استهداف الاحتلال للصحفيين خلال المسيرات الأسبوعية السلمية

رام الله - دنيا الوطن
جذبت المقاومة الفلسطينية الشعبية السلمية في فلسطين اهتمام وسائل الإعلام المحلية والعربية والإقليمية، حيث كانت التغطية الإعلامية سبباً في نجاحها، خاصةً المسيرات الأسبوعية السلمية التي أصبحت تجوب شوارع العديد من القرى الفلسطينية في الضفة الغربية احتجاجاً على مصادرة أراضيها من قبل الاحتلال الإسرائيلي لصالح التوسّع الاستيطاني أو لبناء جدار الفصل.
ورغم الطابع السلمي لهذه المسيرات الا ان جيش الاحتلال الاسرائيلي كان يعمد لاستخدام أساليب عنيفة جدا في قمعها ومنعها وارتكب اعتداءات جسيمة ضد الصحافيين وحرية الصحافة للتعتيم على ما يجري.

وتظهر عمليات الرصد والمتابعة لما شهدته وتشهده هذه المسيرات، ان معظم الصحافيين الذين اعتادوا تغطية هذه المسيرات تعرضوا للعديد من الاعتداءات لا سيما المصورين الصحافيين منهم.

ومن بين الامثلة التي تظهر بعضا مما يتعرض له الصحافيون من اعتداءات متكررة وجسيمة خلال تغطيتهم هذه المسيرات استهداف مصور الوكالة الفرنسية جعفر اشتية بقنبلتي غاز أصابتا يده وكتفه، الأمر الذي تسبب له برضوض ونزيف وفقدان للوعي، كما استهداف اشتية من قبل قوات الاحتلال في اعتداء شديد آخر يوم 17/8/2014 خلال تغطيته مسيرة كفر قدوم حيث انهال عليه عدد من الجنود بالهروات لانه قام بتصويرهم (الجنود) حين انتشروا بين المتظاهرين، ما أدى لاصابته بكسور في يده فضلا عن أنه تم احتجازه نحو اربع ساعات برفق خمسة صحافيين اخرين واجبروهم على توقيع تعهد بعدم التواجد مرة اخرى في تلك المنطقة.

وفي اعتداء ثالث احترقت سيارة اشتية بالكامل اثناء تغطيته احداثا في نابلس يوم 16/7/2014 جراء استهدافها بقنبلة غاز اطلقها الجنود من مسافة قصيرة واخترقت زجاجها الخلفي وسقطت بداخلها خلال.

وكانت قصة المصور الصحفي جعفر اشتية واحدة من مجموعة القصص التي عرضتها الشبكة الدولية لحرية التعبير شبكة "الايفكس" والتي "مدى" احد اعضائها، ضمن الحملة الدولية لانهاء الافلات من العقاب التي نظمتها خلال تشرين ثاني عام 2012.

وليس الصحفي جعفر اشتية الوحيد الذي تعرض لمثل هذه الاعتداءات المتكررة والجسيمة خلال تغطيته للمسيرات السلمية في الاراضي الفلسطينية، فالمصور عماد برناط الذي عمل لصالح وكالة "رويترز" وقدم مقاطع فيديو لصانعي الافلام الوثائقية حول ما تشهده قريته بلعين بالضفة الغربية من مسيرات سلمية ضد الاستيطان وما يتخللها من انتهاكات واعتداءات اسرائيلية، كان هدفا مماثلة لسلسلة يصعب حصرها من الاعتداءات، حيث عكس ذلك في فيلمه "خمس كاميرات محطمة" وهو فيلم وثائقي يستعرض في بدايته خمس كاميرات حطمها جنود جيش الاحتلال الاسرائيلي للمصور عماد برناط اثناء تغطياته المتواصلة لمسيرات بلعين، كما يلخص (الفيلم) ما شهدته مسيرات بلعين من انتهاكات واعتداءات ضد الصحافيين والمواطنين اثناء مسيرات بلعين السلمية الاسبوعية.

يذكر ان فيلم "خمس كاميرات محطمة" فاز بعدة جوائز عالمية كما تم عام 2013 ترشيحه لافضل فيلم وثائق في جوائز الاوسكار العالم.

