افتتاح مؤتمر الصناعات الدوائية في بيروت

افتتاح مؤتمر الصناعات الدوائية في بيروت
رام الله - دنيا الوطن-محمد درويش
افتتح وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور مؤتمر "الدورة الطبية التعليمية الاولى" بعنوان "الموافقة على المنتجات الصيدلانية المعدة للاستخدام البشري: متطلبات عملية وتقنية"، نظمته شركة "أروان للصناعات الدوائية"، بالتعاون مع نقابة الصيادلة في فندق "غولدن توليب" في الجية، في حضور النائب علاء الدين ترو، نقيب الصيادلة في لبنان ربيع حسونة، رئيس شركة أروان عبدالرزاق يوسف وأكثر من 180 صيدليا من لبنان والمنطقة العربية المتابعة للدورة.

وألقى أبو فاعور في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر كلمة حيا فيها شركة أروان على تنظيمها المؤتمر ورئيس الشركة عبدالرزاق يوسف "وهو ما يزال من المغامرين العرب الذين يقتنعون بلبنان، انه بلد قابل للحياة"، موجها التحية للوفود العربية المشاركة "فهم يؤكدون لنا اليوم ان هذا البلد ما زال قابلا للعروبة، وانه ما زال بلدا آمنا ينظر اليه العرب باعتباره مساحة تلاق، ومكانا للنقاش العلمي لتطوير العرب ودنيا العرب وعلم وطبابة العرب، وكل نواحي حاجات التطوير العربي".

وقال: "الفخر الكبير هو ان نكون في حضرة شركة وطنية، وان كانت بتمويل عربي، ولكنها شركة منتجة وطنية، وانتم تعرفون أنه وبحسب الاحصاءات، ان 5 الى 7 بالمئة فقط من حاجاتنا الدوائية تغطى من الانتاج المحلي.

وتابع: "مسألة سعر الدواء، خطوة نوعية اننا خفضنا الدواء بنسبة 22 بالمئة، وربما لحق الصيادلة بعض التأثير، ممكن تعويضه دون اعادة النظر بالجعالة، وان الشركات المستورة ومع كل تقديري واحترامي لم تتأثر أرباحها على الاطلاق، خفضت ارباحها بأشكال قياسية، ولكن هذه الارباح هي من فائض الارباح، يعني ان شركات الدواء في لبنان ما زالت من أكثر الشركات ربحا، رغم التخفيض الذي حصل 22 بالمئة، لا زالت شركات الدواء تربح بشكل كبير جدا، والشركات المستوردة التي قالت ان وزارة الصحة ظلمتها هذا غير صحيح، لا زالت تجزي أرباحا كبرى، ومن يشعر نفسه مظلوما، هناك استثمارات اخرى رغم ان هذا الامر غير صحيح والدليل : جودة الدواء وسعره وتشجيع الصناعة الوطنية. 5 الى 7 بالمئة يعتبر رقما متدنيا بالنسبة لبلد مثل لبنان

 طبعا هناك مسؤولية على الدولة، فكيف يمكن كدولة ان نشجع؟ أعتقد ان واحدة من الافكار هي المعاملة بالمثل، التي تحتاج الى تفكير عميق، معاملة بالمثل مع الدول التي نستطيع ان نجد بدائل للدواء المستورد منها، وهذا ربما يعطي دفعا للصناعة المحلية، وهذا امر محل نقاش بيننا وبين وزير الصناعة الدكتور حسين الحاج حسن حول هذا الامر".

أضاف: "ما اقوله للمواطن: يجب ألا نزدري الدواء الوطني والصناعة المحلية، لأن الصناعة المحلية تطابق اعلى معايير الجودة، وليس هناك عيب فيها والرقابة قائمة عليها، طبعا لسنا في نفس المستوى العلمي والانتاج والاستثمارات الكبرى للدول الكبرى، ولكن يجب ألا نزدري هذا الامر، فلننظر الى دول اخرى، مثلا الأردن الشقيق من اهم البلدان المنتجة للادوية، ومن اهم الشركات، فماذا يعيق اللبنانيين؟ ان الذي يعيقهم سياسة تشجيعية، وسياسة دعم من الدولة، وبعض الثقة من القطاع المحلي، والقطاع الاقتصادي. أشكر لشركة "أروان" هذا اللقاء، وآمل ان يحفل لبنان بلقاءات علمية اكثر، وان يفرح أكثر في استقبال اخوانه العرب، لأنه رغم الاحداث المحلية، ورغم كل ذلك لبنان لا زال بلدا قابلا لاستقبال اخوانه العرب".

