تيسير خالد : خطاب نتنياهو في الجمعية العامة للامم المتحدة اغلق الطريق امام التسوية السياسية

رام الله - دنيا الوطن
وصف تيسير خالد ، عضو اللجة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي ، بنيامين نتنياهو في الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للآمم المتحدة بالخطاب الاستعلائي المليء بالمقاربات ، التي افقدت نتنياهو نفسه كل صلة بالواقع من خلال رده الهزيل والاستفزازي على الكلمة التي القاها الرئبس الفلسطيني محمود عباس ومن خلال المقاربات التي عقدها بين حركة المقاومة الاسلامية ( حماس ) وجمهورية ايران الاسلامية وما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية ( داعش ) أو بين مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة وما اسماه نتنياهو مجلس حقوق الارهاب ، بحيث ظهر نتنياهو يخاطب نفسه وسط تصفيق مفتعل من حضور كان في غالبيته الساحقة من الاسرائيليين الرسميين وأضاء اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الاميركية

 

وأكد أن بنيامين نتنياهو لم يظهر في خطابه في القاعة الفارغة من الحضور الرسمي تقريبا كرجل دولة مسؤول ، بل كرجل فظ لا يعير اهتماما للهيئات الدولية وخاصة تلك المعنية بحقوق الانسان وكسياسي لا يتورع عن اغلاق الطريق امام فرص التقدم في مسيرة التسوية السياسية للصراع الفلسطيني – الاسرائيلي من خلال ادعائه بأن " شعب اسرائيل لا يمكن التعامل معه كشعب محتل في أرض اسرائيل " ، واستدعائه التاريخ المظلم للنازية الالمانية وما اسماه سياسة " بودين راين - الارض النظيفة " ما يدفعنا الى ضرورة تذكير العالم بمسؤولياته في وضع حد لسياسة اسرائيل ، التي تنكر على الشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير في ارض هي في التاريخ والجغرافيا ، وليس في الاساطير وروايات السحرة والعرافين  ، ارض ابائه وأجداده الكنعانيين منذ الاف السنين

 

 

ودان تلك الفظاظة في سلوك بنيامين نتنياهو وهو يبرر قتل مئات الاطفال الفلسطينيين وابادة عشرات العائلات الفلسطينية ، تارة من خلال صور مفبركة لأطفال على شاطيء البحر وتارة اخرى من خلال الحديث عن انذارات قواته للمواطنين باخلاء منازلهم قبل تدميرها على رؤؤس اصحابها ، وتساءل ، إذا لم تكن هذه الافعال جرائم حرب وجرائم إبادة وما ترتب عليها من ضحيايا فاقت 2260 شهيدا واكثر من احد عشر جريحا ، فما هي تلك الافعال التي تندرج في إطار جرائم الحرب ، ودعا الى توثيق هذه الجرائم وتقديمها الى لجنة التحقيق الدولية التي شكلها مجلس حقوق الانسان للنظر في احتمالات ارتكاب جرائم حرب في العدوان الاسرائيلي الأخير على قطاع غزة من أجل جلب نتنياهو وأمثاله من قادة دولة اسرائيل الى العدالة الدولية

 

ودعا تيسير في ضوء كل هذا الى إعادة بناء العلاقة مع دولة اسرائيل بالتحرر من قيود الاتفاقيات الظالمة والمجحفة وفي المقدمة منها التنسيق الامني واتفاق باريس الاقتصادي ومواصلة التوجه لتأمين عضوية دولة فلسطين في جميع الهيئات والوكالات والمؤسسات الدولية وفي المقدمة منها المحكمة الجنائية الدولية من أجل جلب مجرمي الحرب في اسرائيل الى العدالة الدولية ، والتحضير في الوقت نفسه لعصيان وطني شامل في وجه الاحتلال ، لا يتوقف قبل رحيل هذا الاحتلال عن اراضي دولة فلسطين ، كما حددها قرار الجمعية العامة بقبول فلسطين دولة غير عضو في الامم المتحدة في التاسع والعشرين من تشرين الثاني / نوفمبر 2012 .

 

التعليقات