تغيرات سريعة وتكامل عالمي لدبي وإفريقيا حول الفرص والتحديات

رام الله - دنيا الوطن
في الجلسة الحوارية الأولى للمنتدى التي كانت تحت عنوان "المكانة المتنامية لإفريقيا ودبي" التي سلطت الضوء على التغيرات السريعة والتكامل العالمي لدبي وإفريقيا من خلال حوارات مع أبرز رواد الأعمال في إفريقيا، قدمت رؤى ملموسة حول الفرص والتحديات والتعاون المتبادل وضمت الجلسة كلا من محمد الشيباني، مدير ديوان صاحب السمو حاكم دبي، ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية كما ضمت اليكو دانجوتي، رئيس مجلس إدارة مشاريع دانجوتي، وأدارت الجلسة زينب بدوي، الصحفية البريطانية ورئيس الجمعية الملكية الإفريقية .
قال محمد الشيباني، مدير ديوان صاحب السمو حاكم دبي والرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية: "كنّا ننظر إلى إفريقيا منذ فترة طويلة، لكن بيئة الاستثمار هناك لم تكن سهلة، وثمة الكثير من الأمور التي لم تكن معلومة" .
وأضاف: "نرى في نيجيريا فرصاً واعدة كونها ثاني أكبر اقتصاد في إفريقيا . وللاستثمار في إفريقيا، يعتبر وجود شريك مناسب أمراً أساسياً، والعثور على فرص الشراكة بالتالي هو أفضل طريقة لبدء الاستثمار في القارّة" .
وقال: "نرحّب بأصدقائنا من إفريقيا لاعتماد دبي منصّة لأعمالهم . وسنكون فخورين جداً بمشاركة خبراتنا والتعاون معهم في شتى المجالات" .
وأشار الشيباني إلى أن تجربة المنافسة على معرض إكسبو 2020 جعلتنا نتقرب أكثر إلى القارة الإفريقية، حيث استفدنا من خلال شراكاتنا مع شركات تصنيعية مثل مؤسسة دانجوتي، للدخول في قطاعات استثمارية جديدة، لهذا اتخذنا القرار للاستثمار في قطاع الأسمنت وهو من القطاعات الجديدة، حيث اطلعنا على أعمال الشركة قبل بداية العمل ووجدنا أنها الشريك المناسب .
في رد على سؤال حول اعتبار دبي بوابة للاستثمار في القارة الإفريقية وما اذا كانت دبي سوف تزيد استثماراتها هناك، قال الشيباني إننا سوف نشارك في مشروعات أخرى في القارة الإفريقية في قطاعات مثل الزراعة والبنية التحتية، لافتاً إلى أن تجربة الاستثمار في قطاعات تصنيعية مثل قطاع الأسمنت في نيجيريا تجربة ناجحة تجعلنا نستمر في الاستثمار في قطاعات أخرى .
وفي رد على سؤال حول أوجه التقارب بين إفريقيا ودبي في عملية التنمية قال الشيباني إن تجربة بعض الدول الإفريقية متقاربة لأنها بدأت بالاعتماد على النفط ومصادر الطاقة كأساس للتنمية، مضيفاً أن تجربة دبي متفردة وذلك لأن بعد انتهاء فترة النفط كانت العقلية في دبي تفكر للمستقبل، حيث الاستثمار كان في الداخل فكانت مشروعات البنية التحتية من المؤانئ والمطارات والمناطق الصناعية .
وحول الاستثمار في القطاعات الزراعية، قال الشيباني إن الاستثمارات الزراعية مهمة جداً بالنسبة لدول الخليج والإمارات، مشيراً إلى أن دبي سوف تبني شراكات كبيرة في هذا الجانب عبر الدخول في مشروعات مشتركة مع كبرى الشركات العاملة في قارة إفريقيا، لافتاً إلى أن دبي تعتبر بوابة للقارة الإفريقية من حيث التجارة .
وحول العوائق التي من الممكن أن تقابل الاستثمارات الإماراتية في إفريقيا قال الشيباني إنه رغم وجود عوائق الا أننا يجب أن نكون متفائلين وأن نعتمد أكثر على شركائنا في القارة الإفريقية، مشيراً إلى أن الكثير من الدول العربية كانت لديها استثمارات ناجحة في إفريقيا مثل مصر، وهو ما يتطلب عودة هذه الاستثمارات مرة أخرى والإمارات تعتبر رائدة في هذه المسألة في الفترة الحالية، وشركة مثل طيران التي لديها 17 وجهة في القارة الإفريقية، فنحن نتطلع لمزيد من العلاقات مع دول هذه القارة الكبيرة .
من جهته، أشاد أليكو دانجوتي، رئيس مجلس إدارة مجموعة مشاريع دانجوتي وأغنى رجل في إفريقيا، برؤية قادة الامارات، الذين بادروا إلى إيجاد بيئة لإجراء الأعمال مع إفريقيا . وقال: "الاستثمار وتنفيذ المشاريع في إفريقيا هو الآن مسؤولية القطاع الخاص في القارّة، فالحكومة لا تجيد هذا الأمر وعليها بدلاً من ذلك أن تركّز على قطاعي التعليم والصحّة . وإفريقيا توفّر أفضل فرصة للاستثمار، فإذا نظرنا إلى المستقبل، نجد أنّه سوق كبيرة تصل فيها قيمة انفاق المستهلكين إلى 4 .1 تريليون دولار" .
وفي رد حول تساؤل حول معوقات الاستثمار في القارة الإفريقية قال أليكو دانجوتي "لدينا مشاكل فيما يتعلق بالطاقة في القارة الإفريقية، فالتكاليف باهظة لتصنيع المنتجات وهو ما جعل لدينا تحد للدخول في هذا المجال ورغم أن هذا التحول كان صعباً ولكن آثرنا الدخول فيه"، مشيراً إلى أن الشركة بدأت في مجال تصنيع الأسمنت بالشراكة مع شركة لافارج، من هذه البداية انطلقنا إلى التصدير إلى 14 دولة إفريقية .
وقال إن الدول الإفريقية تحتاج إلى المزيد من الاستثمارات في القطاع الزراعي، وإن هذا القطاع من القطاعات المهمة في نيجيريا، مشيراً إلى أن 60% من المساحات الزراعية موجودة في إفريقيا في الكونغو، بالاضافة إلى أن القارة الإفريقية لديها القوة السكانية التي من الممكن أن تعمل في القطاع الزراعي، حيث يعتبر هذا القطاع من القطاعات المهمة التي تتطلب الاستثمارات الخارجية . وأكد أن الكثير من الدول الإفريقية تقدم تسهيلات للمستثمرين منها إعفاءات ضريبية على مدى عشر سنوات وتقدم الكثير من الحوافز لكي تجذب الاستثمارات، فعلى سبيل المثال شركتنا بدأت بتصنيع مليون طن أسمنت ونحن الآن نصنع 30 مليون طن .

التعليقات