لقد دفع الصحفيون الفلسطينيون ثمناً غاليا اثناء تغطيتهم المستمرة لهذه المسيرات، وكانوا هدفا لاشكال عديدة من الانتهاكات والاعتداءات التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي بحقهم تمثلت بالاعتداء الجسدي سواء بالضرب أو بالرصاص أو بقنابل الغاز والصوت، الاحتجاز، الاعتقال، الاعتداء اللفظي والمنع من التغطية، وفقاً لمتابعات وتوثيق المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى).

ورصد مركز "مدى" خلال السنوات الخمس والنصف الماضية (من 2009 حتى منتصف عام 2014) 147 انتهاكاً بحق الصحفيين، أثناء تغطيتهم للمسيرات الأسبوعية في الضفة الغربية.

وتوّزعت هذه الاعتداءات والانتهاكات ضد الصحافيين على النحو التالي: 10 انتهاكات في عام 2009، و 46 انتهاكاً في عام 2010، و 31 انتهاكاً في عام 2011، و 27 انتهاكاً في عام 2012، و 21 انتهاكاً في عام 2013، و 12 انتهاكاً خلال النصف الاول من عام 2014. مع العلم أن هذه الإحصاءات لا تشمل الفعاليات الأخرى من انماط المقاومة الشعبية في فلسطين وما تخللها من انتهاكات اخرى بحق الصحافيين وتظهر فقط ما ارتكب من اعتداءت ضد الصحافيين خلال تغطيتهم المسيرات الشعبية السلمية، فضلا عن أن انتهاكات جماعية اخرى ارتكبت بحق الصحفيين ايضاً كمنعهم من التغطية من خلال منع وصولهم إلى القرى حيث تنظم المسيرات في العديد من المناسبات.

اعتداءات الاحتلال بحق الصحفيين خلال المسيرات الاسبوعية منذ عام 2009
العام بلعين نعلين النبي صالح بيت امر بيت جالا الولجة كفر قدوم المعصرة المجموع
2009 3 2 1 2 2 10
2010 15 3 15 6 7 46
2011 5 8 17 1 31
2012 3 10 1 11 2 27
2013 7 2 3 9 21
2014 5 5 2 12
المجموع 38 2 28 37 6 1 24 11 147

لقد تركّزت 86% من الانتهاكات والاعتداءات في أربع مسيرات تنظم بشكل شبه منتظم (كل أسبوع) في قرى: بلعين في رام الله (38 انتهاكاً)، بيت أمر في الخليل (37 انتهاكاً)، النبي صالح في رام الله (28 انتهاكاً) ومسيرة كفر قدوم في قلقيلية (24 انتهاكاً). بينما ارتكبت بقية الانتهاكات خلال المسيرات الأخرى كمسيرة المعصرة في بيت لحم (11 انتهاكاً)، ومسيرة بيت جالا (6 انتهاكات)، ومسيرتي نعلين والولجة حيث تم رصد وتوثيق انتهاكين في الاولى وانتهاكا واحدا في الثانية.

وتستهدف قوات الاحتلال الصحفيين خلال هذه المسيرات بعدة أشكال الانتهاكات منها الاعتداء الجسدي إما بالضرب أو بإطلاق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز، منعهم من التغطية أو قطع الطريق عليهم ومنعهم من الوصول إلى القرية، احتجازهم لغاية انتهاء المسيرة، واعتقالهم لمدة يوم او يومين كعقاب لهم على قدومهم لتغطية هذه الاحداث.

