ليبيا بعد القذافي.. فوضى واقتتال وانفصال للأقاليم

ليبيا بعد القذافي.. فوضى واقتتال وانفصال للأقاليم
رام الله - دنيا الوطن
معمر القذافي يعتبر من أكثر الوجوه السياسية العربية والعالمية اثارة للجدل،عاش القذافي حياة السياسين بطولها وعرضها ولكن بكل جبروته وقوته مات مقتولا بعد أن حكم ليبيا أكثر من 42 عاما

يحل اليوم الذكرى الثالثة لمقتل العقيد الليبي معمر القذافي بأيدي الثوار في مدينة سرت مسقط رأسه ، نعيد النظر في حصاد عام مرّ على ليبيا من دون حكم القذافي

بعد مقتل القذافي عاشت ليبيا أوضاعا صعبة وباتت ملاذا غير آمنا بين عمليات ارهابية واقتتالات على الحكم.

الحياة السياسية..
في 7 يوليو 2012، صوت الليبيين في أول انتخابات برلمانية منذ نهاية حكم القذافي.

في 8 أغسطس 2012، سلم المجلس الوطني الانتقالي رسميا السلطة إلى المؤتمر الوطني العام المنتخب، والذي أسندت إليه مهمة تشكيل حكومة مؤقتة وصياغة دستور ليبيا الجديدة، غُيرت لاحقاً إلى انتخاب لجنة مستقلة (لجنة الستين) هي من ستقوم بوضع دستور للبلاد التي سيتم الموافقة عليها في استفتاء عام

في 7 أكتوبر 2012، تم الدفع بـمصطفى أبوشاقور كرئيس وزراء من قبل أعضاء في المؤتمر الوطني العام إلا أنه فشل مرة ثانية في الحصول على موافقة غالبية المؤتمر على الحكومة الجديدة. في 14 أكتوبر 2012، انتخب المؤتمر الوطني العام محامي حقوق الإنسان علي زيدان ليصبح رئيس الوزراء المكلف.

 أدى زيدان اليمين الدستورية بعد موافقة المؤتمر على حكومته

وفي 23 سبتمبر 2014 نجح رئيس الحكومة الليبية عبدالله الثني  في تمرير تشكيلته الحكومية أمام البرلمان بعد محاولتين لم يكتب لهما النجاح أجبرتاه على إجراء تعديلات وزارية في الأسماء المقترحة، بحسب ما أعلن المتحدث باسم البرلمان.

وقال المتحدث الرسمي باسم البرلمان فرج بوهاشم إن "المجلس منح الثقة لحكومة الثني بعدد110 نواب من أصل 112 حضروا جلسة التصويت".

تقسيم ليبيا
أعلن دعاة الفدرالية في ليبيا تشكيلَ حكومةٍ إقليمية لتسيير شؤون اقليم برقة شرقي البلاد، الخميس، في خطوة من شأنها تعقيد الأزمات السياسية والأمنية في البلاد.

وخلال مؤتمر صحفي في أجدابيا (900 كلم شرق طرابلس)، أعلن عبد ربه عبد الحميد البرعصي رئيس المكتب التنفيذي (الحكومة) لإقليم برقة أسماء 24 شخصا لتولي هذه الحقائب إضافة إلى شخص آخر يتولى مهمة نائب رئيس المكتب .

وأضاف البرعصي أن المكتب السياسي قرر تقسيم الإقليم إلى أربع محافظات هي أجدابيا وبنغازي والجبل الاخضر وطبرق.

 وسبق أن أعلن إقليم برقة كياناً فدرالياً اتحادياً مرتين بقيادة أحمد الزبير السنوسي ابن عم الملك السنوسي لكن الأمر لم يتعد ذلك الإعلان.

وفي نهاية العام الماضي اعلنت مجموعة من أعيان ومشايخ المنطقة الجنوبية الليبية فزان إقليماً فيدرالياً، كما أعلنوا تشكيل المجلس الاجتماعى الأعلى لقبائل فزان، فى ملتقى عقدوه اليوم بمدينة أوبارى

 

 وعلى عكس برقة لم تلق دعوات الفيدرالية في فزان قبولاً واسعًا حتى الآن، ورُفضت من قبل المتحدثين باسم القبائل، إلا أنه ومع زيادة شكوى الأطراف من التهميش من قبل الحكومة المركزية مع ضعف سيطرتها وانتشار السلاح الخفيف والثقيل يجعل دعاوى الانفصال قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت خاصة مع وجود 3 بؤر رئيسية للقتال في الجنوب الليبي.. 
وزادت الدعوات المنادية بالحكم الفدرالي منذ إطاحة القذافي في عام 2011 مدعومة بالشكاوى المتكررة في المنطقة الشرقية، بشأن عدم حصولها على حصة عادلة من ثروات ليبيا وضعف الحكومة المركزية

عمليات ارهابية
اعتبارا من عام 2013، فان مشاكل الخروج على القانون وعدم تفعيل القضاء بالشكل الكافي، الأوضاع الأمنية ، الميليشيات والمجموعات المسلحة والفساد، مشاكل لا تزال كبيرة وأكثر من أي وقت مضى تعاني منها الحكومة المؤقتة الحالية.

