"القدس" ساح وغى الشباب .. بين طلاب لأجل الأقصى وأخرى للهيكل

رام الله - دنيا الوطن
في وقتٍ كان فيه عشرات الطلبة الصهاينة المندرجين تحت ستار منظمة "طلاب لأجل الهيكل" الصهيونية، يدنسون المسجد الأقصى المبارك باقتحامه وأداء الصلوات التلمودية في ساحاته، كان المئات من طلبة الجامعات الفلسطينية يتصدرون حالة الغضب الفلسطينية من تواصل انتهاكات المستوطنين بحق مدينة القدس والمسجد الأقصى، بإعلانهم حملة "طلاب من أجل الأقصى".

ووسط الحالة التنافسية تلك، من المحاولات الصهيونية بتهويد الأقصى، والمحاولات الفلسطينية بالدفاع عنه، يبرز عنصر الشباب الفلسطيني بدوره الأساسي في معركة الأقصى الحالية والممتدة، إلى تحريره من التهويد وإنقاذه من الهدم.

فرسان المعركة

وترى شرائح المجتمع الفلسطيني جمعاء بفئة الشباب عماد المبادرات والعمل اللامتناهي نحو تحرير فلسطين، فهُم وتاريخ القضية يشهد أنهم الأجدر والأقدر في كل الميادين على البذل والإقدام غير آبهين بالعواقب والمُلمّات.

وفي ساح كل مرحلة، يثبت الشباب بالضفة الغربية والقدس المحتلة والداخل المحتل عام ثمانية وأربعين، أنهم الرجال القادرون على فعل كل ما يمكن للخلاص من الاحتلال، فمن الرباط بالأقصى، وإشعال المواجهات مع جنود الاحتلال عند نقاط التماس، وبإقامة الفعاليات الشعبية المناصرة للقدس، يكون الحراك الشبابي سيد الموقف في الدفاع عن الأقصى ورفضًا لما يتعرض له من انتهاكات.

كما يؤكد الشباب الفلسطيني بتنوع فعالياته وأدواته، قدرته على النجاح باختبار العمل الطويل، عبر صناعة الوعي والثقافة ونشرها بين أوساط المجتمع، حول أهمية العمل للقدس والسير في طريق تحريرها.

أول الغيث

وقد مثلت حملة "طلاب من أجل الأقصى" التي أطلقتها الكتلة الإسلامية في جامعات فلسطين، القَطر المبشّر بأول الغيث الذي سيعمّر ساحات الأقصى بالشباب المحب له، حيث تواصلت فعاليات الحملة في كافة جامعات الضفة الغربية منذ إطلاقها منتصف الشهر الجاري.

وتُنذر حملة "طلاب من أجل الأقصى"، التي لاقت وتلاقي تفاعلًا طلابيًا كبيرًا، بإطلاق سلسلة مبادرات شبابية تستثمر حب الشباب الفلسطيني لمدينة القدس والمسجد الأقصى، لتنتهي بتحريك طاقاتهم الكامنة نحو تخليصه من الحصار الصهيوني المتصاعد.

ورغم كل ما تعرض له الشباب الفلسطيني من ملاحقة من قبل قوات الاحتلال، ومضايقات قامت بها الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة خلال تنظيم الفعاليات المناصرة للأقصى، إلا أن الإصرار الشبابي على مواصلة الجهد من أجل إنقاذ القدس يبقى الواجهة الواضحة في الضفة الغربية.

من ناحيتها، تشدد الكتلة الإسلامية على تعويلها على قطاع الشباب الذي قاد مسيرة العمل الوطني طوال عقود الكفاح ضد الاحتلال، مؤكدة أن جامعات الضفة ما زالت تنبض بطاقاتهم ولم تعجز عن اجتراح معادلات الثورات التي تقلب موازين القوى.

ودعت الكتلة في تصريح لها، طلبة الجامعات إلى تعزيز حضورهم وتفاعلهم مع الفعاليات الجماهيرية التي تشهدها الضفة الغربية نصرةً للمسجد الأقصى المبارك ودفاعاً عنه.

طلاب الهيكل

وفي المقلب الآخر من الصورة، يواصل أعضاء مجموعة "طلاب لأجل الهيكل" الصهيونية تنظيم اقتحاماتهم للمسجد الأقصى، وسط حراساتٍ معززة ومشددة من شرطة الاحتلال.

وتتشكل مجموعة "طلاب لأجل الهيكل" من مئات طلبة الجامعات العبرية المتطرفين، الذين يقودهم عدد من المستوطنين المتطرفين كـ"تومي نيساني" و"راشيل توتي" و"سارة ياشيديف" و"عوفير ليفني".

التعليقات