أولاً: بلعين:
بدأت المسيرات الأسبوعية في قرية بلعين في شهر شباط من عام 2005، حيث تأسست لجنة بلعين للمقاومة الشعبية ضد الجدار والاستيطان كردة فعل على قيام قوات الاحتلال بتسليم المجلس القروي في بلعين قراراً باقتلاع عدد كبير من أشجار الزيتون، ومنذ ذلك الحين والمسيرات الأسبوعية تنطلق كل يوم جمعة من القرية احتجاجاً على مصادرة الاحتلال لأراضي القرية لصالح التوسّع الاستيطاني وبناء جدار الفصل. وقد حققت مسيرات بلعين الأسبوعية نجاحات كبيرة منذ انطلاقها، من أهمها هدم جزء من جدار الفصل واستعادة 1200 دونماً من أراضي القرية ووقف بناء 1500 وحدة استيطانية، وذلك وفقاً للدكتور راتب أبو رحمة، المنسق الإعلامي للجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين.
إن الاهتمام العالمي بالمقاومة الشعبية والصورة التي نقلتها وسائل الإعلام أزعجت الاحتلال الإسرائيلي، وأصبح الصحفيون مستهدفين من قبل جنود الاحتلال جنباً إلى جنب مع المتظاهرين الفلسطينيين والمتضامنين الدوليين والإسرائيليين.
"لقد كانت التغطية الإعلامية أحد الأسباب الرئيسية لنجاح تجربة بلعين. كما أصبحت القرية رمزاً عالمياً من رموز المقاومة الشعبية بفضل الإعلام ونقله لصورة ما يحدث على أرض الواقع" كما قال أبو رحمة".

وشهدت بلعين اعتداءات احتلالية خطيرة بحق الصحفيين، كإصابة مصور تلفزيون وطن أحمد شومان برصاصة مطاطية في رأسه أثناء تغطيته للمسيرة الأسبوعية في بلعين، وإصابة مراسل تلفزيون فلسطين هارون عمايرة باختناق شديد أثناء تغطيته المباشرة هناك، وإصابة مصور صحيفة "الحياة الجديدة" مهيب البرغوثي برصاصتين مطاطيتين بكلتا رجليه بعد استهدافه من قبل قوات الاحتلال بشكل متعمد، واعتقال وضرب مصور وكالة "الأسوشيتد برس" مجدي اشتية واعتقال مصور تلفزيون فلسطين محمد راضي. 

وتعقيباً على ذلك قال مراسل تلفزيون فلسطين علي دار علي لمركز مدى بأنه ما يزال يذهب لتغطية المسيرات الأسبوعية متجاهلاً إصاباته العديدة والمتكررة بالرصاص المطاطي او تعرضه للاختناق بسبب استهداف الطاقم بقنابل الغاز. وأفاد أيضاً بأن قوات الاحتلال الاسرائيلية تستهدفهم بطريقة متعمدة ومباشرة، فعلى سبيل المثال أصيب في إحدى المرات بقنبلة غاز ألقاها أحد الجنود من مسافة قريبة (لا تتعدى 4-5 أمتار)، أثناء استعداده لاجراء مقابلة مع أحد المتظاهرين، حيث أصابت رجله وتسببت له بحروق وكدمات.

ثانياً: بيت أمر
لقد نقلت بلعين تجربتها الناجحة إلى باقي المناطق في الضفة الغربية، حيث بدأت مسيرة بلدة بيت أمر الأسبوعية في الخليل عام 2006، وأصبح الصحفيون يغطون هذه المسيرة التي تنطلق كل يوم سبت من بيت أمر احتجاجاً على الاستيطان وبناء الجدار الفاصل. لقد رصد مركز "مدى" 37 انتهاكاً بحق الصحفيين أثناء تغطيتهم لهذه المسيرة منذ عام 2009 ولغاية منتصف عام 2014، الأمر الذي زاد من حجم انتهاكات الاحتلال بحق الصحفيين في مدينة الخليل. هذا إلى جانب اعتداءات المستوطنين والجنود على الصحفيين خلال تغطيتهم للأحداث الأخرى.
تتميز انتهاكات الاحتلال في الخليل بالعنف و"الجماعية"، أي شموليتها لمجمل الصحافيين الذين يتواجدون في الميدان، ففي العديد من المناسبات قامت قوات الاحتلال بالاعتداء الجماعي على الصحفيين أثناء تغطيتهم أحداث المسيرة الأسبوعية، فعلى سبيل المثال، قام الجنود بالاعتداء بالضرب وقنابل الغاز على مجموعة من الصحفيين فأصابت إحدى القنابل مصور وكالة "رويترز" عبد الرحيم القوصيني تحت أذنه اليسرى مما تسبب بفقدانه الوعي واحدث ثقباً في طبلة أذنه (قال اثناء اعداد هذا التقرير بانه منذ ذلك الوقت ما يزال يتلقى العلاج دون تحسن ملموس وكان في بريطانيا لهذه الغاية في حزيران 2014). فيما قام أحد الضباط بضرب مصور الوكالة الفرنسية حازم بدر بالعصا على وجهه ورجله مسبباً له جروح وكدمات في الخد والأنف ورضوض في رجله اليسرى، فيما تم استهداف مصور "الأستوشيتدبرس" عبد الحفيظ الهشلمون بقنبلة حديدية (معدنية) أصابت ظهره وسببت له كدمات.

