حماس الضفة وفتح غزة "غايبين فيلة" !

حماس الضفة وفتح غزة "غايبين فيلة" !
تنويه : اعتذر عن انقطاع التواصل معكم بالمقالات لتأديتي مناسك الحج لهذا العام

كتب غازي مرتجى

شهرُ كامل من الانقطاع عن غزّة , أصبحنا فيه كالحيارى ننتظر اللحظة الأولى لوصولنا لمعبر رفح ورؤية غزّة واستنشاق هوائها ورؤية بحرها .

عُدنا وقد دعونا الله أن يُبدّل حالها إلى أحسن حال , استقبال لرئيس الوزراء الدكتور الحمدلله وأعضاء حكومته , مقاطعة فتح للزيارة , مؤتمر لإعادة إعمار غزة في القاهرة , رواتب غزة من ألف شيكل لألف دولار ولم يحصل شيء , وأخيراً رزق الله غزّة بـ"صبي" نافع باذنه وامتلأت شوارع غزة بمياه الأمطار !.

ما يزيد عن عشرين ألف منزل دُمرّت بفعل آلة البطش الإسرائيلية تضم بين جدرانها ما يزيد عن مائة ألف بين طفل وامرأة وشيخ وشاب , كلهم سيقفوا في حضرة المطر عاجزين لا يملكون أدنى حل

زيارة حكومة الوفاق إلى غزة كما أسلفنا غير كافية ونحتاج إلى تغيير وزاري عاجل وتشكيل لخلية أزمة تكون على قدر المسؤولية وتتمكّن من الوفاء بالتزاماتها كاملة , فلا مجال لتضييع أموال إعادة الإعمار كما ضاعت سابقتها في الـ 2009 .

أما حركة فتح ومقاطعتها لزيارة رئيس الوزراء الفلسطيني فكانت "شبه منطقية" وعلى الرغم من ضرورة وجود شريك الحكومة الآخر بجانب حركة حماس في استقبالها الا ان مشاكل بروتوكولية كانت السبب الرئيس لمقاطعة فتح للاستقبال اضافة الى ما وصفته الحركة بعدم وفاء الحكومة بالتزاماتها تجاه ابناء الاجهزة الامنية وموظفي السلطة الفلسطينية بعد خصم علاوات القيادة عن العسكريين وعلاوات المواصلات والبدالات عن المدنيين .

لا يمكن الجزم بامكانية نجاح المصالحة الا في حال اشتراك طرفين هما الأكثر تضرراً من "قذارات" الانقسام فحركة فتح في غزة التي عانت كما عانى نظرائها في حركة حماس في الضفة , وحتى اللحظة يمكن القول ان الطرفين المتضررين "غايبين فيلة" !

سيشعر المواطن بفرق بعد استقباله لحكومة التوافق وسيشعر بانّ هذه الحكومة تمثله لو بدأت عملية إعادة الإعمار بشكل فعلي ولو تمكنّت الحكومة من فتح المعابر كما قال احد اعضاء لجان المصالحة سابقاً "على مصراعيه" , ولو تمكّن صاحب المنزل المدمّر من النوم تحت سقف بيته دون أن يشعر بالبرد , يُمكن القول حينها ان الحكومة نجحت في غاياتها واهدافها وتمكنت من الوصول لعقول المواطنين قبل قلوبهم .

التعليقات