الجنوبيون يواصلون اعتصامهم المفتوح في ظل توسع المخيم وتزايد اعداد المشاركين

الجنوبيون يواصلون اعتصامهم المفتوح في ظل توسع المخيم وتزايد اعداد المشاركين
رام الله - دنيا الوطن -  رائد الجحافي
لليوم السابع على التوالي يواصل ابناء اليمن الجنوبي اعتصامهم المفتوح في ساحة الحرية بمدينة خورمكسر عدن، وتحت شعار التحرير والاستقلال الهدف الأول والأخير الذي لا تراجع عنه نصب الجنوبيون في الساحة مئات المخيمات التي يتقاطر اليها معظم الجنوبيين من كل ارجاء الجنوب، هذا ولوحظ في اليومين الاخيرين زيادة اعداد المشاركين الذين يتهافتون الى الساحة بحماس كبير، وفيما اعلنت الكثير الشخصيات الجنوبية المحسوبة على السلطات اليمنية لكونها تشغل مناصب في المؤسسات الحكومية مباركتها للاعتصام اعلن الكثير من موظفي السلك الحكومي من مهنيين ونقابات ومنضمات مجتمع مدني وغيرهم من الجنوبيين انضمامهم الى ساحة الاعتصام والتمسك بهدف تحرير واستقلال الجنوب، هذا وبدأت قوافل الدعم من التبرعات بالتدفق على المعتصمين الذين يتزايد عددهم من حين الى اخر.

الساحة الواسعة الموجودة في مدينة خور مكسر والتي كانت تستخدم في السابق للعروض العسكرية وإقامة الاحتفالات الرسمية ابان حكومة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية قبل حرب صيف العام 1994م التي نتج عنها احتلال الجنوب اضحت اليوم مليئة بالخيام والمشاركين الذين تتمدد خيامهم في كل الاتجاهات وهو ما ينبئ بإصرار وعزيمة الجنوبيين نحو نيل استقلال بلادهم بعد حوالي عشرين عاماً من الاحتلال اليمني لها، وتشير الدلائل الى توسع نطاق المخيمات وقد تشمل مساحات واسعة من مدينة خور مكسر نفسها خلال الايام القادمة مع احتمال فتح مخيمات اخرى مماثلة في المدن والمناطق الاخرى للتحول العاصمة عدن الى مخيم واحد ترفرف عليه اعلام الجنوب وصور آلاف الشهداء والجرحى الذين سقطوا بنيران قوات الجيش والأمن اليمني خلال السنوات الماضية جراء الانتفاضة الجنوبية التي خرج فيها الجنوبيين يطالبون باستقلال الجنوب.

هذا وقد لاقت خطوة الاعتصام المفتوح هذه ترحيب واسع من قبل كافة شرائح المجتمع الجنوبي في الداخل والخارج خصوصاً المغتربين الذين تفاعلوا معها وابدوا استعدادهم لتقديم الدعم للمعتصمين.

مخيم الاعتصام هذا الذي ينمو بسرعة كبيرة وتفاعل بالغ من قبل معظم الجنوبيين تجري فيه الترتيبات بحفاوة كبيرة من قبل المعتصمين انفسهم باعتبار ان كل ما فيه من خيام وأثاث تم جلبها بصورة ذاتية من قبل المشاركين الذين وجدوا من الساحة متنفس لهم جراء الخناق الذي شددته السلطات اليمنية عليهم طيلة العقدين الماضيين، ويعيش المشاركين في هذه الساحة اروع لحظات العمر بدافع الامل الكبير الذي شعروا انه يشهد اكتمال مراحل نموه في تلك الساحة بعد أن نشاء في ساحات وميادين الجنوب طيلة السنوات الماضية التي شهدت انتفاضة واسعة ومليونيات وفعاليات لم تتوقف على الاطلاق.

وفيما لم يتساءل الجنوبيون حتى اللحظة عن ماهية العمل الثوري الذي قد تتطلبه المرحلة القادمة عقب اكتمال الحضور الشعبي والسياسي الى ساحة الحرية إلا ان الكثير من التوقعات تحضر وبقوة الى اذهان الجميع من خلال التعاطي الواسع مع المشهد الجديد من قبل الاطراف الدولية التي شرع البعض منها بالظهور ولو بصورة غير علنية اليوم، هذا وفيما لا يزال الموقف اليمني الرسمي بعيداً عن الحدث الذي تشهده العاصمة عدن إلا ان ما يجري في صنعاء جاء في صالح الجنوبيين خصوصاً في حال معرفة استثمار الحدث الراهن الذي يتزامن مع جملة من المتغيرات التي تشهدها المنطقة العربية وبالذات مع سقوط العاصمة اليمنية صنعاء بأيدي انصار الله قبل اسابيع واستمرار المعارك بينهم وعناصر القاعدة في بقية المحافظات اليمنية.

وفيما يتبادل الجنوبيين الكثير من الاخبار التي تتحدث عن تغير مواقف بعض الدول تجاه الجنوب خصوصاً دول الجوار إلا انه لا يوجد ما يوحي بذلك باستثناء فتح بعض نوافذها الاعلامية تجاه ما يجري في الجنوب منذ اسبوع على الرغم من محاولة وسائل الاعلام تلك من توظيف ما يجري لصالح اوراق اعلامية ضاغطة سياسياً على انصار الله في العربية اليمنية.

ساحة الحرية او كما يطلق عليها ساحة الاعتصام المفتوح حتى التحرير والاستقلال تشهد فقرات برامجية يومية متنوعة من شعر وغناء ثوري وكلمات وغيرها من الفنون الاخرى بالإضافة الى ندوات مصغرة ومتابعات لبرامج اعلامية على شاشة كبرى يقف امامها المعتصمون كل ليلة لمتابعة اخر تطورات المشهد الذي يعيشونه.






التعليقات