يقول بدر الذي تعرض للعديد من الاعتداءات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي: " يصل المتظاهرون في بلدة بيت أمر إلى منطقة قريبة من مستوطنة ]كرمي تسور[، فيقوم جنود الاحتلال بقمعهم بطريقة عنيفة جداً، واعتقد أن هذا هو سبب ارتفاع الانتهاكات بحق الصحفيين خلال هذه المسيرة، فهم لا يريدوننا أن نغطي هذه الاعتداءات".

ويتابع بدر: "يعتقد الاحتلال بإنهم إذا اعتدوا علينا يوم السبت، فاننا لن نذهب لتغطية المسيرة الأسبوع المقبل، لكننا نذهب بإصرار أكبر". 


ثالثاً: النبي صالح:
انطلقت فعاليات المقاومة الشعبية في قرية "النبي صالح" أواخر العام 2009 حين هب الاهالي مع سكان قرى المنطقة المجاورة لمقاومة التوسع الاستيطاني. وبعد مرور حوالي عام على هذه المسيرات، بدأت قوات الاحتلال تمارس العنف بحق الصحفيين ومن يقومون بتوثيق المسيرات نظراً لانتشار كم هائل من الصور ومقاطع الفيديو حول ممارسات الجيش بحق المتظاهرين السلميين. 

أخذ بلال التميمي، أحد أهالي قرية "النبي صالح"، على عاتقه مهمة توثيق المسيرات. وقال لمركز "مدى" بأنه في الأساس ليس مصوراً صحفياً، ولكنه بدأ هذه المهمة بسبب ضعف وجود الإعلام لتغطية المسيرات. ويواصل التميمي عمله في تغطية وتوثيق المسيرات في "النبي صالح" على الرغم من تعرضه لمضايقات واعتداءات من قبل قوات الاحتلال كان آخرها خلال شهر شباط الماضي (2014)، حيث يعقب على ذلك قائلاً: "بسبب انتظام المسيرات، يصبح جنود الاحتلال المتواجدين في المنطقة يعرفون جيداً جميع أهالي القرية الذين يتواجدون في المسيرات الأسبوعية، وأحياناً ينادون علينا بأسمائنا. فهم على سبيل المثال يعرفون بأنني أقوم بتغطية المسيرات ويستهدفونني بسبب ذلك".
وحول الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى استهداف الصحافة في القرية، يقول التميمي بأن الاحتلال لا يريد للعالم مشاهدة العنف الكبير بحق المتظاهرين، فيسقط خلال المسيرات الأسبوعية الجرحى والشهداء. كما أن تغطية الأحداث هناك كشفت عدم صحة ادعاءات الاحتلال وساهمت في انقاذ العديد من المتظاهرين من الحبس، حيث كان يتهمهم الاحتلال بعدة تهم، ولكن مع إبراز مقاطع الفيديو المصورة للمحكمة يتبيّن أنها ادعاءات باطلة.
مصور وكالة الأناضول التركية معاذ حامد مشعل، الذي تعرض في مسيرته الصحفية للعديد من الاعتداءات آخرها كانت إصابته باثنتي عشر رصاصة مطاطية في كلتا رجليه أثناء تغطيته للمسيرة الأسبوعية خلال شهر نيسان 2014، قال لمركز "مدى" بأن الدافع الأول لاستمراره بالتغطية هو واجبه الوطني تجاه شعبه الفلسطيني الذي يتعرض لعنف شرس من قبل الاحتلال الإسرائيلي، واصفاً الصحفيين الفلسطينيين بأنهم جنود في الميدان يواصلون عملهم بالرغم من جميع التهديدات لحياتهم. كما أشار مشعل الى أن الحماية الدولية للصحفيين في فلسطين غير موجودة ولا تتعدى بيانات من بعض المؤسسات، لذلك لا ينتظر الصحفي حماية من أحد في الوقت الحالي ليستمر بعمله ويعتمد على نفسه.

