أسرى فلسطين: 23 طفلا يرون النور بينما أبائهم لا يزالون في عتمة السجون

رام الله - دنيا الوطن
اعتبروها  خلق إرادة جديدة للحياة، وقهرا للاحتلال، وإفشال لكل المحاولات الهادفة لكسر إرادة الأسير المحروم من حريته، وتحدى لتلك السنين التي أمضوها في السجون بأنها لم ولن تنل من عزيمتهم وحبهم للحياة .. إنها الإنجاب من داخل السجون عبر تهريب النطف ، رغم انف الاحتلال .

يقول "رياض الأشقر" الناطق الاعلامى لمركز أسرى فلسطين للدراسات، بان قضية الإنجاب من خلف القضبان عبر تهريب النطف ، ظلت أملا وحلماً يراود الأسرى لسنوات طويلة، حيث تنقضي أعمارهم داخل السجون ، ويتقدم بهم العمر، ويتلاشى حلم الأبوة  رويدا رويدا مع تقدم العمر خلف القضبان، وخاصة أولئك المحكومين بالمؤبدات والسنوات الطويلة ، فتمنى الأسير لو استطاع أن ينجب له ولدا أو أكثر يحمل اسمه ، ولو قدر له الخروج يكون قد وفر على نفسه الكثير من السنين لينجب ، وان لم يتحرر فانه قد زرع سفيرا له في الخارج يكمل مسيرته من بعده .

وأشار الأشقر إلى أن هذا الأمر اخذ قسطا كبيرا من والمداولات والمشاورات بين الأسرى قبل أن يصبح حقيقة واقعة ، وخلال تاريخ الحركة الأسيرة الطويل، وفي فترة من الفترات كان لا يجرؤ احد من الأسرى على طرح هذا الأمر، خوفا من الاصطدام مع العادات والتقاليد الموروثة،  ولكن مع تقدم المئات من الأسرى في العمر، بدء الأسرى داخل السجون يطرحون هذا الموضوع للنقاش الحقيقي ، والتشاور مع الخارج ، والاستئناس برأي علماء الدين الذي لم يمانع في إجراء الأمر ضمن ضوابط شرعية معينة .

وبين الأشقر بان 19 اسيراً حتى اللحظة خاضوا التجربة بنجاح، وقد خرج من أصلابهم 23 طفلاً إلى النور والحياة ، بينما أبائهم لا يزالوا في عتمات السجون ينتظرون التحرر ، ومن بينهم 3 حالات لأسرى أنجبوا " توائم " وهم الأسير "احمد المغربي" من بيت لحم، ورزق بتوأم إناث ، والأسير " صالح أيوب خضورة " من غزة رزق بتوأم ذكور، والأسير " عطا محمد عبد الغني"  من طولكم، رزق بتوأم ذكور ، فيما أنجب الأسير صاحب التجربة الأولى "عمار الزبن" من رام الله ابنه الثاني "صلاح الدين" عبر تهريب النطف بعد نجاح التجربة الأولى وإنجاب ابنه الأول "مهند"  .

وأوضح الأشقر بان هذا الأمر يتم بعد تفاهمات بين الأسير وزوجته في البداية وموافقتها ، وكذلك مشاورة عائلته وعائلة زوجته خلال الزيارات وقد يستغرق الأمر الكثير من الوقت لإقناع احد الأطراف بالموافقة على العملية، ثم يقوم الأسير بطريقة ما ، بتهريب كمية من السائل المنوي بما يتطلبه ذلك من شروط خاصة بآليات النقل والتقنيات اللازمة له، ثم يتم حفظها فيما بعد في إحدى مراكز الإخصاب المتخصصة بالأمر في ظروف مناسبة، ومن ثم تتم عملية الزراعة في رحم زوجة الأسير بحضور ورعاية عدد من أهل الأسير وأهل زوجته للاطمئنان، وتتم متابعة عملية الزراعة ومدى نجاحها ، وقد لا تنجح من المرة الأولى فيتم تجربة الأمر مرة ثانية حتى تتم بنجاح ، لذلك فان الأسير يقوم بإخراج  قدر كافي من السائل المنوي تحسبا للحاجة إليه لمرة ثانية أو ثالثة أو أكثر ، لان علمية إخراجه ليست بالعملية السهلة .

وأضاف بان الاحتلال من جانبه حاول كثيرا أن يكتشف طرق تهريب تلك النطف لكنه لم يستطع ، وقام باتخاذ الكثير من الإجراءات والعقوبات ضد الأسرى للحيلولة من تمكينهم من الأمر، لكنه فشل حتى اللحظة في ذلك .

بينما هناك العشرات كما يؤكد الأطباء من زوجات الأسرى يستعدون لخوض هذه التجربة قريبا بعد الانتهاء من الإجراءات اللازمة .

التعليقات