في 25 أغسطس عام 2012 في ما "يبدو أنه الهجوم الطائفي الأكثر وضوحا" منذ نهاية الحرب الأهلية، قام مهاجمين تابعون لمجموعة لم يذكر اسمها بتدمير مسجد يستخدمه المسلمون الصوفيين اضافى لمقابر، في وضح النهار في وسط العاصمة الليبية طرابلس. عُد وقتها ثاني هجوم على مواقع صوفية في يومين.

يسيطر افراد الميليشيا المسلحة التي يتزعمها الجضران على منشآت تنتج نحو 60 في المئة من الثروة النفطية للبلاد في المناطق الصحراوية النائية المنتجة للنفط .   

في 11 سبتمبر 2012 وقع في بنغازي هجوم على القنصلية الأمريكية في المدينة وقتل خلاله السفير الأمريكي في ليبيا كريستوفر ستيفنز من قبل المتشددين الاسلاميين

في 12 سبتمبر 2012 قتل السفير الأمريكي في هجوم صاروخي استهدف سيارة السفير بمدينة بنغازي في شرق ليبيا    

في 15/4/2014 قام مجهولون بخطف السفير الأردني في ليبيا، فواز العيطان، في العاصمة الليبية طرابلس.

 


 و في نوفمبر 2013 قامت مجموعة مسلحة باختطاف رئيس الحكومة الليبية علي زيدان من غرفة نومه بأحد فنادق طرابلس، اتضح فيما بعد أنها تتبع جهاز مكافحة الجريمة، وحبسته لساعات قبل أن يتم "تحريره"

 


عملية الكرامة
في 16 مايو 2014 أطلق اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر هجوم جوي وبري في بنغازي، واستهداف الميليشيات المسلحة الإسلامية المتواجدة داخل المدينة في ما تم المشار إليها من قبل البعض على أنها (انتفاضة ليبيا عام 2014). 

وجاء هذا الهجوم من دون أي إذن من الحكومة المركزية. يوم 18 مايو عام 2014 في طرابلس، قامت قوات الامن باقتحام مبنى البرلمان من قبل قوات موالية للحفتر, في ما وصفته الحكومة الليبية بأنه محاولة انقلاب.

على أمل إخماد العنف ونزع فتيل الصراع على السلطة وتوسيع المواجهة مع الجنرال خليفة حفتر، لجنة الانتخابات يوم 20 مايو 2014 أعلنت ستعقد الانتخابات البرلمانية في 25 يونيو عام 2014. قال حفتر أن هدفه (تطهير ليبيا من بعض العناصر الإسلامية المسلحة المتطرفة والإرهابية. وطلب من المؤتمر الوطني العام حلها، وقال أن العملية تهدف لإقامة حكومة منتخبة ديمقراطيا حسب الأصول دون أي علاقات مع الميليشيات الإسلامية. وقد أظهرت مسيرات ومظاهرات الدعم من قبل الآلاف من المواطنين الليبيين في طرابلس وبنغازي ومدن ليبية أخرى لعملية الكرامة.

يوم 18 يوليو 2014 قامت ميليشيا عُرفت باسم فجر ليبيا والتي ضمت ميليشيات من مناطق في الغرب الليبي أبرزها غريان ومصراته وزليتن بالهجوم على مدينة طرابلس بهدف السيطرة على المدينة وبالتحديد مطارها الدولي التي تقوم بحمايته وحدة أمنية عسكرية تابعة للجيش الليبي.

هكذا، بعد مرور 3 سنوات على اختفاء القذافي ونظامه، لا تزال البلاد تدور في حلقة مفرغة من الفوضى والاقتتال والتناحر السياسي والتنافس المحموم على السلطة والثروة بين القوى القبلية والجهوية المنتصرة في الانتفاضة ضد القذافي التي تواصلت بدعم جوي من حلف الناتو نحو 10 أشهر.

التعليقات