خطاب الرئيس عباس الأممي يكشف ..المواقف المشتركة ونقاط الالتقاء الإسرائيلية ضد حقوقنا والرئيس عباس

خطاب الرئيس عباس الأممي يكشف ..المواقف المشتركة ونقاط الالتقاء الإسرائيلية ضد حقوقنا والرئيس عباس
رام الله - دنيا الوطن
كشفت ردود الفعل الإسرائيلية، على خطاب الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة، عن المواقف المشتركة ونقاط الالتقاء بين شتى الأطياف اليسار والوسط واليمين الإسرائيلي، لجهة ترسيخ خطابهم القائل بعدم وجود شريك فلسطيني للمفاوضات، ما يشير إلى وجود مخطط إسرائيلي لتصفية السيد الرئيس سياسياً.

جاء ذلك في تقرير أصدرته مفوضية العلاقات الدولية لحركة "فتح"، اليوم الخميس، والذي رصدت من خلاله ردود الأفعال الإسرائيلية على الخطاب.

وقال التقرير: إنه كما كان متوقعاً، وجرى رصده في توجهات الإعلام الإسرائيلي، فقد كان هناك دعما من شتى هذه الأطياف نحو توجيه السهام صوب الرئيس عباس، واتهامه بأنه رجل معادي للسلام، ما يمهد لتنفيذ مخطط إسرائيلي ضد الرئيس عباس.

ووفق التقرير، فقد سعت تصريحات أقطاب الحكومة الإسرائيلية للتشكيك في قدرة الرئيس عباس على قيادة الدولة الفلسطينية، وبل سعت الى احداث شرخ في الصف الوطني الفلسطيني من خلال ضرب الوحدة الفلسطينية، عملاً منها على ايجاد بديل فلسطيني يلبي طموحات إسرائيل. 
ولاحظ المتتبع لردة الفعل على خطاب الرئيس عباس، انحصار هذه الردود في الجانبين الإسرائيلي والأمريكي فقط، مع غياب أي ردة فعل او حتى تعليق أوروبي أو دولي أو عربي على هذا الخطاب. خاصة وأن الخطاب آثار  حفيظة الإدارة الأميركية وإسرائيل معاً.

وقال التقرير: سُمعت ردود صادمة وغضب في إسرائيل على كلام الرئيس عباس، في وقت صدحت فيه عناوين الصحف الإسرائيلية خلال الأيام الماضية، بمنشتات وعناوين تتهمه بأن الرئيس عباس "يغيّر قوانين اللعبة".

وأضاف التقرير، أنه عقب الخطاب، خرجت إسرائيل بحملة دولية ضد الرئيس عباس، من خلال سفاراتها عبر العالم، سعيا منها في التشكيك في شرعية الرئيس عباس وقدرته على قيادة الفلسطينيين واستبداله.

ولاحظ المتتبع للشأن العبري عقب الخطاب، أن اول رد إسرائيلي صدر عن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث وصف الخطاب بالتحريضي وخطاب الكراهية والاكاذيب، ويظهر الرئيس عباس على حقيقته بأنه الطرف الذي يعطل عملية السلام.

وعشية توجهه لنيويورك، قال نتنياهو "سأتصدى لأقوال القذف والتشهير والاكاذيب التي تضمنتها كلمتا محمود عباس وحسن روحاني امام الجمعية العامة". في حين قال وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان، أن كلام الرئيس عباس، يؤكد انه لا يريد السلام ولا يمكن ان يكون جزء من أي حل منطقي، وهو لم ينضم لحكومة حماس من فراغ، وهو امتداد لحماس باستعماله الإرهاب السياسي ويكمل طريق عرفات في تعميق الصراع.

واستغل عضو الكنيست الليكودي داني دانون، الخطاب لبث سمومه بحق الرئيس عباس، حين قال إنه يجب تطبيق السيادة على "مجتمعات يهودا والسامرة" رداً على حملة عباس لإقامة الدولة. في حين أشار وزير الجيش الإسرائيلي موشيه يعلون إلى ان "أبو مازن أثبت مرة أخرى انه ليس قائد سلام، بل شخص يبث الأكاذيب ويحرض ويكيل الاتهامات لإسرائيل، وهو لا يريد التوصل الى اتفاق مع إسرائيل، ولا يوجد في الجانب الاخر (الفلسطيني) شريك سلام".

