الحاجة إم عمران المحتسب وابنتها زليخة وقصص الصمود والتحدي والصبر في وجه المستوطنين

الحاجة إم عمران المحتسب وابنتها زليخة وقصص الصمود والتحدي والصبر في وجه المستوطنين
طولكرم - دنيا الوطن-منتصر العناني
قصة معاناة في البلدة القديمة في الخليل مستوطنون يعربدون ويسرقون المباني تدريجيا في صورة تهجير وهناك مقاومة تحت الحجارة والصمود والتحدي رغم الرعب والإرهاب

كُتب لي وللعائلة أن أزور مدينة الخليل وأزقتها في رحلة ترفيهيه وزيارة للأهل والأقارب والإصدقاء للهروب من ضغط العمل وشروره , ولكن هذا الهروب لم يكتمل للترفيه بل وجدت معاناة جديدة أخذت مني الوقت لأرسم فيه واقع مرير بعيدا عن مشاهد لا يراها ولا يحس بها إلا من يعيش فيها وفي بطنها الممتلئ بالخوف والرعب والإرهاب اليومي والليلي وفي كل دقيقة , هناك في أزقة مدينة الخليل وبالتحديد البلدة القديمة فيها (حي شاهين )  والتي هُجرَ منها الكثيرون نتيجة ممارسات الإحتلال وقطعان المستوطنين اليومية والليلية وفي كل ثانية من الممكن أن تتحول حياة الناس إلى جحيم , صورة قلبت أوراقي جميعها كيف اصبح الوضع فيها  الآن وقبل 23 عاما عندما كنت أعمل فيها , وطاب لي الأمر أن أزور والتقي بمعلمة ووالدتها الطيبة وهي المعلمة زليخة ووالدتها إم عمران المحتسب التي تجاوزت ال 80 عاماً في بيتها الكأئن في البلدة القديمة حي شاهين والذي يشكل خطرا بكافة زواياه ويقع في منطقة خطرة بعدما إستولي اليهود والقطعان وطردوا الناس والسكان من شارع الشهداء والذي يحلو للمستوطنين أن يلهو ويلعبوا وأطفالهم فيه في حرمان حقيقي لحق للفلسطينين وخاصة الخلايلة من ممارسة حياتهم والتواجد في هذا الشارع الهام والحيوي والذي خطف القوت اليومي من خلال أغلاق كافة المحلات فيه والإستيلاء عليه ليكون مرتعا لقطعانهم والصور تؤكد ذلك بعد طرد كل الساكنين هناك , صورة بشعه سردت من خلالها الحاجة غم عمران وإبنتها زليخة قصص المعاناة وما يفعله قادة المستوطنين وبحماية الجيش الإسرائيلي بسكان تلك المنطقة , ليكون لهذا الحديث عن المأساة التي يعيشونها أن تذرف دموع والدتي حفظها الله التي رافقتني الرحلة ووزوجتي وإبنتي لما سردته من معاناتهم في قصة لا يشعر بها الا ساكينيها مهما فسرت وحللت ووصفت الشعور في المكان الذي يعيشونه من رعب وأرهاب لا حدود له .

وتحدثت إم عمران المحتسب الحاجة البركة وابنتها المعلمة زليخة عن ما يمارسونه قطعان المستوطنين من ضرب للحجارة ومنعهم من الخروج من البوابة الرئيسيه والمٌطلة على شارع الشهداء وأغلاقه التام مما جعلهم ان يغلفوا (الفرندة ) المطلة على شارع الشهداء بالشبك لحماية انفسهن من حجارة المستوطنين اليومية حتى تلقى عنهن القليل , وهذا لايكفي عند هذا الحد لكن هناك المنع المتواصل من قبل قوات الإحتلال للبناء في تلك المنطقة او الترميم بصعوبة , وااضافن المحتسب قهر يومي لا ننام الليل والا النهار , وعدا ذلك فأن المستوطنين يمارسون طقوسهم بأصوات مزعجة وغير العربدة اليومية ونُحاط بنقاط جيش على الأسطح القريبة حيث نعيش ,

