خبراء يطالبون النهوض بالتجارة الدولية التي تقودها سيدات الأعمال في المجتمع الفلسطيني

رام الله - دنيا الوطن
دعا خبراء أمميون ومحليون بضرورةالنهوض بالتجارة الدولية التي تقودها سيدات الأعمال في المجتمع الفلسطنيي، ووجوب ترجمةما يشكلنه من نصف المجتمع على دورهن الاقتصادي، وخاصة التجارة الدولية، مؤكدين علىإعادة النظر بالتخصصات التعليمية التي تلتحق بها النساء وزيادة تدريبهن وتأهيلهن وخاصةالخريجات الجدد أو صاحبات المشاريع الصغيرة.

جاء ذلكخلال ورشة العمل التي نظمها أمس مجلس الشاحنين الفلسطيني ورشة عمل حول"دور المرأةفي التجارة الدولية"ضمن مشروع تطوير القدرات لتسهيل التجارة الفلسطينية"بالتعاون مع مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "الأونكتاد"، ووزارة الإقتصادالوطني، وجمعية سيدات الأعمال، وبتمويل من الحكومة الكندية، وذلك في فندق جراند باركبرام الله، بحضور ممثلين عن  الجهات المستهدفة:قطاع التجارة، والمؤسسات العامة والخاصة والأهلية المختصة في تعزيز دور المرأة في التجارةوالاقتصاد.

وطالبالمتحدثون بإعادة النظر بالقوانين من ناحية أو توفير مزايا للقطاع الخاص تشجع على استيعابالمرأة في سوق العمل والتجارة الدولية، مؤكدين على ظروف العمل الصعبة غير الملائمةلعمل المرأة والمتمثلة في انخفاض معدلات الأجور، ساعات العمل الطويلة، طبيعة ونوعـيةالوظائـف المتوفرة للنساء. ما يستدعي توفير ظروف عمل مساندة ومساعدة للمرأة.

وتطرقالمشاركون الى العوامل الاجتماعـية والثقافية والمتمثلة بالنظر لعمل المرأة على أنهحاجة وليس ضرورة، عدم وجود تقدير مجتمعي لعمـل المـرأة، عـلاوة على قناعة المرأة بعدموجود مردود اقتصادي لعملها وعدم شعورها باستقلالية في التصرف بأجرها. ما يتطلب وضعخطة توعية على مستوى المجتمع من ناحية وعلى مستوى النساء من ناحية أخرى لإظهار أهميةمشاركة النساء في سوق العمل لما له أهمية في عملية التنمية.

وقال مديرعام مجلس الشاحنين د.سعيد خالدي، ان الورشة هدفت الى إستعراض دور المرأة في التجارةالدولية، وأهمية دورها وخصوصيته، وبالتالي كيفية النهوض بدورها في هذا القطاع الأساسيضمن الاقتصاد العالمي، منوها الى ان انعقاد الورشة يأتي في الوقت الذي تعاني فيه مشاركةالمرأة في المشاريع الاقتصادية وفي موضوع التجارة الدولية، تراجعا كبيرا، وهو انسحابلما تعانيه التجارة الخارجية بالمجمل، والتي تشير نتائجها إلى انخفاض كبير.

وأكد انوضـع المـرأة فـي سوق العمل هو وضع غير ثابت وأن المرأة تواجه مقاومة لبقائها في السوق،حيث يبدو أن هناك عـوامل طـرد مستمرة تدفع بها إلى خارج سوق العمل.

وأوضحإن الورشة تأتي لتحريك المياه الراكدة، فيما يتعلق بالنهوض بالتجارة الدولية التي تقودهاسيدات الأعمال في المجتمع الفلسطنيي، مشيرا إلى أن دور المرأة الاقتصادي محليا ما يزالفي مراحلة المبكرة، مبينا إن الورشة تستهدف سيدات الأعمال في القطاعين التجاري والصناعي،حتى يكون لهن دور أساسي، في رفع أرقام التجارة الدولية الفلسطينية.

وأشارالى أن حجم الصادرات الفلسطينية خلال العام الماضي 2013، يبلغ نحو 780 مليون دولارأمريكي، بحسب وزارة الاقتصاد الوطني، بينما يبلغ إجمالي الواردات قرابة 5.2 مليار دولارأمريكي.

بدورهااعتبرت مدير الأونكتاد في الأراضي الفلسطينية رندة جمال، إن النساء يشكلن 50٪ من المجتمعالفلسطيني، "وبرأيها يتوجب أن تترجم هذه النسبة على دورهن الاقتصادي، وخاصة التجارةالدولية".

وأضافتإن الأونكتاد يشارك في تنظيم هذه الورشة، من أجل توفير الدعم الكامل لسيدات الأعمالولتطوير قدراتهن الاقتصادية والإدارية، والدخول في غمار قطاع التجارة الدولية، وتشجيعالصادرات من خلال المشاريع والشركات اللاتي يتولين إدارتها.

واستعرضتجمال أوضاع المرأة الفلسطينية التي تشكل نصف المجتمع الفلسطيني، مؤكدة وجود فجوة فيمعدل الأجرة اليومية بين النساء والرجال.

واشارتالى انه بالـرغم مـن أن السلطة الفلسطينية أحرزت تقدما ملحوظا في مجال تعزيز مشاركةالنساء في سوق العمل خلال العقد والنـصف الماضيين، إلا أن فجوة النوع الاجتماعي ماتزال واضحة على مستوى المشاركة في القوى العاملة ومعدلات الأجور والبطالة، حيث تشيرالإحصاءات المتوفرة إلى تدني مشاركة النساء الفلسطينيات في سوق العمل وارتفاع نسب الـبطالةبين النساء مقابل الرجال.

 وأوضحت أن تدني مشاركة المرأة في القوى العاملة مرتبطبعدد من الأسباب الاقتـصادية في مقدرة سوق العمل الفلسطيني على استيعاب العرض من القوىالعاملة النسوية، وعوامل الطرد للمرأة خـصوصاً تدني الأجور وانخراط النساء في العمالةالمهمشة، وأسباب اجتماعية مرتبطة بدخول المرأة إلى سوق العمل فـي سن متأخرة بالمقارنةمع الذكور

أما رئيسقسم التجارة والنوع الإجتماعي في وحدة التجارة الدولية والسلع لدى الأونكتاد الخبيرةسيمونيتا زاريللي، فقالت يـبدو أن النـساء فـي المجتمع الفلسطيني يقصدن عدد محدود منالأنشطة الاقتصادية التقليدية وهي التعليم والصناعة والـزراعة والخـدمات. كمـا يـبدوأن النساء يقصدن عدد محدود من المهن أهمها العمل كمعلمات أو ممرضات أو مـزارعات أوحـرفيات. مؤكدة وجود نـسبة من النساء المنخرطات في سوق العمل تعاني من البطالة وعدمالمقدرة على الحـصول على فرصة عمل، ويلاحظ بأن نسبة عالية جداً من المتعطلات عن العملمتعلمات، وبالتالي فإن هناك حاجة لتوفير فرص عمل للمتعلمات من النساء الفلسطينيات.

وقالت:تتصف البيئة الاقتصادية في انخفاض معدل النمو ومحدودية فرص العمل، السوق الفلسطينيسوق ذكوري بالدرجة الأولـى حـيث أن توسـع فرص العمل تميل لصالح الذكور، علاوة على تركزقطاع العمل الخاص على رأس المال الاقتصادي، بالإضافة إلى تجنب المرأة العمل في مجالاتمحددة وعدم توفر الخبرة المطلوبة لدى النساء بما يتناسب مع أحكـام الـسوق.

التعليقات