معهد المياه والبيئة بجامعة الأزهريدق ناقوس الخطر .. مشكلة المياه في تفاقم مستمر

رام الله - دنيا الوطن
تعتبر مشكلة المياه من أبرز تهديدات الأمن القومي الفلسطيني، حيث يواجه قطاع المياه أزمات حادة وضربات متتالية بفعل الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى ندرة كمية المياه نتيجة محدودية المصادر المتجددة والسحب المفرط وغير المراقب من الآبار، و تدني جودة المياه ونوعيتها بسبب التلوث.

 معهد المياه والبيئة بجامعة الأزهر-غزة على لسان الدكتور عدنان عايش مدير المعهد دق ناقوس الخطر مجدداً حول تفاقم تلك المشكلة، حيث أشار د. عايش خلال لقاء لأجرته معه دائرة العلاقات العامة إلى أن إرهاصات تفاقم أزمة المياه تزداد مع كل عدوان إسرائيلي جديد على القطاع، وأن أي تأجيل لمعالجة هذا الموضوع سيقود إلى تدهور إضافي في الأوضاع، مؤكداً أن الأمن المائي مفقود بسبب تداخل مياه البحر بالمياه الجوفية و تزايد ملوحتها، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة النترات الأمر الذي يسبب العديد من الإمراض الخطيرة كالسرطان والفشل الكلوي والأنيميا لدى الأولاد ولدى الرضع مرض ميتاهموجلوبينيميا (متلازمة "الأطفال الزرق") التي قد تسبب الاختناق والموت، لافتاً إلى أن تقديرات سلطة المياه الفلسطينية فإن حوالي 40% من الحالات المرضية في قطاع غزة مرتبطة بتلوث مياه الشرب.

وشدد الدكتور عايش على ضرورة تحمل الجهات المختصة مسئولياتها ومراقبة محطات التحلية التجارية ومتابعة موزعي المياه على المواطنين، مشيراً إلى أن دراسة سابقة أجراها المعهد بالتعاون مع اليونسيف كشفت عن أن 73% من تلك المياه ملوثة من الناحية البيولوجية، وأن 95% من المياه في قطاع غزة غير صالحة للشرب،

ونصح الدكتور عايش الأهالي والمواطنين الذين يعتمدون على مياه الشرب المباعة بغليها وتبريدها ثم استخدامها، كذلك نصح باستخدام أقراص التعقيم، وفيما يتعلق بمشكلة المياه بشكل عام أكد على ضرورة إيجاد حلول خلاقة وإستراتيجية كتحلية مياه البحر وإيجاد مصادر بديلة للمياه مثل إعادة استخدام مياه الصرف الصحي في الزراعة، وتجميع مياه الأمطار في تجمعات مركزية، ومنع تلوث مصادر المياه وذلك عن طريق التحكم بمصادر التلوث أو إدارة المصادر المائية، ووضع برامج لترشيد الاستهلاك من المياه.

وأوضح د.عايش بأن المعهد بتمويل من سلطة المياه الفلسطينية، يعكف الآن على تحليل عينات للتربة من أماكن تعرضت للقصف والتدمير للتأكد من عدم وجود أي مواد مضرة أو مشعة قد تزيد من تلوث الخزان الجوفي، لافتاً إلى أن المعهد قام منذ اللحظة الأولى بجمع تلك العينات التي تخضع الآن للفحص المخبري الدقيق باستخدام جهاز (ICP) أحد أهم وأحدث الأجهزة التي تقوم بتحليل العناصر الثقيلة كالفيسفور والرصاص والكادميوم والألمونيوم والنحاس والزئبق إضافة إلى العناصر المشعة كاليورانيوم.

وأكد الدكتور عايش بأن الحكومة الفلسطينية تنتظر نتائج التحاليل، وعليه سيتم تحديد إمكانية الاستفادة من الركام وإعادة تدويره أم لا،  إضافة إلى إيجاد حلول سريعة قبل تسرب أي مواد سامة للخزان الجوفي وتحديد أماكن التلوث إن وجدت والسيطرة عليها.

التعليقات