بإمكان أمريكا حل مشكلة موظفي غزة بعمل منطقة صناعية لهم

بإمكان أمريكا حل مشكلة موظفي غزة بعمل منطقة صناعية لهم
بقلم:د.كامل خالد الشامي
كاتب وباحث

تتعاظم مشكلة موظفي حكومة غزة السابقة يوما بعد يوم, وتكثر الطروحات خاصة في الإعلام لحل هذه المشكلة
التي تعتبر قنبلة موقوتة , فمنذ أكثر من 5 أشهر لم يتقاضي موظفو الحكومة المستقيلة والتي حلت بدلا منها حكومة الوفاق أي مرتبات, وقد سبق لموظفي حكومة غزة أن أغلقوا البنوك ,أضربوا احتجاجا علي عدم تسلمهم لمرتباتهم.
وبإمكان الولايات المتحدة الأمريكية أن تقوم بالتكفير عن سيئاتها تجاه الشعب الفلسطيني , فهي التي أعطت إسرائيل القنابل والصواريخ التي دمرت قطاع غزة وأتت فيها علي البنية التحتية والصناعة والتجارة والزراعة, ووافقت علي حصار غزة, فكانت النتيجة حتى اللحظة 4 آلاف قتيل و20 ألف جريح وهدم وتدمير 100 ألف منزل, وتدمير المطار ومنع إنشاء الميناء ومنع إنشاء محطات للمياه العادمة, وحصار بري وبحري وجوي , وأصبح أكثر من 90% من السكان يعيشون تحت خط الفقر.

ويمكن لأمريكا أن تمول إنشاء منطقة صناعية كبيرة في جنوب قطاع غزة حيث يمكن استغلال مساحات واسعة من الأراضي البور والمصنفة أراضي زراعية وتحويلها إلي أراضي صناعية, وعمل مصانع ومنطقة تجارة حرة تخدم منطقة الشرق الأوسط, وتدريب الموظفين وتأهيلهم وتشغيلهم في المنطقة الصناعية تماما كما فعلت أمريكا في الفلبين التي استولت عليها خلال الحرب الأسبانية الأمريكية في العام .1889, فقد قامت أمريكا بعد رفع الوصاية عنها بعمل منطقة صناعية كبيرة بالقرب من مانيلا العاصمة وشغلت بها أكثر من 50 ألف شخص بعد تدريبهم , وقامت ببناء مطار في المنطقة الصناعية , بحيث يصل رجال الأعمال المنطقة الصناعية بيسر وسهولة ويغادرنوها بنفس الطريق التي جاءوا بها.

وعلي إسرائيل أن تقوم برفع الحصار وتأهيل القطاع الخاص ,والسماح ببناء المناطق الصناعية وإعادة تشغيلها, والسماح بالتجارة من والي خارج قطاع غزة, وإعادة تأهيل المطار والسماح بإنشاء الميناء الذي نصت علية اتفاقية اسلوا,وإدخال مواد البناء لتشغيل قطاع البناء الذي يستوعب أكثر من 50 ألف عامل , لإعادة بناء ما تهدم من منازل ومصانع ومدارس ومساجد وجامعات وغيرها من المرافق الخدمية إلي تشغل الناس وتقدم لهم الخدمة.

أذا تحقق ذلك سيكون من السهل امتصاص العمالة برمتها سواء من القطاع العام أو من القطاع الخاص, وسوف يشهد قطاع غزة ازدهرا جديدا, ولكن إذا بقيت الأمور كما هي, فالقادم أسوأ.

والسؤال الذي يطرح نفسه لمصلحة من سيكون تدمير غزة وقتل السكان المدنيين؟وماذا حقق الحصار لإسرائيل والعالم الذي شارك به؟ الإجابة واضحة المزيد من القتل والمزيد من الدمار , والمزيد من التهجير والمزيد من الفقر !
وحتى يتم الأعمار علي الفصائل أن تتوصل بسرعة إلي اتفاق فيما بينها.صحيح أن موظفو حكومة غزة لهم انتماءات سياسية, ولكنهم في النهاية فلسطينيون وهم بحاجة إلي عمل والي مرتبات , فأسرعوا بحل مشكلتهم قبل أن يتحولوا إلي قنابل بشرية.

[email protected]

التعليقات