المتضررون من العدوان والفقراء بحاجة دائمة للخدمات الطبية المجانية

المتضررون من العدوان والفقراء بحاجة دائمة للخدمات الطبية المجانية
رام الله - دنيا الوطن
اتجهت والدة الطفل قيس الشنباري نحو سيارة تقدم خدمات العلاج الأولي فور وصولها إلى منطقة "الزيتون" في بلدة بيت حانون، لتلقي خدمات الرعاية الصحية الأولية.

كان الطفل الشنباري (عام ونصف) يعاني من التهابات شديدة في المسالك البولية عندما تلقى خدمات الكشف الصحي، وتلقى الأدوية اللازمة من الفريق الطبي العامل في المناطق التي تعرضت للعدوان الإسرائيلي الأخير.

ويُعد الشنباري واحداً من مئات المواطنين الذين تلقوا هذه الخدمات، خلال الأيام القليلة الماضية ضمن برنامج العيادة المتنقلة الذي تنظمه الإغاثة الطبية الفلسطينية

 وينتظر مواطنو المناطق التي تعرضت للعدوان، تنظيم مثل هذه الفعاليات بحثاً عن احتياجاتهم من الرعاية الصحية والأدوية المجانية.

خيمة طبية بالقرب من منزل مدمر

وفي المنطقة الشمالية لبلدة بيت حانون، حملت المواطنة ابتسام أبو جراد طفلها "محمد (عام وثلاثة شهور) وتوجهت به إلى خيمة طبية أقيمت بالقرب من أحد المنازل المدمرة، لتلقي العلاج.

وتسكن المواطنة أبو جراد(28عاماً) التي فقدت منزلها خلال الحرب وباقي أفراد أسرتها التسعة لدى منزل أحد اقرباءها، وتفتقر لأدنى الخدمات الطبية، وهي كما باقي القاطنين في تلك المنطقة تنتظر تنظيم يوم عمل طبي مجاني للتمكن من علاج أطفالها.

قالت " أن طفلها يحتاج للرعاية الأولية من أمراض الشتاء، كما أنه واثنين آخرين من أطفالها بحاجة لمتابعة طبية دائمة، مشيرة إلى أن زوجها عاطل عن العمل، ويفتقرون للدخل المادي كل شهر، ما يحول دون دفع نقود مقابل تلقي الخدمات الطبية.

 

حشد من المرضى

كما احتشد عدد آخر من المواطنين أمام سيارة العلاج التي تواجدت في منطقة "البورة" في بيت حانون خدمات العلاج الأولي والأدوية المجانية من أمراض تتعلق بالأنفلونزا والتهابات الحلق والباطنة.

قال المواطن محمود شبات(40عاماً) من بيت حانون الذي حضر لإجراء كشف طبي وتلقي أدوية مجانية،  لا يوجد أي مركز صحي في تلك المنطقة ، التي يسكنها آلاف المواطنين.

وأكد احتياج الكثير السكان لتنظيم أيام عمل طبية مجانية، تشمل إجراء الكشف الطبي خصوصاً مع اقتراب فصل الشتاء، مشيراً إلى أن هذه المناطق تعرضت للعدوان الإسرائيلي ويحتاج ساكنوها للخدمات المتنوعة.

وتتنوع الأمراض التي يعاني منها هؤلاء المواطنون بحسب إفادات لعدد من الأطباء العاملين في الفعاليات المُنظمة في البلدة مابين:  فقر الدم، إصابات الطفيليات والديدان، النزلات المعوية، التهابات القصبة الهوائية، وأمراض الشتاء، والأمراض الجلدية.

العيادة المتنقلة

وتعمل جمعية الإغاثة الطبية على تنظيم برنامج "العيادة المتنقلة" لتقديم هذه الخدمات للمواطنين في مناطق سكناهم.

قال الدكتور عائد ياغي مدير الإغاثة الطبية الفلسطينية " أن هذا البرنامج جاء لتلبية لاحتياجات المواطنين الذين تعرضوا للعدوان الإسرائيلي، مشيراً إلى أن البرنامج يشمل تقديم خدمات صحية مجانية للمهجرين من منازلهم وبالتنسيق مع وكالة الغوث الدولية ووزارة الصحة، سواء كان ذلك في مراكز الإيواء أو المناطق المدمرة.

وأضاف، أنه تم تشغيل تسع عيادات طبية متنقلة منذ بدء اليوم الأول للعدوان، والتي تمكنت من تنظيم أيام عمل وزيارات ميدانية لنحو 77 مركز إيواء و28 تجمع سكاني خلال وبعد فترة الحرب، وفي جميع مناطق قطاع غزة.

أوضح أن نحو 32 ألف و130 مواطناً، استفادوا من هذه الخدمات  حتى نهاية شهر سبتمبر الماضي مشيراً على  أن الفرق الطبية تقدم خدمات مجانية في الطب العام، التمريض، المختبر و والأدوية المجانية.

خدمات طبية للجرحى والنساء

وأضاف د. ياغي ، كما تنظم الإغاثة الطبية عيادة طبية متنقلة متخصصة في صحة المرأة لمتابعة النساء الحوامل والواضعات الجدد وعلاج الأمراض النسائية وتم استخدام جهازu/s  لمتابعة الحوامل ، وبلغ عدد المستفيدات منذ افتتاح عمل عيادة النساء المتنقلة نحو 1120 سيدة.

وتابع، كما تنظم الإغاثة ضمن خدماتها المقدمة للمتضررين من العدوان خدمات تقديم الخدمة الطبية للجرحى في منازلهم عبر أربعة فرق طبية ، مشيراً على أن غالبية هؤلاء لم يتم استكمال علاجهم بالمستشفيات ، وقد استفاد من هذه الخدمات نحو 470 جريح عبر 1974 زيارة منزلية.

التعليقات