وجاء في كلمة نقيب الصيادلة  أكد فيها ان "مهنة الصيدلة كسائر المهن تشهد تطورا كبيرا في العالم، وهذا التطور يصب دوما في خانة تحصين صحة المريض وكيفية ضمان جودة الخدمة الصحية التي يقدمها الصيدلي"، مشيرا الى ان "دور الصيدلي أصبح اساسا في كل المجتمعات، ومن خلاله أصبح من الممكن ترشيد استعمال الادوية وتوفير الكثير من المتاعب والاعباء الصحية والمادية على كاهل المواطن والمجتمع".

ونوه "بالاستراتيجية التي تتبعها وزارة الصحة في تخفيض سعر الدواء"، وأكد ان "نقابة صيادلة لبنان تقدر عاليا الجهود التي تقوم بها شركة أروان للصناعات الدوائية في استنهاض الصناعة الوطنية اللبنانية"، وقال: "إن النقابة تدعم الصناعة الدوائية في لبنان وتعتبرها الحجر الأساس في دعم الأمن الدوائي اللبناني.

نحن نقدر أيضا الصناعة الجيدة لمصنع أروان ومطابقته المعايير الدوائية العالمية ونرى فيه شريكا حقيقيا في دعم الخطوة الاستراتيجية التي قمنا بها بفرض التعليم الالزامي والمستمر.

 هذه الفعاليات تصب في خانة تدعيم الثقافة لدى الصيادلة في شتى اتجاهاتهم المهنية مما يؤمن وعيا علميا ومهنيا يجعل من الصيدلي رجل الأمن الصحي ونكون من خلالها ندعم الأمن الدوائي في لبنان".

وأكد يوسف في كلمة أن "وزارة الصحة العامة في لبنان تطبق المعايير العالمية لمنح الموافقات على انتاج وتسجيل الأدوية في لبنان وفق معايير هيئة المنتجات الغذائية والدوائية FDA في الولايات المتحدة الأميركية و/أو EMEA في الاتحاد الأوروبي".

ثم قدم يوسف درع الشركة لأبو فاعور ودرعا آخر لحسونة.
وتناولت الدورة في ثلاث جلسات المتطلبات الاساسية للموافقة على أدوية جيدة وفعالة وآمنة، وأهمية تعزيز التثقيف المستمر الذي يفيد المجتمع والأخصائيين في حقل الرعاية الصحية والمرضى. وألقى اللقاء الضوء على شروط الممارسات الجيدة في تصنيع الأدوية في لبنان والمصداقية والأمان.

افتتح الجلسة الاولى "الممارسات الجيدة في التصنيع GMP" المهندس سيمون فرنسيس وهو الخبير في عمليات GMP في أوروبا والشرق الأوسط، ثم تحدث الدكتور امتياز حيدر من الأكاديمية العالمية للأدوية IPA كندا عن تصنيع المنتجات المعقمة مناقشا التطورات والتحديات من وجهة نظر هيئة الأغذية والأدوية في الولايات المتحدة FDA. بعد ذلك، تناول الدكتور نزيه أبو جودة البروفسور في جامعة القديس يوسف وعضو الفريق المسؤول عن الممارسات الجيدة في التصنيع في وزارة الصحة في لبنان موضوع القوانين والاحكام المفروضة من الوزارة.

وناقش المشاركون في الجلسة الثانية التي افتتحتها رئيسة قسم الصيدلة السريرية في الجامعة اللبنانية الدكتورة سناء عواضة موضوع الملف التقني العام CTD وتحدث الدكتور دين هارون من جامعة كوينز في بلفاست عن أهمية الملف التقني العام في تطوير وتسجيل الدواء. ثم استعرضت رئيسة قسم الصيادلة في وزارة الصحة العامة في لبنان الدكتورة كوليت رعيدي توجه وممارسات الوزارة في هذا الاطار.

وافتتح الجلسة الثالثة البروفسور في كلية الطب في الجامعة الأميركية جوزيف سمعان، ثم تحدثت بالفيديو المرئي بيغي بيري التي كانت تعمل في هيئة الأغذية والأدوية الأميركية FDA وناقشت أهمية متابعة ورصد الاثآر الجانبية للأدوية ما بعد البيع، ثم استعرضت الدكتورة ناديا دلول من نقابة الصيدلة في لبنان المقاربة اللبنانية في هذا الموضوع.

التعليقات