الحساينه: نجري اتصالات دولية وعربية على مدار الساعة لإعادة الإعمار ودعم الإسكان بغزة

الحساينه: نجري اتصالات دولية وعربية على مدار الساعة لإعادة الإعمار ودعم الإسكان بغزة
رام الله - دنيا الوطن
اجتمع وزير الإسكان والأشغال العامة الدكتور مفيد الحساينة وعضو الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس تجمع الشخصيات المستقلة الدكتور ياسر الوادية، مع العديد
من التجار والصناع ورجال الأعمال وأصحاب المنشئات الزراعية والحرفية وقيادة تجمع الشخصيات المستقلة في قطاع غزة وذلك في مقر غرفة تجارة وصناعة غزة، بحضور رئيس الغرفة وليد الحصري ونائبه الحاج بدر صبره وأعضاء مجلس إدارة الغرفة، وذلك للحديث عن العوائق التي تهدد إعادة إعمار ما دمره الاحتلال في عدوانه المتكرر أعوام 2008 و2012 و2014 وتوحيد صوت القطاع الخاص مع دعوة تجمع الشخصيات المستقلة للثورة في وجه من يهدد إعمار غزة ويضيع حق الشهداء ولا يأبه بحالة الاحتضار التي دخلها القطاع الخاص في قطاع غزة منذ بداية الانقسام الفلسطيني.

وفي بداية الاجتماع رحب الحاج صبره بالوزير الحساينة والقيادي الوادية وبجميع الحضور، شاكرا الجهود التي تبذل من قبل حكومة التوافق الوطني وتجمع الشخصيات المستقلة في وقوفهم بجانب شعبنا في قطاع غزة ورفع المعاناة عن الشعب الذي يقدم التضحيات اللازمة لتحرير الوطن، داعياً في الوقت نفسه كل الأطراف الفلسطينية النظر بجدية نحو الواقع
الذي يعيشه سكان القطاع والنزول إليهم لتحقيق مطالبهم المشروعة واتقاء الله وتجنب الخلافات الفردية والتراشق الإعلامي وإرجاع الانقسام.

وقدم صبره وصفاً تفصيلياً عن حجم الضرر الذي وقع على القطاع الاقتصادي والزراعي والتجاري والسكني بعد عدوان 2014، مضيفاً أن شعبنا ينظرون نحو توحيد الجهد العربي والإسلامي لإعادة إعمار قطاع غزة، مؤكدا على ضرورة تعزيز العمل لتجاوز الحصار البري والبحري والجوي المفروض على قطاع غزة، مشدداً على ضرورة السرعة لإغاثة شعبنا وإعادة إعمار ممتلكاته .

وأشار صبره للضرر الكبير والهائل الذي حل برجال الاقتصاد والتجارة والأعمال، مبيناً وحدة الشعب الفلسطيني في صموده أمام الآلة الحربية التي استهدفت كل ما هو فلسطيني.

وفي حديثة للمجتمعين أكد وزير الأشغال العامة والإسكان د. مفيد الحساينة انه تم التوافق مع الغرفة التجارية والصناعية على تشكيل لجان لحصر الأضرار للمصانع والمنشئات الاقتصادية المتضررة بالتنسيق مع وزارتي الأشغال العامة والإسكان
والاقتصاد الوطني.

وقال الحساينة إن لجنة إعادة إعمار قطاع غزة التي شكلها مجلس الوزراء أعدت خطط إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي الأخير بشكل كامل، وسترسل لمؤتمر المانحين الذي سيعقد في
العاصمة المصرية القاهرة الشهر المقبل.

وأضاف الحساينة أن الحكومة اعتمدت الخطط التي أعدتها لجنة الإعمار، فيما ستناقش في مؤتمر الدول المانحة برئاسة النرويج ومصر لإعمار غزة الشهر المقبل. مؤكدا بأنه سيستمع لكل
مشاكلكم وهمومهم ووضعها أمام رئاسة الوزراء والمتعلقة بإعادة بناء المصانع وتعويض القطاع الخاص عن الأضرار التي لحقت به جراء العدوان الأخير.