ووجد وزير الاتصالات غلعاد اردان من الخطاب فرصة ليقول ان "أبو مازن اثبت ان خبرته الوحيدة، وهي في مجال التحريض وبث الأكاذيب ضد إسرائيل، بدءاً من انكار المحرقة في الماضي وصولاً الى خطابه البائس الذي اتهمنا فيه بابادة شعب، لذلك يتضح لماذا هو مصر على الشراكة مع التنظيم الإرهابي حماس".

أما  اليميني المتطرف وزير الاقتصاد نفتالي بينيت، فقال ان  "أبو مازن دائما يجد في قلبه مكان دافئ للقتلة ومطلقي الصواريخ، وفكرة الدولة الفلسطينية تطايرت مع الصواريخ التي تطايرت على مطار بن غريون، وينبغي ان نعرف ان مطلقيها هم أصدقاء أبو مازن، ويجب على اسرائيل ان تقود توجهات ليس احداها إقامة دولة فلسطينية غرب الأردن".

حتى رئيس المعارضة وحزب العمل يتسحاق هرتسوغ، هاجم الرئيس عباس حين قال: إن "اقوال أبو مازن صعبة ومخيبة للآمال وكاذبة، ولكن علينا ان نتذكر انه من الأفضل لإسرائيل ان تتعامل مع السلطة في غزة لا مع حماس، وان تهتم باستمرار التنسيق الأمني في الضفة". في حين دعت رئيسة حزب ميرتس زهافا غالؤون الى دعم الرئيس عباس بقولها إنه علينا أن "ندعم جهود الرئيس عباس في مساعي انهاء الاحتلال ونيل الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، والفلسطينيون فقدوا الثقة بنتنياهو كشريك للسلام، فهو مهتم بمواصلة إدارة الازمة مع الفلسطينيين لا حلها".

كذلك كان موقف عضو الكنيست العمالي نحمان شاي الذي اشار الى ان "خطاب الرئيس عباس هو احتفال لمعارضي التسوية في الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني، ويوم حزين لمن مازال يؤمن بحل الدولتين، واتهامات الرئيس عباس عن حرب الإبادة كاذبة".

من جانبه، قال نائب وزير الاتصال مع الكنيست اوفير اوكنيس إن " خطاب عباس امام الجمعية العامة كشف وجهه الحقيقي، وهو ليس شريك للسلام ولا يفوت فرصة لنشر الكراهية والاكاذيب عن إسرائيل، والشعب الفلسطيني ليس ناضج كفاية لتحقيق السلام مع الشعب الإسرائيلي، بل يريدون إقامة دولة بدل دولة إسرائيل وليس دولة بجان دولة إسرائيل. في حين أشار وزير الإسكان اوري ارئيل، إلى أن الخطاب هو "خطاب أكاذيب وإرهاب سياسي، لا يجب الرد عليه فقط في الأمم المتحدة بل على الأرض ، ويجب البناء في يهودا والسامرة كما في كافة انحاء البلاد".

أما عضو الكنيست الليكودي، رئيس لجنة الخارجية والامن في الكنيست زئيف الكين، فقد اعتبر "خطاب نتنياهو في الجمعية العامة هو الرد المناسب على خطاب عباس الحافل بالاكاذيب والتشهير، وان على عباس ان يدرك ان استمراره في حرب القذف والتشهير سيدفع ثمنها باهض هو وقيادة السلطة".

كذلك كان النائب الليكودي رئيس إدارة الائتلاف الحكومي ياريف ليفين الذي رأى أن "نتنياهو كشف الوجه الحقيقي لابو مازن واثبت انه شريك لحماس وليس شريك للسلام". في حين قال النائب الليكودية تسيبي خوتوبيلي إن "نتنياهو اعلن رسميا انتهاء محادثات السلام، وعن انتهاج طريق اخر لدفع السلام مع الدول العربية المعتدلة بشكل مباشر".

وعلى الصعيد الإعلامي، قالت الكاتبة المعروفة عميرة هيس في مقال لها في صحيفة "هآرتس ": إن أبو مازن تنازل عن الإسرائيليين كمستمعين في خطابه، وهو أراد ان يعدل الانطباع السيئ الذي تركته خطاباته السابقة لدى أبناء شعبه، وتحسين صورته امامهم.