واضافت الحاجة إم عمران المحتسب وإبنتها زليخة والدموع تكتب فيها روح الألم الذي يتواصل معهم وبلغة الفلسطينية رغم كل ذلك فإننا نرسم التحدي الفلسطيني والصمود ورفضنا مراراً الخروج أو الإنصياع وبقينا لوحدنا نعيش المواجهة دون ابناء أو احد معنا لنقول للمستوطنين وجيش الإحتلال لن نخرج من هنا حتى نموت هنا في ارضنا وبيوتنا ,

إم عمران الحاجة الطاعنة بالسن حدثتنا قصص يشيب فيها الرأس عن ما يرونه يوميا واخذتنا وإبنتها زليخة في جولة من اسطح المنازل التي هي آيلة ومهددة بالسقوط بأي لحظة واطلعتنا على الواقع الأَّمرْ وكان أهمها حمام (ابو النعيم ) الذي لا يستطيع أحد الوصول اليه وهو يشبه الحمام التركي بسبب الإغلاق الإسرائيلي له ومنع الوصول اليه , وصورة اخرى عن أحد البيوت المجاورة والصور تظهر ذلك حيث معاناة أحدهم في كيفية الدخول للبيت صعبة جدا وبما ان شارع الشهداء المغلق والمسيطر عليه بالكامل يمنع الوصول للبيت حيث قام أحد الجيران بعمل فتحة في سطح بيته حتى يستطيع صاحب البيت المذكور المرور ومن ثم النزول عن سُلم ومن ثم عن بيت آخر بسلم والوصول للبيت وهذه إحدى المعاناة الصعبة وكله من إجراءات وأنانية الإحتلال وعنجهيته وسيطرته , قصص وحكايات ومعاناة لا تنتهي عدا عن المدرسة الدينية التي يبنون فيها على حساب البيوت والأراضي الفلسطينية , وهناك المدرسة التراثية (الابراهيمية ) المجاورة للحرم الإبراهيمي التي أغلقت بوابتها المطلة على شارع الشهداء وفقط تستطيع الوصول اليها من الجهة الاخرى فقط ويعني حرمان الطلبة من الوصول في وقت قصير ليقوموا بالإلتفاف لمسافات حتى يصلوها للدراسة ,مشاهد وحكايات لا حصر لها و هذا يجرنا لأن نتحدث عن المقبرة التي أيضا اصابها الشلل من خلال المنع والوصول اليها لمسافات طويلة يقطع أكثر من نصف كيلو للوصول اليها وقراءة الفاتحة على ارواح الشهداء أو الأقارب المتوفين وحتى الجنازات تقطع مسافات طويلة للوصول إلى المقبرة,

وهذا الخوف والرعب والإرهاب اليومي لساكني المنطقة واصلت التأكيد بذلك عندما شاهدنا وكما مرفق بالصور صوت قطعان المستوطنين الذين يرقصون بطقوسهم الدينية التلمودية  في شارع الشهداء المٌغتصب وسط صراخ مدوي  ,

وتنهدت إم عمران المحتسب وإبنتها زليخة وقالت الحديث يطول عن قصص البلدة القديمة و ما يمارس بحقنا من عدوان مستمر وكل يوم وليل في حال جديد وعدوان لكننا صامدون هنا حتى لو متنا هنا سنبقى واقفون هنا في حلوقهم شوكة نحن فلسطينيون ولا نأبى الخضوع ولا الركوع , وما أدمى قلبي أن الحاجة إم عمران المحتسب تقول نقاتل هنا لوحدنا ولا أحد يسأل سنموت هنا ولا نخرج ونسأل الله أن يرعاني بظله وحسبي الله ونعمَ الوكيل فيهم تقصد اليهود وقطعان المستوطنين وحال بيتها للزائرين يقول كيفك تعيش والمشاهد غنية عن الكلام ولأختتم أشكرك يا إم عمران يا تاج العروبة ورأسها وفخرنا انت وإبنتك زليخة أطال الله في عمركم لأقول في ختام هذه المشاهد المؤلمة التي عايشتها نعمْ هناك نساء فلسطينيات أوقى من الصخر تكتبن الشهادة أحياء ويتحدين أعتى أسلحة والحاقدين من المستوطنين واليهود في مواجهة إسطورية إسمها الصمود والتحدي .
























التعليقات