وأشاد الحساينة بالجهود التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة لدعم الشعب الفلسطيني على مر السنوات الماضية، مشيرا
إن دولة الإمارات لم تدخر جهدا لمساعدة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس والشتات ومشروعاتها ظاهرة للجميع من خلال إنشاء المدارس والمساجد والمستشفيات والمراكز الصحية والمشروعات السكنية ومن ضمنها مدينة الشيخ زايد السكنية في غزة إلى جانب المشروعات الخيرية المتعددة والمتنوعة، كما إن دولة الإمارات العربية المتحدة تقدم أيضا ومنذ فترة طويلة مساعدات إنسانية لأبناء قطاع غزة مع تنفيذ برنامج إغاثي مكثف منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع من خلال هيئة الهلال
الأحمر الإماراتية لدعم المتضررين من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وأوضح الحساينة أنه قام بزيارة لدولة الإمارات وأطلع المسؤولين في الإمارات على الأوضاع الصعبة في فلسطين، مشيرا إلى المواقف المشرفة لدولة الإمارات في دعم شعبنا
الفلسطيني خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وأن الهلال الأحمر الإماراتي أرسل مستشفى ميداني إلى غزة خلال العدوان.

وفي كلمته ثمن الدكتور ياسر الوادية الدور الكبير الذي تبذله أكبر غرفة تجارية في فلسطين عبر رئيسها ومجلس إدارتها وجميع الموظفين الذين يضعون كل خدماتهم لخدمة القطاع التجاري والاقتصادي والزراعي والصناعي في الوطن، مشيدا بالجهود التي بذلتها خلال فترة العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.

وأكد الوادية أن عدم تنفيذ اتفاق المصالحة التي وقعت عليه حركة فتح أواخر 2009 ووقعت عليه حركة حماس منتصف 2011 سيذهب بمصير الآلاف من العائلات الفلسطينية نحو العراء
والمعاناة والمجهول، مشددا أنه لا جدوى من الحديث عن قضايا الإعمار في ظل العوائق التي يضعها الانقساميين لضمان ازدياد مصالحهم الخاصة وتعطيل عمل حكومة التوافق الوطني ذات المهام المحددة التي يحاول بعض الأطراف أن يمارس عليها الضغوطات لرفع معاناة الشعب الفلسطيني وتطبيقا للمصالح الفئوية والحزبية.

ودعا عضو الإطار القيادي لمنظمة التحرير بتوحيد كل الجهود الشعبية والاقتصادية والعشائرية والتجارية لعدم السماح بمواصلة مهزلة الانقسام التي يتقنها من يتغذى على آلام الشعب ويصرف من قوت العائلات ولا يشعر بأزمة الكهرباء والمعابر والمياه
ونقص الدواء ونوم النازحين في المدارس والبيوت المدمرة، مشيرا إلى أن تجاهل المطالب الشعبية العادلة تمثل أولوية لدى بعض المتنفذين في القرار الوطني وهدف يسعى من خلاله البعض لتمزيق المجتمع وإعلاء الراية الحزبية فوق العلم الفلسطيني.

وأكد رئيس تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة على مواصلة العمل لتوحيد صوت كل من تضرر من الانقسام والحصار والحروب والاقتتال الداخلي لتشكيل جبهة وطنية تضع حدا للحالة
المزرية التي أوصلنا إليها الانقسام، موضحا أن كل بيت فلسطيني يدرك تماما أن اليد الإسرائيلية التي قتلت وقصفت وارتكبت المجازر واستوطنت واعتقلت تسعد دوما بمصافحة اليد
الفلسطينية التي أوقفت عجلة الاعمار وعطلت عملية البناء والتحرير وشوهت تاريخ القضية الفلسطينية وأضاعت تضحيات الشهداء.