ورصد "مدى" خلال السنوات الماضية العديد من الاعتداءات الخطيرة بحق الصحفيين كالإصابة الشديدة التي تعرض لها المصور أحمد دغلس في رأسه، بعد استهدافه بقنبلة غاز من قبل قوات الاحتلال الأمر الذي أدى إلى نزفه لمدة ساعتين وتقطيب رأسه. وإصابة المصور الفرنسي كريس هوبي بقدمه اليمنى ما تسبب باحداث "ثقب" بها. واحتجاز مصور تلفزيون فلسطين نجيب فراونة والمراسل علي دار علي لمدة أربع ساعات وتهديد مراسلة فضائية القدس ليندا شلش بالاعتقال في حال عدم مغادرتها المكان. كما تعرض مراسل بال ميديا وقناة TRT التركية حمزة نعاجي إلى إصابة شديدة أثناء تغطيته للمسيرة أيضاً، حيث ألقى جنود الاحتلال قنبلة غاز نحوه بشكل مباشر أصابت ظهره فوقع على الحجارة، الأمر الذي تسبب بخلع في كتفه الأيمن.

رابعاً: كفر قدوم :
كانت قرية كفر قدوم على موعد مع انطلاق أولى مسيراتها الشعبية السلمية بتاريخ 1 تموز 2011، حيث تنطلق كل يوم جمعة من أجل المطالبة بفتح الشارع الوحيد للقرية المغلق منذ انتفاضة الأقصى التي اندلعت عام 1987. حيث يقول المنسق الإعلامي للمسيرة مراد اشتيوي بأنه تم إغلاق الشارع بقرار عسكري صدر عن جيش الاحتلال تحت ضغط من مستوطني مستوطنة قدوميم المقامة على أربعة ألاف دونم من أراضي القرية البالغة مساحتها الكلية 24 ألف دونم.
ومن أشد الانتهاكات التي رصدها المركز في كفر قدوم، اعتداء قوات الاحتلال على مراسل تلفزيون فلسطين بشار نزال والمصور أحمد شاور بالضرب المبرح لمدة طويلة بالأيدي والأرجل مما تسبب لهما بكدمات ورضوض في كامل أنحاء جسميهما. واستهداف مصور الوكالة الفرنسية جعفر اشتية بقنبلتي غاز أصابتا يده وكتفه، الأمر الذي تسبب له برضوض ونزيف وفقدان للوعي، كما استهدفت قوات الاحتلال في حادثة أخرى واعتدت عليه بالضرب المبرح الأمر الذي أدى إلى إصابته بكسر في يده، ومن ثم قامت باعتقاله مع خمسة صحفيين آخرين كما ذكر في هذا التقرير.
الخاتمة:
لقد كانت الصحافة في فلسطين إحدى أهداف الاحتلال الإسرائيلي منذ عقود طويلة، فأصبح الصحفي في كثير من الأحيان خبراً عاجلاً يُتداول في وسائل الإعلام باستشهاده أو بإصابته أو باعتقاله وغيرها من أشكال الانتهاكات. ولكن لم يتوقف الصحفيون عن تغطية الأحداث بالرغم من يقينهم بأنهم قد يتعرضون للأذى، لأن واجبهم المهني يحتم عليهم مواصلة العمل من أجل نقل الأحداث الجارية في فلسطين إلى العالم.
إن المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى" يدعو كافة المؤسسات الرسمية وغير الرسمية للتحرك واتخاذ خطوات عاجلة وجادة من أجل حماية حياة وسلامة الصحفيين في فلسطين والضغط على سلطات وقوات الاحتلال الاسرائيلي لوقف استهدافاتها المتكررة بحق حرية الصحافة. كما يعرب المركز عن اعتزازه وتقديره للصحفيين على ما يبدونه من اصرار لمواصلة عملهم ونقل رسالتهم بالرغم من ظروف العمل الصعبة التي تواجههم في ذلك.
انجز هذا التقرير بدعم مشكور من مؤسسات المجتمع المفتوح.
ملاحظة: كان من المفترض ان يوزع هذا التقرير الخاص في شهر تموز الماضي وقد اجلنا نشره بسبب العدوان على غزة. 

التعليقات