كذلك تحدث دان مرغليت في جريدة "إسرائيل اليوم" أنه  "تبين ان أبو مازن ذئب بلباس حمل وديع"، في حين رأى ناحوم برنيع المحلل في جريدة "يديعوت احرنوت" "ان ليبرمن صادق في حديثه ان أبو مازن ليس شريكا للسلام والمفاوضات، وهو توقف عن ذلك من فبراير الماضي، وهو يشكل خطر استراتيجي على إسرائيل يفوق الخطر التكتيكي الذي تمثله صواريخ حماس".

هذا الموقف تبناه كلا من دان مرغليت في جريدة "إسرائيل اليوم"، وبن كاسبيت في جريدة "معاريف"، في وقت تحدث فيه القنصل الإسرائيلي السابق في واشنطن مايكل اورون في مقال له في جريدة "يديعوت احرونوت"، أنه "يجب اطلاق مبادرة سياسية تقفز عن أبو مازن، مثلما يلتف عن المفاوضات، تراعي المصالح الأمنية وتبقي الباب مفتوحاً لاتفاق دائم بعد ظهور قيادة فلسطينية مسؤولة".

كما ذكرت إذاعة الجيش الاسرائيلي، أن الخارجية الإسرائيلية أصدرت تعليماتها الى سفراء إسرائيل في العالم واللوبي المؤيد لإسرائيل بشن حملة ديبلوماسية ضد الرئيس عباس ووصفه بأنه مناهض للسلام ومعاد للسامية واليهود".

وعلى خلاف ذلك، تحدثت جريدة "هآرتس" العبرية في افتتاحيتها أن  "إسرائيل لا تمتلك رد حقيقي على خطاب عباس، والذي اعتبرته دليل احباط ويأس"، في حين اعتبر المحرر في القناة الثانية ميرون ربابورت "خطااب عباس في الجمعية العامة ليس مفاجئا رغم استخدماه مصطلح إبادة شعب، لان المفاوضات بالنسبة له قد ماتت، وعباس انتقد واشنطن عمدا بتشجيع من مصر ولكسب نقاط في الشارع الفلسطيني، وان المواجهة الدبلوماسية تتمحور حول الرأي العام الأوروبي بالأساس".

وبالنسبة للموقف العربي في الدولة العبرية، قال عضو الكنيست عفو اغبارية إن "القضية الفلسطينية رغم تراجعها، الا انها ما زالت تشغل العالم، وان الغرب بحاجة الى مكافأة العرب المتحالفين معه ضد الدولة الإسلامية من خلال دعم الفلسطينيين، ونتنياهو سيواجه ضغوط دولية اكثر قسوة والفلسطينيون يتجهون نحو حشره بالزاوية".

ورد رئيس الحركة العربية للتغير، عضو الكنيست العربي احمد الطيبي على تصريحات الوزير الإسرائيلي يوفال شتاينس التي اتهم فيها الرئيس عباس بمعاداة السامية، بالقول: "الإسرائيليون يحتسون القهوة في تل ابيب بفضل الرئيس عباس".

وأكاديمياً، قال المدير السابق للخارجية الاسرئيلية الون ليئيل "هناك فرحة عارمة في إسرائيل نتيجة خطاب عباس، لانه دليل على عدم رغبة الفلسطينيين بالسلام".

ونشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية مقال للكاتب شاؤول منشه بعنوان "ضربني وبكى، سبقني واشتكى" شن خلاله هجمة شرسة على الرئيس محمود عباس، وختمه بمقولة "يا أبا مازن  ليس هكذا يتحدث رجل السلام".

كذلك قال، رئيس معهد دراسات الشرق الأوسط في "جامعة بن غريون" " إن خطاب عباس نتيجة متوقعة لضرب إسرائيل العملية السياسية وضعف المجتمع الدولي وواشنطن، ولكن عباس لم يطرح موقف سياسي جديد رغم قساوة اللهجة، واحتمال استئناف المفاوضات ضئيل، لذلك نحن مقبلون على جولة عنف جديدة".

وعلى الصعيد الدولي والاقليمي، رصدت ردود أفعال محدودة جداً على الخطاب، كان أبرزها ما صدر عن المتحدثة باسم الخارجية الامريكية جنيفر بساكي: التي قالت: كان في خطاب الرئيس عباس توصيفات مهينة ومخيبة للآمال ونرفضها، وهي تصريحات استفزازية. في حين قال الناطق بلسان البيت الأبيض: من مصلحة الطرفين تقتضي التقدم في المفاوضات وعدم استمرار الوضع الراهن، واتخاذ قرارات صعبة جدا، وهو ما سنواصل الضغط على الطرفين لاتخاذها.

التعليقات