الأورومتوسطي يحذر من تنامي بيئة عدائية للاجئين السوريين في لبنان ويدعو للتحقيق في أحداث "عرسال"

الأورومتوسطي يحذر من تنامي بيئة عدائية للاجئين السوريين في لبنان ويدعو للتحقيق في أحداث "عرسال"
رام الله - دنيا الوطن
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن مؤشرات كراهية اللاجئين السوريين داخل المجتمع اللبناني شهدت تنامياً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، خصوصاً في ظل الضغط الذي شكله التزايد الهائل لأعداد هؤلاء اللاجئين، وحالات الخطف أو القتل التي جرت بحق أفراد في الجيش اللبناني، غير أنه أكد على أن ذلك "لا يبرر على الإطلاق معاقبة آلاف من الأبرياء بسبب جرائم اقترفها آخرون"، مشيراً إلى "موجة انتهاكات غير مسبوقة" مارسها الجيش اللبناني بحق اللاجئين السوريين في لبنان في الفترة الأخيرة.

وذكر الأورومتوسطي في بيان صدر عنه اليوم 2 تشرين الأول (أكتوبر) 2014، إنه تلقى بصدمة كبيرة مشاهد اقتحام الجيش اللبناني لبلدة عرسال (على حدود لبنان مع سوريا) يوم الخميس الماضي، ويظهر فيها أفراد من الجيش وهم يحتجزون لاجئين سوريين في البلدة بطريقة مهينة، ويضربون بعضهم بعد تكبيلهم ويدوسون أجسادهم ورؤوسهم.

وأضاف المرصد الأورومتوسطي، ومقره جنيف، أنه وإن كان يتفهم الدواعي الأمنية والاستنفار الذي قام به الجيش اللبناني بعد خطف مجموعة من جنوده وقتل ثلاثة منهم، فيما لا يزال معظمهم قيد الأسر حتى اللحظة، لكنه أكد على أنه من غير المفهوم لماذا يقوم الجيش باحتجاز العشرات من اللاجئين الأبرياء وتعمُّد إهانتهم إلى هذه الدرجة الوحشية.

وكان الجيش اللبناني قد قام الخميس الماضي بحملة دهم لعدد من مخيمات اللاجئين السوريين في "عرسال" للبحث عن من قال إنهم مشتبه بهم لتقديمهم خدمات وأماكن إيواء للتنظيمات المسلحة التي تشن الهجمات على الجيش اللبناني، وقام الجيش باحتجاز العشرات من اللاجئين السوريين في البلدة، وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صوراً لعشرات اللاجئين وهم مكبلون وقد ألقي بهم على الأرض بجانب الشاحنات وناقلات الجند. كما أُضرمت النيران في خيام اللاجئين أثناء قيام الجيش بدهم المخيم ما أدى إلى حالات اختناق في صفوف اللاجئين، وفيما لم يثبت حتى الآن من هي الجهة التي تقف خلف عملية إحراق الخيام، تقول قيادة الجيش اللبناني إن ثلاثة عناصر يستقلون دراجة نارية هم من قام بإحراق الخيام، مضيفة أن عناصر الجيش أطلقوا النار باتجاههم، ما أدى إلى إصابتهم بجروح ومن ثم تم توقيفهم.

ونوه المرصد إلى أن التضييق على اللاجئين السوريين لم يقتصر على هذه الحادثة، حيث تقع يومياً مداهمات للمخيمات، ويجري توقيف سوريين وإهانتهم، كما أن هذه ليست هي المرة الأولى التي تحرق فيها مخيمات في "عرسال" ولا يتم محاسبة الفاعلين.

ورأى الأورومتوسطي أن القسوة وتعمد الإهانة الذي تعامل به الجيش اللبناني مع اللاجئين في "عرسال" مؤخراً، والتي أصبح عدد اللاجئين السوريين فيها أكثر من ضعف عدد سكانها اللبنانيين، يأتي مدعوماً ببيئة أصبحت معادية للاجئين، حيث يتعاطف الرأي العام اللبناني مع الجيش في ضوء استهدافه من قبل الجماعات المسلحة خطفاً وذبحاً وإطلاق نار، لاسيما في الشمال والبقاع، وبالتالي "فلا أحد يسأل الجيش عما يفعل"، مشيراً إلى حدوث ردات فعل عنيفة وعنصرية داخل المجتمع اللبناني، حيث رصد دعوات البعض، ومن ضمنهم جهات مسؤولة، إلى طرد اللاجئين أو حتى إلى قتلهم.

وذكر المرصد الأورومتوسطي أن وزير التربية والتعليم اللبناني كان أصدر قراراً لمدراء المدارس بعدم تسجيل الطلاب غير اللبنانيين (السوريين والفلسطينيين) في المدارس الرسمية (شبه المجانية)، ثم عاد وفتح المجال لتسجيلهم ولكن بشروط يمكن القول إنها "تعجيزية" لكثيرين، حيث يشترط أن يكون الطالب حاصلاً على إفادات بالنجاح لثلاث سنوات، وهو ما يعني -عملياً- أن أولئك الذين جاؤوا بعد بدء النزاع في سوريا إلى لبنان لن يتمكنوا من التسجيل.

وفي ختام بيانه، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنه يقدّر اعتذار الجيش اللبناني عن ما جرى خلال اقتحامه عرسال يوم الخميس، لكنه دعاه إلى فتح تحقيق جدي في تلك الأحداث، ومحاسبة المسؤولين عن التعامل المشين معهم والذين قاموا بإحراق المخيم، والامتناع عن ممارسة العقاب الجماعي بحق اللاجئين السوريين. كما دعا الحكومة اللبنانية إلى ضرورة ضبط ردات الفعل العنيفة والعنصرية تجاه اللاجئين داخل المجتمع اللبناني، وشدد على ضرورة احترام اللاجئين السوريين للقوانين اللبنانية، وعدم مساعدة تلك المجموعات التي تقوم باستهداف الجيش.




التعليقات