بيع الارض وتسريبها لليهود جريمه يجب ملاحقة مرتكبيها وباثر رجعي

بيع الارض وتسريبها لليهود جريمه يجب ملاحقة مرتكبيها وباثر رجعي
المحامي علي ابوحبله
قضية تسريب وبيع الاراضي والممتلكات للاسرائليين تؤرق المجتمع الفلسطيني مما يتطلب توعيه ثقافيه لخطورة تلك الظاهرة الخطيرة التي تهدد الوجود الفلسطيني وتؤدي لتمكين المحتلين الاسرائليين من تثبيت وجودهم على الارض الفلسطينيه ، وان الفلسطينيون منذ احتلال اسرائيل لفلسطين وهم يواجهون المحتل الاسرائيلي بكل الوسائل وهناك فتاوى تحرم بيع الارض لليهود ، هذا نص الفتوى الصادرة عن مؤتمر علماء فلسطين الاول المنعقد في القدس بتاريخ 26/ كانون ثاني 1935م وتقضي بتحريم بيع الاراضي لليهود وهي موقعة من اعضاء المؤتمر العلماء ويظهر من بين الاسماء من اعلام بلدتنا السوافير الشيخ محمد عبد الهادي خاطر من قرية السوافير الغربية ويحمل في القائمة رقم (96) ......المراجع (جريدة الجامعة العربية /العدد1577-12/ايار/1935م ) (وثائق الحركة الوطنية الفلسطينية من اوراق اكرم زعيتر) (القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين 1917- 1948م مؤسسة الدراسات الفلسطينية )..... نص الفتوى
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإننا نحن المفتين والقضاة والمدرسين والخطباء والأئمة والوعاظ وسائر علماء المسلمين ورجال الدين في فلسطين، المجتمعين اليوم في الاجتماع الديني المنعقد في بيت المقدس بالمسجد الأقصى المبارك حوله، بعد البحث والنظر فيما ينشأ عن بيع الأراضي في فلسطين لليهود من تحقيق المقاصد الصهيونية في تهويد هذه البلاد الإسلامية المقدسة وإخراجها من أيدي أهلها وإجلائهم عنها وتعفية أثر الإسلام منها بخراب المساجد والمعابد والمقدسات الإسلامية، كما وقع في القرى التي تم بيعها لليهود وأخرج أهلها مشردين في الأرض، وكما يخشى أن يقع لا سمح الله في أولى القبلتين وثالث المسجدين: المسجد الأقصى المبارك.
وبعد النظر في الفتاوى التي أصدرها المفتون وعلماء المسلمين في العراق ومصر والهند والمغرب وسوريا وفلسطين والأقطار الإسلامية الأخرى، والتي أجمعت على تحريم بيع الأرض في فلسطين لليهود، وتحريم السمسرة على هذا البيع والتوسط فيه وتسهيل أمره بأي شكل وصورة، وتحريم الرضا بذلك كله والسكوت عنه، وأن ذلك كله أصبح بالنسبة لكل فلسطيني صادرا من عالم بنتيجته راض بها، ولذلك فهو يستلزم الكفر والارتداد عن دين الإسلام باعتقاد حله كما جاء في فتوى سماحة السيد أمين الحسيني مفتي القدس ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى.
بعد النظر والبحث في ذلك كله وتأييد ما جاء في تلك الفتاوى الشريفة والاتفاق على أن البائع والسمسار والمتوسط في الأراضي بفلسطين لليهود والمسهل له هو :
أولا : عامل ومظاهر على إخراج المسلمين من ديارهم.
ثانيا : مانع لمساجد الله أن يذكر فيها اسمه وساع في خرابها.
ثالثا : متخذ اليهود أولياء لأن عمله يعد مساعدة ونصرا لهم على المسلمين.
رابعا : مؤذ لله ولرسوله وللمؤمنين.
خامسا : خائن لله ولرسوله وللأمانة.
وبالرجوع إلى الأدلة المبينة للأحكام -في مثل هذه الحالات- من آيات كتاب الله كقوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ}الأنفال27-28 .
وقوله تعالى:
{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً}58 (الأحزاب: 58)
وقوله تعالى:
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } البقرة114 .
وقوله تعالى: { لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }الممتحنة8- 9 .
وقوله تعالى في آية أخرى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء} الممتحنة1 .
وقوله تعالى في آية أخرى: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ } المائدة51 .
وقد ذكر الأئمة المفسرون أن معنى قوله تعالى: (فإنه منهم) أي من جملتهم وحكمه حكمهم.
فيعلم من جميع ما قد قدمناه من الأسباب والنتائج والأقوال والأحكام والفتاوي أن بائع الأرض لليهود في فلسطين سواء كان ذلك مباشرة أو بالواسطة وأن السمسار والمتوسط في البيع والمسهل له والمساعدة عليه بأي شكل -مع علمهم بالنتائج المذكورة- ، كل أولئك ينبغي أن لا يصلى عليهم ولا يدفنوا في مقابر المسلمين ويجب نبذهم ومقاطعتهم واحتقار شأنهم وعدم التودد إليهم والتقرب منهم، ولو كانوا آباء أو أبناء أو إخوانا أو أزواجا . {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} التوبة 23-24 .
هذا وإن السكوت عن أعمال هؤلاء والرضا به مما يحرم قطعا .
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }الأنفال 24-25 .
جعلنا الله من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه فإنه مولانا وهو نعم المولى ونعم النصير.
تحريرا في (20) شوال سنة (1353هـ) (26) كانون الثاني (1935م) .
وقد اصدر الرئيس محمود عباس أصدرالرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن)، مساء الاثنين، قرارا بقانون معدل لقانون العقوبات الأردني رقم 16 لسنة 1960 وتعديلاته النافذة في المحافظات الشمالية
وعدل بموجب القرار نص المادة 114 من القانون، حيث فرض في التعديل الجديد عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة على كل من قام بتسريب أو تأجير أو بيع الأراضي لدولة معادية أو أحد رعاياها، فيما كانت العقوبة السابقة هي الأشغال الشاقة المؤقتة لمن يقوم بتسريب الأراضي لدولة معادية.
ان بيع الارض الفلسطينيه او تاجيرها جريمه ليس بعدها جريمه واصبح لزاما توعية المجتمع الفلسطيني التي حذرنا منها مرارا وتكرارا لمخاطرها وتهديدها للمجتمع الفلسطيني وذلك عبر كافة المنابر وفي خطب الجمعه والندوات مما يتطلب من الجميع ان يكون العين الساهره لتتبع هذه الجريمه وملاحقة كل من تساور له نفسه بارتكاب الجرم الذي يكفر فاعله ويجعله مرتد عن الاسلام ، لم يعد السكوت مجديا او التراخي عن ملاحقة هذه الجرائم وباثر رجعي لخطورتها وخطورة مرتكبها

التعليقات