وطالب الوادية أبناء الشعب الفلسطيني بتوحيد صوتهم مع أهالي الشهداء والجرحى والنازحين وأصحاب البيوت المدمرة والمصانع المهدمة لمواجهة الأصوات الفردية التي تدعو لتعزيز
الانقسام وتتجاهل المعاناة الشعبية وتحارب حكومة التوافق، موضحاً أن المأساة التي يعيشها سكان قطاع غزة لا يشعر بها من يعطل المصالحة ويتجاهلها لزيادة نفوذه الذي أنتجه الانقسام، مؤكدا على مواصلة الشخصيات المستقلة دورها في تخفيف المعاناة عن أبناء شعبها وإيصال صوتهم لكافة المحافل والضغط نحو دعم عمل حكومة التوافق، وتوحيد المعاناة الفلسطينية في الوطن والشتات للقضاء على الفساد والانتهازية والمصالح
الفردية الخاصة.

وذكر مراد الريس عضو قيادة تجمع الشخصيات المستقلة أن الشعب الفلسطيني لا يريد أن يتحول طريق نضاله من طريق الدولة المستقلة وتحرير الأسرى والأقصى ورد الاعتبار لتضحيات الشهداء، موضحاً أن احتياجات قطاع غزة من الدعم الحضاري والدبلوماسي والمادي لإعادة إعمار غزة أهم بكثير من السلات الغذائية والمساعدات التموينية، مشيرا إن الحكومة الإسرائيلية ترتكب جرائم متنوعة ضد الشعب الفلسطيني وأرضه المحتلة.

ودعا الريس المجتمع والمؤسسات الدولية لمحاسبة إسرائيل في أقرب وقت ممكن لجرائمها ولغاراتها ضد شعبنا في غزة، والنشاط الاستيطاني الإسرائيلي المستمر في الضفة الغربية والقدس الشرقية، قائلا إن إسرائيل ارتكبت مجازر ضد الإنسانية في قطاع غزة أبان عدوانها الأخير على القطاع وقتلت الأطفال والشيوخ والنساء وأبادت عائلات بأكملها وتم شطب أسمائهم من السجلات المدنية.

من جهته أشار رئيس الغرفة التجارية وليد الحصري
إلى أن مجلس إدارة الغرفة يسعى للارتقاء بالخدمات التي تقدمها الغرفة للتجار ورجال الأعمال والصناعيين وكافة أعضاء الهيئة العامة.

وطالب الحصري وزارة الأشغال العامة والإسكان بتقديم المساعدة اللازمة للغرفة في انجاز مخططات وأعمال التسوية اللازمة لأرض المعارض الدائمة التي تبلغ مساحتها 20 دونماً
داعياً في الوقت ذاته الوزارة نفسها لمنح الأولوية للمنتج الوطني في كافة المناقصات والعطاءات الخاصة بالوزارة وذلك لدعم المنتج الوطني وتعزيز قدرته التنافسية.

وأكد الحصري أهمية تعزيز علاقات التواصل بين الغرفة ومختلف الوزارات ذات العلاقة المهتمة بمتابعة شؤون وهموم القطاع الخاص، مطالبا في الوقت نفسه حكومة التوافق
بضرورة العمل على ايجاد حلول سريعة لمشكلة الكهرباء التي يعاني منها قطاع غزة والقطاع الخاص، وضرورة الضغط على إسرائيل لفتح كافة المعابر وإدخال كافة احتياجات قطاع غزة وخاصة مواد البناء. وأعرب الحساينة في ختام اللقاء عن استعداد وجاهزية وزارته لتقديم المساعدة والدعم اللازم لدور الغرفة ومهامها في خدمة التجار والصناعيين.

وأكد الحصري على ضرورة تعزيز التعاون والعمل المشترك بين القطاعين العام والخاص بما يكفل النهوض بالوضع الاقتصادي، خاصة في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها الأراضي الفلسطينية بشكل عام وقطاع غزة على وجه الخصوص.



















التعليقات