك أنها عندما أعلنت الحرب على غزة، لم تقل أن الأنفاق جزءا من الأهداف العسكرية، ولكن عندما اكتشفوا الأنفاق، بدؤوا بإثارة هذه القضية، وهذا يثبت أنها بدأت أولاً الحرب، ثم بحثت عن المبررات".

وتابع :"إذا ما افترضنا أن ما تقوله القيادة الاسرائيلية صحيح، بأن حماس حفرت تلك الأنفاق لمهاجمة البلدات (الإسرائيلية) وقتل المدنيين" فلم لم تفعل حماس ذلك خلال الحرب؟ ".

وفي سؤال آخر، حول إطلاق القسام لأكثر من 4500 صاروخ على جميع أنحاء الأراضي المحتلة خلال الحرب الأخيرة على غزة وإصابة بعض الأهداف المدنية داخل الكيان، أجاب مشعل "متى أطلقنا تلك الصواريخ؟  أطلقناها عندما بدأت (إسرائيل) عدوانها وحربها على غزة، وهذا يعني أننا فعلنا ذلك في إطار الحق في الدفاع عن أنفسنا".

ونوه مشعل إلى أنه عند امتلاك حماس صواريخ ذكية ودقيقة للغاية، فإنها لن تضرب إلا الأهداف العسكرية فقط.

وحول إنفاق حماس جزءا لا بأس به من ميزانيتها على الجانب العسكري، أكد رئيس المكتب السياسي لحماس، أن الحركة تنفق جزءاً من أموالنا على الخدمات للشعب الفلسطيني، وبشهادة العالم أجمع، حتى قبل وصول حماس إلى السلطة، فإن الحركة لديها ميزة بتوفير الخدمات الاجتماعية لشعبها.

واستشهد على ذلك بأن حماس بنت المستشفيات والمدارس والجامعات ودور الحضانة، بل وبنت أيضاً ورش عمل للأسر المحتاجة، "هذا هو إرث حماس الطويل في خدمة شعبها، وجزء مهم من برنامجها ومواردها يذهب من أجل تلك الخدمات"، طبقا لقوله.

وأشار إلى أنه إلى جانب الخدمات الاجتماعية، فإن هناك جانب آخر لبرنامج حماس، وفي العديد من الدول الأخرى، أن تنفق جزءًا من الميزانية أيضاً على سياسات الدفاع، "فلتعزيز الجيش، تُشترى الأسلحة، والشيء نفسه ينطبق على حماس، جزء صغير من مواردنا يخصص للدفاع عن أنفسنا، لأننا ما زلنا نعيش تحت الاحتلال، وهذا أمر طبيعي".

مفاوضات التهدئة

وعن مفاوضات التهدئة والجهود المصرية والدولية التي بذلت لوقف إطلاق النار خلال العدوان الأخير على غزة، قال: "أولا، قبل المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، كانت هناك جهود لكل من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، بالتعاون مع وزراء خارجية قطر وتركيا، طالباً منهما إقامة اتصال مع قيادة حماس في محاولة للتفاوض على وقف إطلاق النار، نحن تعاونا مع تلك الجهود، وجرت مفاوضات، بعد ذلك، جاءت المبادرة المصرية، لكننا لم نُستشر حولها، ولم تكن هناك مفاوضات معنا على شروطها".

وتابع مشعل:"ثانياً، المبادرة تم بناؤها على مبدأ وقف جميع الأعمال العدائية، ومن ثم إطلاق المفاوضات، رأينا كان التفاوض أولاً من أجل تحديد شروط محددة، على أساسها يتم وقف إطلاق النار، كانت هذه الشروط تتحدث عن رفع الحصار بشكل أساسي، وإعادة فتح المعابر الحدودية، وإعطاء شعبنا ظروف الحياة الطبيعية..رفضت (اسرائيل) هذا في البداية، ثم اتفقت كلا من مصر و(إسرائيل) على إجراء محادثات في القاهرة، وعندما بدأت تلك المحادثات، وصلنا للشروط المحددة لوقف إطلاق النار، وهذا بالضبط ما حدث، من يتحمل مسؤولية قتل الأطفال والنساء الفلسطينيين هم القادة (الإسرائيلين)".

رسائل

وفي نهاية الحوار، حول ما إذا كان يريد توجيه رسالة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال مشعل: "لا رسالة لدي لنتنياهو، لأنه مجرم، ومسؤول عن حرب غزة، هو والقيادة (الاسرائيلية) ارتكبوا جرائم حرب ضد شعبنا".

ولكنه وجه رسالتين، واحدة للقوى العظمى في العالم، وخاصةً الولايات المتحدة: "أن هيمنتها العالمية تضع  على عاتقها مسؤوليات سياسية وأخلاقية، وعلى رأس تلك المسؤوليات: الحاجة  لوضع حد لأطول -واسمحوا لي بالقول- آخر احتلال في العالم، ألا وهو الاحتلال (الإسرائيلي)، فتلك مسؤولية أخلاقية".

أما الرسالة الثانية فوجهها للشعب (الإسرائيلي) قائلا: "قيادتكم تكذب عليكم، وتقودكم  لمغامرات فاشلة، وترتكب جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني  باسمكم، وهذا لن يوفر لكم أي أمن أو سلام أو استقرار، ولن تؤمن لكم أي مستقبل.

التعليقات