الدولة الفلسـطينية: حُلُمٌ أم كابوس؟ جلسة ثقافية نظمّها المنتدى التنويري في نابلس

الدولة الفلسـطينية: حُلُمٌ أم كابوس؟ جلسة ثقافية نظمّها المنتدى التنويري في نابلس
رام الله - دنيا الوطن - ابو زيد حموضة
نظّم المنتدى التنويري الثقافي الفلسطيني " تنوير " جلسة ثقافية بعنوان: " الدولة الفلسـطينية: حُلُمٌ أم كابوس؟ " لأمين سر المنتدى العربي في عمان د. بسـام أبو غزالـة، حضرها العشرات من المثقفين والادباء والناشطين المجتمعين، وكان للمرأة حضور مميز ومشاركة فعالة. م. زياد عميرة رئيس مجلس الادارة في المنتدى قدم الضيف د. أبو غزالة، مستهلا اللقاء في أهمية التواصل بين المفكرين والادباء في الشتات والوطن، ومناقشة ما تتعرض له قضيتنا الوطنية من تحديات راهنة تحت الاحتلال، ولتحديد استراتيجية عمل موحدة تبرز الهوية الفلسطينية المعرضة للطمس والسرقة والاذابة.

ثم تحدث عميرة عن أهمية المنتدى في لّم شمل الكل الفلسطيني، وتقريب وجهات النظر، واستضافة ما نستطيع من المفكرين، واعطاء أكبر مساحة من حرية الرأي والتعبير كمقدمة اولى لإشاعة الديمقراطية ومرتكز رئيس للفكر التنويري الذي يعتمد العقل في تحليل الظواهر.  

ثم طالب عميرة باطلاق سراح د. يوسف عبد الحق من الاعتقال الاداري لمرضه ووهن جسمه وكبر سنه، لافتا أن د. يوسف الحق ليس فقط المنسق الفكري والثقافي في المنتدى بل أحد أعمدة ورموز الفكر التنويري في فلسطين المحتلة.

المحاضر د. بسام ابو غزالة الذي اتخذ عنوان محاضرته " الدولة الفلسـطينية: حُلُمٌ أم كابوس؟ " استرشد في تحليله على الفكر القومي لمفهوم الدولة، مقسما الفكرة التي قامت عليها فكرة الدولة الى أربعة مراحل تاريخية؛  مشيرا الى المرحلة الاولى بدأت منذ المؤتمر الصهيوني الاول الذي عقد بمدينة بازل في سويسرا في العام 1897 وامتدت حتى العام 1948 عام النكبة. لافتا الى أن دارس التاريخ لا يجد في المقاومة الفلسطينية في تلك الحقبة ما يدلّ على أن شعب فلسطين كان يعدُّ نفسه ذا هوية منفصلة عن هوية أمته العربية.

أما المرحلة الثانية فحصرها المحاضر ابو غزالة بين المرحلة الثانية (1948-1967) قائلا : " لم تكن إقامة دولة قطرية فلسطينية حلما تشرئب إليه أعناقهم. بل كان حلمُهم الأول والأخير طردَ الغزاة الصهاينة من أرض وطنهم والعودةَ إلى قراهم التي منها طُردوا."

وحدد ابو غزالة المرحلة الثالثة بعد هزيمة حزيران 1976 حتى 1993 حيث كان لهذه الفترة الاثر الكبير على الفكر العربي والفلسطيني، فترة ممزوجة باليأس والاحباط بحوافز
الفعل العسكري الشعبي وظهور التنظيمات الفلسطينية التي تتلقى الدعم من الانظمة العربية التقدمية حسب تعبير المتحدث: " فكان اليأس والإحباط سيّدي الموقف. لكنّ هذه الهزيمة كانت أيضا حافزا مهما للعمل على استرداد فلسطين بفعل عسكري شعبي، بعد أن هُزمت الجيوش النظامية العربية، التي كانت الآمال العراض معقودة عليها. فأفرخت هذه الهزيمة المنظمات الفدائية الفلسطينية التي أخذت على عاتقها مهمة الكفاح الشعبيّ المسلح
...أن ظهور تلك المنظمات الشعبية المسلحة كان، من حيث المبدأ، وجها مشرقا من وجوه العمل على استرداد فلسطين، خاصّة أن هذه المنظمات كانت، في معظمها، تتلقى الدعم من الأنظمة العربية التقدمية .. " وذكرالمتحدث: " نجد أن أقوى المبرّرات لقيام الدولة هي المقاومةُ الضمنية للاحتلال الصهيوني الإحلالي، الذي يعمل جاهدا على طمس الوجود العربي الفلسطيني، هوية وتاريخا .. "

وأشار المتحدث أبو غزالة الى المرحلة الرابعة التي تمتد من العام 1993 وحتى يومنا هذا وهي مرحلة اتفاقات اوسلو، التي يرفضها
جملة وتفصيلاك " لأن الاتفاق قاد إلى إنشاء سلطة فلسطينية يراها الإسرائيليون سلطة حكم ذاتي، ويراها أصحابها سلطة وطنية تشكل نواةً لدولة مستقلة ذات سيادة .. "

ثم أبدى د. ابو غزالة هواجسه على حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وخشيته من طول فترة المفاوضات التي لم تفضي لشيئ بغياب استراتيجية وطنية واضحة، مستخلصا بذلك أن " لا نتوقع للحلم الفلسطيني أن يتمخض عنه دولة .. "

في ذات السياق تعددت مداخلات الحضور الذين أجمعوا على أن مفهوم الدولة هو مفهوم كفاحي ، وفي الدورة الثامنة للمجلس الوطنى تبلور شعار " الدولة الفلسطينية الديمقراطية بعد التحرير" مؤكدا أن الكفاح الفلسطينى ليس كفاحا عرقيا أو مذهبيا ضد اليهود، فوفر بذلك الحل العادل بمضمونه الديمقراطى لكلا اليهود والفلسطينيين على حد سواء، معطيا البعد الحضاري والانساني لمفهوم الدولة. بذلك يكون شعار " الدولة الفلسطينية
الديمقراطية بعد التحرير " عّرى وتجاوز عرقية الخطاب الصهيوني الذي يطالب " بدولة يهودية "، كدولة احتلال، توسعية، استعمارية، عرقية عنصرية، تقصي الشعب الفلسطيني وتحرمه من حقوقه، ولا تتضمن حلا لمشكلة الشعب الفلسطيني.

وما مضمون شعار الدولة الفلسطينية الديمقراطية وترجمته العملية بتحرير فلسطين من الصهيونية وإقامة مجتمع تقدمى ديمقراطى الا لتوفير التحرر الاقتصادى والاجتماعى الكامل لكافة مواطنيه، على عكس اوسلو الذي فصل بين الارض والشعب، بحيث يتحكم الاحتلال بالارض، والفلسطينيون يديرون شؤونهم الذاتية والحياتية.











التعليقات